الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوراق من مذكراته | وقائع الرحلة الثانية لإمبراطور البرازيل إلى مصر

الإمبراطور البرازيلي
الإمبراطور البرازيلي دوم بيدرو الثاني

بعد خمسة أعوام من مغادرة الإمبراطور البرازيلي دوم بيدرو الثاني، مصر، في أواخر القرن التاسع عشر قرر زيارة مصر مجددا وتوثيق رحلته الثانية في عام 1876 من جديد عبر مذكراته الشخصية، من خلال تدوينات نصية ورسومات لمعظم ما شاهده في مصر.

 

الأقصر
في 18 ديسمبر كتب الإمبراطور
"في الساعة 11:30 صباحا وصلنا إلى الأقصر، ذهبت على الفور لرؤية المعبد، أمينوفيس الثالث فى الحرم والجزء الرئيسي، يعود تاريخ العمود الطويل الذي يطل على النهر إلى عهد حورس (1480 قبل الميلاد) حيث صنع رمسيس الثاني المسلتين، الأولى على اليسار، والثانية هي الموجودة في ساحة الكونكورد، باريس، فرنسا، عرضت عام 1831".

 

19 ديسمبر 1876:
"عند وصولي إلى الأقصر وجاءت الكلمة من العربية أي القصور، وجدت انها مزدحمة للغاية، حيث كان يوم السوق، وكان عدد كبير من الجمال والحمير يرقدون في الميدان".

22 ديسمبر 1876:
"امتطيت حمارا، وزرت الكرنك بعد ذلك، وكتب مارييت في ملاحظاته: الكرنك هو أكثر مجموعة آثار إبهارا في العالم، أنت لا ترى ما يكفي من الكرنك وكلما طالت زيارتد وشاهدت أكثر، كلما كونت فكرة أكبر عن المعبد، ليس هناك مبالغة فيما قاله مارييت".

صعيد مصر 
في الساعة 2:45 مساء من يوم 11 ديسمبر 1876، غادر الإمبراطور في رحلة نيلية من ميناء الجيزة، على متن باخرة الفيروز، وشرع الإمبراطور في تلك الرحلة النيلية ليس فقط لمشاهدة الأماكن السياحية ولكن أيضا لرؤية الواقع الاجتماعي والاقتصادي، كذلك الزراعة حول أطول نهر على وجه الأرض.

 

كان مهتما بزراعات قصب السكر وماكيناتها الفرنسية، والتي كانت في ذلك الوقت من أهم الأنشطة الاقتصادية في البرازيل، كما كان حريصا على رؤية السكك الحديدية التي تصنعها الشركات البريطانية، والملاحة والقنوات الاصطناعية وتقنيات الري ومراقبة كل ما يمكن أن يساعد البرازيل في نموه.

253125935_473988124394457_2555761371493583069_n
253125935_473988124394457_2555761371493583069_n

وكتب في مذكراته: 
"في الساعة 2:45 غادرنا ميناء الجيزة على متن الباخرة فيروز، غروب رائع، بدت قمم النخيل وكأنها تشتعل تحت اشعة الشمس إلى اليمين، لاحظت وجود هضبة بعيدة، عليها هرم مبني من طوب على شكل مصاطب، تشكل هرم سقارة، وفي الساعة الخامسة، رسينا في مارجونا، بعد أن أبحرنا لمسافة 22 ميلا".

 

أميبا والمنيا ومصانع السكر 


13 ديسمبر 1876 
"ما من شكل أننا في الشرق، فلا أحد في عجلة من أمره".

"لجبال أميبا أشكال غريبة، حاولت رسم الخطوط العريضة لهم، في الواجهة تقريبا وعلى الضفة اليمنى، يوجد جبل على قمة جرف، يسمى جبل الطير، حيث يوجد دير البكرة الذي يسكنه رهبان فقراء، يسبحون ليطلبوا حسنة".

"الساعة 1:2- الجبال على الضفة اليمنى للنيل بدأت تبتعد، آخذة شكل متدرج، وفي الساعة 2:30 وصلت إلى المنيا، هي بلدة صغيرة وذلك لزيارة مطاحن الخديوي، وهي عبارة عن مصنع كبير مجهز بمعدات ديروسنس وكايل، وينتج سنويا خمسين ألف قنطارا من السكر وأربعمائة ألف لتر من الكحول عند درجة 40".

"في 14 ديسمبر 1976 في اسلاعة 5:!5 ؤمت رسما بسيطا للجبال المليئة بالكهوف المحفرة أو الطبيعية، ثم وجدت إحدى ذهبيات الإنجليز الذين سعوا للاستمتاع بهواء النقاء".


أبو سمبل 


30 ديسمبر 1876 

"وصلنا إلى أبو سمبل على الضفة اليمنى، ذهبت على الفور لزيارة المعابد، المعبد الأصفر مخصص لحتحور، تتميز الواجهة بوجود ستة تماثيل عملاقة يبلغ طولها 71 مترا، تمثل رمسيس وزجته نوفرياري "نفرتاري" وفقا لإيزومبيرت، وأطفالهم عند أقدامهم، وعندما وقفت بالقرب من التمثال لم أصل إلا إلى ركبتي الملك وهو جالس".

"يظهر المعبد الثاني وتوجد على واجهته الرئيسية أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس، إنها تشكل مجموعة متقنة الصنع، يبرز أولها من جهة الجنوب، ويتميز بتعبيرات رائعة ومدهشة".


أبو صير - وادي حلفا

1 يناير 1877
من يومياته: 
"في الساعة 6:40 صباحا عبرت النهر بزورق شراعي باتجاه الضفة اليسرى، وركبت حمارا وذهبت إلى صخرة أبو صير،وعلى بعد حوالي 6 أميال من وادي حلفا، على ارتفاع 300 قدم، يمكن رؤية الشلال الثاني بشكل جيد للغاية، هو شلال عظيم بحسب قدماء المصريين، وهو مدعاة للإعجاب أكثر من الاول بالنسبة لمدى المنحدرات وارتفاع الشلالات".

"نزلت في وادي حلفا وركبت حمارا بعد فترة وجيزة من ركوب إحدى عربات الشكك الحديدة المتجهة إلى دنقلا، وكان من دواعي سروري الذي لا يوصف عبور الصحراء النوبية بالسكك الحديدة وربما كنت من أوائل المسافرين الذين قدروا ذلك".