قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كلاب مسمومة بجرعات مهدئة.. جمعية حقوق الحيوان بالإسكندرية تكشف كواليس مشاجرة السوري في المعمورة

صور من الفيديو
صور من الفيديو

أثيرت حالة من الجدل في منطقة المعمورة بالإسكندرية بعد انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر مشاجرة متعلقة بإطعام كلاب شارع. الحادثة أعادت إلى الواجهة خلافات قديمة حول علاقة السكان بالحيوانات الشاردة، وفتحت نقاشًا محتدّمًا عن حدود السلوك المجتمعي، وحقوق الحيوان، والدور الرسمي في حماية الصحة العامة. 

محمد الجزار، مفوض عام جمعية حقوق الحيوان في الإسكندرية، قدم رواية مفصّلة حاولت توضيح الاتهامات المتبادلة بين طرفي الواقعة، مع تسليط الضوء على نواة المشكلة الحقيقية: غياب الأدلة وتدخل مجموعات معادية للحيوانات.

من حضر الواقعة؟ شهود من الطرف السوري وغياب السكان

ويقول محمد الجزار، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن الحاضرين في موقع المشاجرة هم في غالبهم الشهود التابعون للطرف السوري الشخص الذي ظهر في الفيديو إلى جانب شقيقه وعاملان من العمال، بينما «لن تجد من المصريين أو سكان المنطقة من كان حاضرًا كطرف نشط»، وفق تعبيره.

الجزار يؤكد أن من يقود حملة الاتهام في الغالب هم «أناس يكرهون وجود الحيوان»، وأنهم سبق أن هدّدوها وتبنوا ممارسات مؤذية ضد الحيوانات في مناسبات سابقة. وهذه الخلفية، بحسبه، تفسر سرعة تحوّل المشهد إلى تداول واسع وصيحات تحريضية على مواقع التواصل.

ادعاءات الاعتداء والفراغ الأدلي.. «أين فيديوهات أخرى؟»

وباتت نقطةُ الخلاف الأساسية حول من بدأ المشاجرة: هل اعتدى المواطن المصري الذي ذُكر اسمه «مدحت» على السوري أولًا، أم أن الأخير هو من تعدّى؟ الجزار يرد بحزم بأن «الدليل غير مكتمل»، ولا يوجد حتى الآن فيديو يكشف حدوث اعتداء من قِبل مدحت. ولذلك يطالب بفتح تسجيلات كاميرات العمارة من بدايات الحادثة لكي يتضح من بدأ الشجار.

في غياب تلك اللقطات، يلاحظ الجزار أن كل طرف يسعى إلى تقديم روايته، وأن الشهادات المتاحة كلها محصورة ضمن دائرة محدودة من الشهود، ما يترك المجال واسعًا للتأويل والإشاعات.

سموم وتنويم.. رواية تسميم الكلاب وجدل العقاقير

ادّعاءات أخرى تصدرت المشهد هي افتراض تسميم بعض الكلاب أو «تخديرها» بجرعات زائدة من مهدئات. الجزار يقرّ بوجود كلاب ميتة، لكنه يميّز بين حالات الوفاة الحقيقية وحالة الكلب الأسود التي ظهرت في فيديو يبدو فيها الحيوان «مخدرًا». وفق تحقيقات الجمعية والتحريات الأولية، وُجد أن بعض الكلاب ربما أعطيت أقراص منوِّمة بجرعات أكثر من اللازم وهو أمر خطير ويتسبب أحيانًا في مضاعفات قد تؤدي إلى الموت.

في المقابل، يشدد الجزار على أن تسميمًا ممنهجًا على نطاق واسع لم يثبت حتى الآن، وأن بعض من يروجون للرواية يستغلون صورًا وفيديوهات مختارة للترويج لادعاءات أوسع.

حملة التعقيم والتطعيم.. مستندات وإجراءات رسمية

جزء من دفاع الجمعية يتركز على أن الكلاب المعنية خضعت لحملات تعقيم وتطعيم رسمية. ويذكر الجزار أن الكلاب «متعقّمة ومطعّمة ومسجَّلة في الهيئة البيطرية في الإسكندرية»، مع أوراق رسمية وخاتم من إدارة الطب البيطري تفيد بعمليات التعقيم التي قامت بها لجنة مشتركة ضمت الدكتورة وسام توفيق ومديرة إدارة الطب البيطري في وحدة المعمورة.

هذا الطابع الرسمي، وفق الجزار، يلغى بعض الاتهامات المرتبطة بخطر السعار أو التناسل العشوائي، ويضع التجاوزات على مستوى أخلاقيات التعامل مع الحيوانات وليس بالضرورة تهديدًا صحيًا واسعًا.

تاريخ من الصدامات.. سموم، قتل، وتوتر مجتمعي

الجزار عاد وذكر أن منطقة المعمورة شهدت حوادث سابقة خلال العام الماضي، شملت حالات تسميم لقطط وكلاب وطيور، وأدّت إلى تحرّكات رسمية حينها. يضيف أن هناك «مجموعة من الأشخاص» مرتبطة بحوادث ماضية وأنهم معروفون بنشر مقاطع تحريضية على صفحات خاصة. هذه الخلفية، برأيه، تخلق مناخًا معادًا للحيوانات يجعل أي حادث عرضي يتحول سريعًا إلى ضجة عامة.

 

التقاطع بين غياب الشهادات المستقلة، وتاريخ من العداء المجتمعي للحيوانات، والادعاءات الطبية بشأن تسميم أو تخدير الكلاب، كلها تترك الواقعة في مكانٍ ضبابي.

ودعا محمد الجزار إلى ضبط الأمور قانونيًا: «هاتوا كاميرات العمارة من أولها، خلّوا الدليل يتكلم»، ويؤكد أن أي حكم الآن سيكون سابقًا لأوانه دون مشاهدة التسجيلات الكاملة والاستماع للشهود خارج دوائر التحيز.