الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف: حياة النبي محمد ترجمة حقيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم-، كان نعم القدوة لأمته وللإنسانية جمعاء، ويقول الحق سبحانه وتعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا"، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأهله ، حيث يقول (صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ) :"خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي".

ترجمة حقيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم 

وتابع وزير الأوقاف تحت عنوان: "النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا": "قد كانت حياته (صلى الله عليه وسلم) ترجمة حقيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم ، فعَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ (رضي الله عنها) , فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَتْ : "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، قَوْلَ الله (عَزَّ وَجَلَّ) : "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ".

واستشهد وزير الأوقاف ببعض النماذج من سيرة النبي في الدعوة إلى الله (عز وجل) بالحكمة والموعظة الحسنة ، منها ما كان منه (صلى الله عليه وسلم) عندما قام أعرابي فبال في المسجد وهمَّ به بعض الحاضرين ، فَقَالَ لَهُمْ سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ".

وأكمل وزير الأوقاف: عن معاوية بن الحكم السلمي (رضي الله عنه) : بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ ، فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ الله , فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ ، فَقُلْتُ : وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ ؛ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي ، لَكِنِّي سَكَتُّ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي ؛ مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ ؛ فوالله : مَا كَهَرَنِي ، وَلَا ضَرَبَنِي ، وَلَا شَتَمَنِي ، قَالَ : إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ...".

وأضاف وزير الأوقاف: عَنْ أَنَسٍ (رضي الله عنه) قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ ، قَالَ : وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ ، فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا ، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ الله ، قَالَ: "هَلْ حَضَرْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟" قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : "قَدْ غُفِرَ لَكَ"، وفي رواية قال : " فَإِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ ، أَوْ قَالَ : ذَنْبَكَ".

وأشار وزير الأوقاف إلى أنه لمَّا سلط عليه أهل الطائف عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة ، ولجأ إلى ربه سبحانه وتعالى يدعوه ويضرع إليه ، فأرسل سبحانه وتعالى إليه ملك الجبال يقول له : يا محمد , إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ الله وَحْدَهُ ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا" ، وهنا يقول جبريل (عليه السلام): "صدق من سماك الرءوف الرحيم"، لافتاً إلى أنه لما دخل (صلى الله عليه وسلم) مكة فاتحًا منتصرًا ، قال: "يا أهل مكة، مَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ؟" قَالُوا: خَيْرًا أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ" .

واختتم وزير الأوقاف بقول الحق سبحانه في شأن نبيه الكريم: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "، ويقول سبحانه: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، فليتنا نتأسى ونقتدي به (صلى الله عليه وسلم) في أخلاقنا وفي دعوتنا إلى الله (عز وجل) .