الحياء.. أنواعه وكيف كان يعلمه النبي لأصحابه؟

الحياء .. يقوم الدين الإسلامي على العديد من الصفات الجميلة، التي تساعد في حسن الخلق، فهو دين قائم على ذلك، ومن أهم هذه الصفات التي يعلمها لنا ديننا العظيم هي صفة الحياء.

الحياء

قال الشيخ أحمد المالكي أحد علماء الازهر الشريف، إن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليتمم مكارم الأخلاق، فقال صلى الله عليه وسلم "الحياءُ لا يَأْتي إلَّا بِخَيْرٍ" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حديث آخر " الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ"، كما كان يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن الحياء من الإيمان، فالدين كله حياء.

وأضاف المالكي، خلال برنامج "بيت دعاء" المذاع على قناة "تن"، أن الحياء  عشرة أنواع، منها حياء الجناية أي جنى شخص على نفسه، فعسى الله رب العالمين، وهو يعلم أنه عاصي فيقوم بالاستغفار لله سبحانه وتعالى، كاستحياء سيدنا آدم عندما أكل  من الشجرة التي حذرها الله منها، ومن أنواع الحياء أيضاً حياء التقصير كالذين يؤدون كل العبادات لكن مازالوا يشعرون انهم مقصرون في حق الله عز وجل.

وأكد المالكي، أنه من أنواع الحياء أيضاً حياء الإجلال أو المعرفة، وهو هل تعرف الله حق معرفة بأسمائه الحسنى؟، وأن تعلم أن كل ما في الدنيا لا يساوي شيئاً في ملك الله سبحانه وتعالى، فكلما علم الإنسان ربه حق معرفة، يشعر انه مقصر مع الله.

علي جمعة يوضح معنى الحياء

وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن الدين جاء وحث على الحياء باعتباره خلقاً محموداً على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع حتى شاع الذم بعبارة “قليل الحيا” في الاستعمال اليومي، مع حذف همزة الحياء؛ لأن العرب تقصر كل ممدود ولا تمد بالضرورة كل مقصور، وفي الحديث النبوي الشريف عندما عاتب أحدهم آخاه على كثرة حيائه قال له النبي ﷺ : (الحياء خير كله) [مسلم] وقال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) [البخاري].

وأضاف علي جمعة ، أن الحياء ينشئ ثقافة سائدة تمنع من الانحراف وتضبط إيقاع العمل على المستوى الشخصي والمستوى الجماعي، وانعدام الحياء يوصلنا إلى فقد المعيار الذي به التقويم والذي به القبول والرد والذي به التحسين والتقبيح، وفقد المعيار هذا يؤدي إلى ما يشبه الفوضى وهي الحالة التي إذا استمرت لا يصل الإنسان إلى غايته، ويضيع الاجتماع البشري وتسقط الحضارات في نهاية المطاف حيث لا ضابط ولا رابط.

خالد الجندي يوضح معنى الحياء

قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحياء ليس معناه الاستحياء من الناس فقط، لكن يجب أن تستحي من الله تعالى، موضحا: "البعض يرتكب الكثير من الموبقات ويخوض فى الأعراض دون أن يراه الناس، لكنه لا يخاف الله".

وأضاف الجندى "البعض يخاف من كاميرات المراقبة أكثر مما يخاف من ربنا، تلاقيه ماشى مظبوط فى الشارع، ويعمل الشغل بضمير عشان الكاميرا، وبعيدا عنها يفعل ما يشاء، دون خوف من الله، وهذا يقدح فى العقيدة، كل واحد لازم يسأل نفسه مين اللى نخاف منه الكاميرا ولا ربنا".