الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى المولد النبوي.. 6 أمور داوم النبي عليها في شهر مولده

ذكرى المولد النبوي
ذكرى المولد النبوي

ذكرى المولد النبوي.. مع اقتراب الثاني عشر من ربيع الأول يقترب موعد ذكرى المولد النبوي لعام 1443هـ، فيبادر كل مسلم بالاقتداء  والاحتفاء بذكرى مولد خير البشر وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.


ذكرى المولد النبوي.. أعلنت دار الإفتاء المصرية مساء أمس الخميس، موعد الاحتفال بيوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم والموافق 12 شهر ربيع الأول لعام 1443هـ، والتي تبدأ مع مغرب يوم الإثنين 18 من أكتوبر الجاري، وحتى مغرب يوم الثلاثاء 19 أكتوبر، مبينة أن الاحتفال شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه النعمة، وهو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه.


ذكرى المولد النبوي.. أرسل الله تعالى نبيه وجعله رحمة وقدوة وأوصى خلقه بالمداومة على الصلاة والسلام عليه فقال جل من قائل:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وأيضاً:" لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة"، وقال تبارك وتعالى:" إنا الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما".


ذكرى المولد النبوي.. وقد وُلد النَّبي محمّد عليه الصلاة والسلام فجرَ الإثنين الثَّاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل في دارِ عقيل بن أبي طالب، وكانت قابِلَتُه الشِّفاء أم عبد الرحمن بن عوف، فسقَطَ ساجدًا بينَ يَديها، ثمَّ رَفَعَ رأسهُ وأصبعيهِ إلى السَّماء.سَبَقَت ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- رؤى لأمِّه آمنة بنت وهبٍ «كَانَتْ تُحَدِّثُ أَنَّهَا أُتِيَتْ فِي مَنَامِهَا لَمَّا حَمَلَتْ بِرَسُولِ الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقِيلَ لَهَا: إِنَّكِ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَإِذَا وَقَعَ بِالْأَرْضِ قُولِي أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، ثُمَّ سَمِّيهِ مُحَمَّدًا».


ذكرى المولد النبوي.. وفي بيان حكم الاحتفال بالمولد النبوي ردا على من يحرمه، قالت دار الإفتاء إن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي، أن يجتمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.
واستدلت دار الإفتاء بما روي عن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه الترمذي، موضحة: فإذا جاز ضرب الدُّفِّ فرحًا بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سالِمًا، فجواز الاحتفال بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم للدنيا أولى.


ذكرى المولد النبوي 


قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن هناك الكثير من الأفعال التي يمكن التقرب بها إلى الله في شهر ربيع الأول «الأنور»، والذي فيه ذكرى المولد النبوي الشريف.


واستشهد في إجابته عن سؤال: ما الذي يمكن أن نفعله في هذا الشهر الأنور الكريم؟، عبر الصفحة الرسمية على موقع «فيسبوك»، بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنا وكافل اليتيم في الجنةِ هكذا»، وأشارَ بالسبابة والوُسطى وفَرَّجَ بينهما شيئًا، وهذا من شدة قرب كافل اليتيم به عليه الصلاة والسلام.

وأضاف «جمعة» أن من استطاع منكم أن يكفل يتيمًا فليفعل، فإن لم يستطع يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات»، سواء أكان ذلك اليتيم من قرابته أم من غيره من الأجانب، لا يبتغي إلا وجه الله ولكن يفعل هذا الفعل من الرحمة، لا لأن يقال إنه رحيم، ولا لأجل أن يأخذ جائزة من أحد، ولا مدحًا من مخلوق، بل هو يفعل ذلك لله رب العالمين.

وقال «كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات»، وهذا من واسع فضل الله وكل ذلك من الإيمان برب قد خلق وكلف وأمر ونهى نعود يوم القيامة إليه - سبحانه وتعالى - للحساب نرجو ثوابه ونخاف عقابه.

واستكمل حديثه عن التعامل مع اليتيم، «أيها الإنسان الذي تعتقد هذه العقيدة كل شعرة من رأس يتيم مرت عليها يدك- لك بها صدقات، ولك بها حسنات، ولا يضيع الله أجر المحسنين»، موضحاً فيما يخص أعمال شهر ربيع الأنور، قوله صلى الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائمِ الليلَ، الصائمِ النهار»، قائلا: «الساعي على الأرملة والمسكين والذي يفرِّج عنهم كرب الدنيا كالساعي في سبيل الله»؛ وفي رواية أخرى متفق عليها يقول الراوي بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أحسبه قال: «كالقائم لا يفتر والصائم لا يفطر» أي أن الذي يسعى على الأرملة والمسكين فكأنما يقوم الليل ولا يمل ولا ينتهي، وكأنه يصوم النهار من غير انقطاع أبدًا؛ فأي ثواب لهذا ؟! هو ثوابك للأرملة والمسكين.


ولفت إلى أنه يجب فعل الخير في هذا الشهر لأنه يذكرنا ببدء الرسالة، وكما نحتفل به سرورًا وحبورًا بالحلواء وغيرها، فإنه ينبغي علينا أن نحتفل به في أنفسنا، وأن نغير أحوالنا إلى الصالح الأصلح، قائلا: «افهموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المقام الأرفع الرفيع، وصلوا على السيد الجليل هذا الشهر، كما لم تصلوا عليه في أشهر سواه».

ذكرى المولد النبوي

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنه مع بزوغ هلال شهر ربيع الأول نستشعر هبوب نسائم مولد الهادي محمد (صلى الله عليه وسلم) تفوح عطرًا وأريجا في الأجواء كلها، حتى لكأن الهواء غير الهواء، والأجواء غير الأجواء , والأزمنة غير الأزمنة، شأن من يستنشقون عن بعد عطر المكان عندما يقترب الحاج أو المعتمر أو الزائر من حرم الله الآمن أو حرم رسوله (صلى الله عليه وسلم) وساحته المباركة , ولا سيما قلوب الهائمين والمحبين والعاشقين والمتشوقين لسيرته العطرة .

ولفت الوزير في ندوة تحت عنوان (نسائم مولد الهادي صلى الله عليه وسلم) إلى أنه كان أحد المحبين قد سأل صاحبه : ماذا بلغ بك حب فلانة ؟ فقال : بلغ بي أن أرى الشمس فوق جدران بيتها أجمل منها فوق جدران بيوت جاراتها , وأرى الهواء الذي يهب من جهة منزلها واتجاه مسكنها نسيمًا عليلا غير هذا الهواء الذي يأتي من أي جهة أخرى , وأرى القمر فوق قريتها غيره فوق سائر القرى , وأجد للأسماء التي تشاكل اسمها جرسًا دون سائر الأسماء , وللوافد من جوارها مَقْدِما غير مقدم الوافد من سائر الأقطار , فكيف بمن امتلأ قلبه بحب الحبيب (صلى الله عليه وسلم) حتى امتزج هذا الحب بلحمه ودمه , ولازمه في النوم واليقظة ؟!
وتابع: في ذكرى مولده ينبغي أن نتدارس سيرته , وأن نحيي سنته , وأن نتخلق بأخلاقه وأن نحيي ذلك في نفوسنا وقلوبنا وبيوتنا ونفوس أزواجنا وأبنائنا وأصدقائنا وجيراننا , وكل محبي الحبيب (صلى الله عليه وسلم) , حيث يقول الحق (سبحانه وتعالى) : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب : 21).

 كما يجب أن نعطر في هذه الذكرى الحسنة ألسنتنا وبيوتنا وأجواءنا بكثرة الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) , حيث يقول الحق سبحانه : " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب : 56) , وحيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : "مَن صَلَّى عَلَيَّ واحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عليه عَشْرًا" ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "من صلَّى عليَّ من أمَّتي صلاةً مُخلِصًا من قلبِه صلَّى اللهُ عليه بها عشرَ صلواتٍ ورفعه بها عشرَ درجاتٍ وكتب له عشرَ حسناتٍ ومحا عنه بها عشرَ سيِّئاتٍ) .

 ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً" ، وعن عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  قال : "إِنِّي لَقِيتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَبَشَّرَنِي وَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ، يَقُولُ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا" ، وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ" ، وقال (عليه الصلاة والسلام): "أَكْثِرُوا عَلَيَّ من الصلاةِ في كُلّ يومِ جُمُعَةٍ، فإنَّ صلاةَ أُمّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ في كُلّ يومِ جُمُعَةٍ، فمن كانَ أَكْثَرَهُمْ عليَّ صلاةً كانَ أَقْرَبَهُمْ مِنّي مَنْزِلَةً" .