الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برر غزو العراق.. رحيل كولن باول تاركا نقطة سوداء في تاريخ أمريكا

رحيل كولن باول وزير
رحيل كولن باول وزير الخارجية الأمريكي في عهد بوش

برحيله اليوم الاثنين، يترك كولن باول، أول وزير خارجية أمريكي من أصول إفريقية، تاريخا طويلا ومؤثرا في سياسة الولايات المتحدة كان له انعكاس كبير خاصة على منطقة الشرق الأوسط.

أعلنت عائلة كولن باول رحيله عن 84 عاما، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا "كوفيد-19"، وقالت عائلته "لقد فقدنا زوجا وأبا وجدا رائعا ومحبا وأمريكيا عظيما"، موضحة أنه "كان ملقحا بالكامل".

 

من هو كولن باول؟

ولد باول في نيويورك عام 1937، ونشأ في حي هارلم، حيث هاجر والداه من جامايكا.

ودرس الدبلوماسي الأمريكي المخضرم في المدارس العامة، وتخرج من كلية مدينة نيويورك، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الجيولوجيا.  شارك بعدها في احتياط قوات التدريب في الكلية، ليتم تعيينه في رتبة ملازم ثان بعد تخرجه في يونيو 1958.

 

محطات في حياة كولن باول

دخل باول الجيش الأمريكي في عام 1958، ثم خدم في جولتين بحرب فيتنام خلال الستينيات، وأصيب مرتين خلال الحرب.

وفي 1979، حصل على رتبة عميد، ثم عين كمستشار للرئيس رونالد ريجان للأمن القومي عام 1987.

تم تكليف كولن باول بالتحقيق في مجزرة ماي لاي التي وقعت خلال حرب فيتنام على أيدي جنود أمريكيين، والتي تعد من أسوأ التجاوزات التي ارتكبت في تاريخ الجيش الأمريكي، وواجه تقريره انتقادات، حيث اعتبر البعض أنه يرفض تحميل العسكريين أي ذنب.

 

وكان باول أول أمريكي من أصول إفريقية يتولى منصب رئيس هيئة أركان الجيوش بين عامي 1989 و1993، ثم أصبح وزيرا للخارجية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن.

وخلال توليه رئاسة الجيش، لعب دورا في المشاركة بأبرز الأعمال العسكرية بما في ذلك عملية بنما عام 1989، وبعدها حرب الخليج عام 1991، والتدخل الإنساني الأمريكي في الصومال.

وقد أكسبته جهوده خلال حرب الخليج جائزتين بارزتين، وهما ميدالية الكونجرس الذهبية في مارس 1991، تقديرا لأدائه المثالي في تخطيط وتنسيق الرد الأمريكي على غزو العراق، بالإضافة لميدالية الحرية الرئاسية.

 

نقطة سوداء في تاريخ باول

أصبح كولن باول أول وزير خارجية أمريكي من ذوي البشرة السوداء، وعمل في المنصب من 2001 إلى 2005، وقد كلفه بوش الابن لحشد الدعم الدولي للحرب على الإرهاب، بما في ذلك حرب أفغانستان.

في فبراير 2003، ألقى باول خطابا أمام الأمم المتحدة حول أسلحة الدمار الشامل التي كان يعتقد ان العراق يملكها، وهي حجج كانت وراء تبرير اجتياح البلاد.

وقدم الوزير الأمريكي آنذاك أدلة قالت الاستخبارات الأمريكية إنها تثبت أن العراق قد ضلل المفتشين الدوليين، وأخفى أسلحة دمار شامل.

 

وحذر باول من أن "صدام حسين يمتلك أسلحة بيولوجية وقدرة على إنتاج المزيد منها بسرعة كبيرة".

اكتشف المفتشون فيما بعد عدم وجود مثل هذه الأسلحة في العراق، واعترف باول أن  هذا الخطاب كان "وصمة" على سمعته قائلا "كانت وصمة لأنني أنا من قدم هذا العرض للعالم باسم الولايات المتحدة، وستبقى على الدوام جزءا من حصيلة أدائي".

 

واعترف باول بأن الأمر كان "مؤلما له"، بعدما عرض تقريره صورا زعم أنها لمختبرات بيولوجية عراقية رصدتها الأقمار الصناعية، حصل عليها من أجهزة الاستخبارات الأمريكية.

ويعتقد الخبراء ان باول كان معترضا على فكرة الحرب، وربما أن المخابرات الأمريكية قد خدعته بتزويده بمعلومات مضللة.

وقد اتهم باول بعض موظفي وكالة الاستخبارات الأمريكية بأنهم كانوا يعرفون أن مصادر المعلومات غير موثوق بها.

 

كما اعترف أحد كبار مساعدي باول بأن المعلومات التي وردت في خطاب باول وكتبها هو، كان مصدرها وثيقة البيت الأبيض.

وعقب رحيله، أشاد الرئيس الأمريكي الأسبق بوش بوزير خارجيته، مؤكدا أنه "خدم دولته بشكل عظيم" وكان "يحظى باحترام شديد في بلاده وخارجها".

وكان باول من الشخصيات المعتدلة في الحزب الجمهوري، ودعم ترشح الديمقراطي باراك أوباما للرئاسة الأمريكية في 2008، كما أعلن أنه سيصوت لصالح جو بايدن، منددا بأكاذيب الرئيس السابق دونالد ترامب.