الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشيخ عبد الوهاب خليفة يكتب: نور ميلاد طه

صدى البلد

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين وأُصلي وأُسلم علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين.. سُبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، وبعد.. فحينما أراد الله تعالى أن يُسعد البشرية أرسل لها رسولاً من أنفُسها ليُخرج الناس من ظلمات الكفر والشرك إلي نور التوحيد والإيمان ومن ضباب الباطل والفساد إلي معالم الخير والصلاح ومن جور الإنسان إلي عدالة الإسلام، قال تعالى: {هُوَ ٱلَّذِی بَعَثَ فِی ٱلۡأُمِّیِّـۧنَ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ} [الجمعة ٢]، تبين هذه الآية أحوال العرب قبل بعثة النبي صلي الله عليه وسلم، إنها كانت أحوال مُؤسفة تستدعي التغيير وتنشد الهداية كانت الأفراد مُشتتة لأن نفوسهم مريضة ليس لها من الدين غذاء وكانت أرواحهم بعيدة عن نفحات السماء كانت البشرية في جاهلية عمياء يعلوها الشرك وفوضي الأخلاق.. قال تعالى علي لسان إبراهيم عليه السلام {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة ١٢٩]، وقد وافقت هذه الدعوة الاستجابة في قضاء الله السابق في الأزل، فبهذا الدعاء أصبح أبو الأنبياء شاهداً ومُبشراً بمحمد قبل أن يأتي وليكون هذا الدعاء حجة تُؤيده حين يبعثه الله تعالى.. وهذا الدعاء إما وحي أوحي الله إلي إبراهيم أن يدعو به أو رؤيا أراه الله إياها.. كذلك جاء عيسي عليه السلام فبشر ببعثته قال تعالى علي لسان عيسي عليه السلام {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف ٦].. قال رسول الله صلى عليه وسلم: (إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ وبِشارةُ عيسى ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ).. ولد الرسول في عام الفيل العام الذي نصر الله فيه الحق علي الباطل وكان لمولده بشارات أو إشارات ولما لا وهو النور الساطع العاصم من التخطبط..
أنت الّذي مِن نوركِ البدرُ اِكتَسى
وَالشمسُ مُشرقة بنور بهاكا
لكَ مُعجزات أعجَزَت كلّ الورى
وفضائل جلّت فليسَ يحاكى
قد فُقتَ يا طه جميعَ الأنبيا
نوراً فسبحانَ الّذي سوّاكا
قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} [المائدة ١٥]، فالنور هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والكتاب المُبين قيل القرآن وقيل الإسلام، وقال تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} [الأحزاب ٤٦]، وبقوله صلي الله عليه وسلم (ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ)، وقد جاءت إشارات وبشارات مولده فانطفأت نيران فارس حينما بدت أنوار محمد تسطع في الوجود، واهتز إيوان كسري فسقطت منه أربعة عشر شرفة شرفاً وتكريماً لمولد الهادي البشير، وهذه الأرض قد اهتزت طرباً وفرحاً لأنها علمت أن علي ترابها ستطأ أقدام خير خلق الله محمداً.. لقد تزينت السماء بإشراقة طلعته.. وأضاءت الأرض بنور مولده..
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ
مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً
مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ
مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ