قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وزير الأوقاف: حياة النبي محمد ترجمة حقيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف
2396|عبد الرحمن محمد   -  

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم-، كان نعم القدوة لأمته وللإنسانية جمعاء، ويقول الحق سبحانه وتعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا"، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأهله ، حيث يقول (صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ) :"خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي".

ترجمة حقيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم

وتابع وزير الأوقاف تحت عنوان: "النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا": "قد كانت حياته (صلى الله عليه وسلم) ترجمة حقيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم ، فعَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ (رضي الله عنها) , فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَتْ : "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، قَوْلَ الله (عَزَّ وَجَلَّ) : "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ".

واستشهد وزير الأوقاف ببعض النماذج من سيرة النبي في الدعوة إلى الله (عز وجل) بالحكمة والموعظة الحسنة ، منها ما كان منه (صلى الله عليه وسلم) عندما قام أعرابي فبال في المسجد وهمَّ به بعض الحاضرين ، فَقَالَ لَهُمْ سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ".

وأكمل وزير الأوقاف: عن معاوية بن الحكم السلمي (رضي الله عنه) : بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ ، فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ الله , فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ ، فَقُلْتُ : وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ ؛ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي ، لَكِنِّي سَكَتُّ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي ؛ مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ ؛ فوالله : مَا كَهَرَنِي ، وَلَا ضَرَبَنِي ، وَلَا شَتَمَنِي ، قَالَ : إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ...".

وأضاف وزير الأوقاف: عَنْ أَنَسٍ (رضي الله عنه) قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ ، قَالَ : وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ ، فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا ، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ الله ، قَالَ: "هَلْ حَضَرْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟" قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : "قَدْ غُفِرَ لَكَ"، وفي رواية قال : " فَإِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ ، أَوْ قَالَ : ذَنْبَكَ".

وأشار وزير الأوقاف إلى أنه لمَّا سلط عليه أهل الطائف عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة ، ولجأ إلى ربه سبحانه وتعالى يدعوه ويضرع إليه ، فأرسل سبحانه وتعالى إليه ملك الجبال يقول له : يا محمد , إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ الله وَحْدَهُ ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا" ، وهنا يقول جبريل (عليه السلام): "صدق من سماك الرءوف الرحيم"، لافتاً إلى أنه لما دخل (صلى الله عليه وسلم) مكة فاتحًا منتصرًا ، قال: "يا أهل مكة، مَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ؟" قَالُوا: خَيْرًا أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ" .

واختتم وزير الأوقاف بقول الحق سبحانه في شأن نبيه الكريم: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "، ويقول سبحانه: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، فليتنا نتأسى ونقتدي به (صلى الله عليه وسلم) في أخلاقنا وفي دعوتنا إلى الله (عز وجل) .