« رائدة العمل التطوعي».. أمينة شكري أول نائبة في مصر والعالم العربي| نوستالجيا

تجلى أول تمثيل للمرأة المصرية تحت قبة البرلمان، في مصر والعالم العربي عام 1957، حيث مُنِحت المرأة المصرية حق الترشح والتصويت في دستور 1956، لتساهم هذه الخطوة فى كسر الكثير من العادات والقيود التي  كانت موجودة في غير محلها لتحجيم وعرقلة المرأة.

و فازت النائبتان راوية عطية وأمينة شكرى، بعد ترشح 5 سيدات لانتخابات مجلس الأمة، وكانت راوية عطية، أول الفائزتين إذ تمكنت من حسم المعركة لصالحها عن دائرة قسم الجيزة من الجولة الأولى، أما أمينة شكرى، فقد فازت بعد معركتها عن قسم باب شرق بالإسكندرية، واللاتين ناضلن من أجل الحصول على حقوقهن السياسية كاملة.

 نشأتها

ولدت أمينة محمد أبو العز شكرى في محافظة الاسكندرية عام  1912 م، والدها محمد أبو العز الذي كان يعمل سكرتير عام لتحرير جريدة “ البلاغ اليومية ” ، و مجلة “ الأمل الاسبوعية ” .
 

 منصب رئيسة جمعية صديقات الطفولة

اختارت العمل التطوعي في المجتمع المدني، الأمر الذي أتاح لها التواجد في المجتمع المصري خلال الأربعينات من القرن العشرين،شاركت فى العديد من الجمعيات الخيرية،و تولت منصب رئيسة جمعية صديقات الطفولة،بعد تأسيسها عام 1930 ، وتمحور نشاط الجمعية حول “ حماية ورعاية الأطفال اليتامى” ، إلى جانب احتواء الجمعية على الآتي: مشغل لخدمة بنات المنطقة لتعليمهم حرفة، حضانة للأطفال من سن 3 سنوات إلى ما قبل المدرسة، مصنع للسجاد، تقديم وجبة غذاء لأطفال الحي الملتحقين بالجمعية، شاطئ خاص لأطفال الجمعية بمصطفى كامل".
 

كما تولت عضو الاتحاد القومي عن دائرة باب شرق الاسكندرية، وأشرفت على مؤسسات جمعيات صديقات الفنون، واستغلت أمينة هذا النشاط، وفازت برفقة النائبة راوية عطية بمقعد البرلمان في أول انتخابات جرت بعد دستور 1956، حيث حجزت مقعدها في مجلس الأمة (مجلس النواب حاليًا دائرة باب شرق بالإسكندرية).

 شاركت أمينة شكري فى اعتصام السيدات اللاتي قررن الإعتصام في دار نقابة الصحفيين، والاضراب عن الطعام في مارس1954م، في كل من القاهرة والاسكندرية، للمطالبة بحقوق المرأة في الإنتخاب.

و بعد وضع دستور 1956 م، والذى أقر بحق المرأة بالترشيح والانتخاب ،  تقدمت أمينة شكرى ضمن خمسة سيدات لخوض المعركة الإنتخابية عام 1957، ونجحت أمينة شكري بمدينة الأسكندرية عن دائرة باب شرق، مع راوية عطية في حي الجيزة.

قدمت أمينة شكري في البرلمان اقتراحات لتقييد الطلاق، وضرورة توزيع وجبات غذائية للتلاميذ واستمرت فى عضويتها، إلى أن توفيت أثناء علاجها عام 1964 م ، في لندن عن عمر ناهز 64 عامًا، تاركة خلفها مسيرة كبيرة من العطاء والعمل التطوعي، والإهتمام بقضايا المرأة والمجتمع.