الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد ‬الرازق‭ ‬توفيق يكتب : ماذا‭ ‬لو؟‭!‬

الكاتب الصحفي ‬عبد‭
الكاتب الصحفي ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬توفيق

نشر الكاتب الصحفي ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬توفيق ، مقالًا اليوم تحت عنوان "مــــــاذا‭ ‬لــــــو؟‭!‬" المندرج تحت عنوان عموده الثابت “من‭ ‬آن‭ ‬لآخر” .

وجاء نص المقال كالآتي :

ما‭ ‬أنجزته‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬الـ7‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬ملحمة‭ ‬بناء‭ ‬ومشروعات‭ ‬عملاقة‭.. ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬والتوسع‭ ‬الزراعى‭ ‬ومشروعات‭ ‬الطاقة‭ ‬العملاقة‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الكهرباء‭ ‬والطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬والجديدة‭ ‬والمتجددة‭.. ‬واكتشافات‭ ‬البترول‭ ‬والغاز‭ ‬وتطوير‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬بأحدث‭ ‬النظم‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والعصرية‭.. ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬هول‭ ‬موجة‭ ‬التضخم‭ ‬وزيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬العالمية‭.. ‬التى‭ ‬تلقى‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬ولكن‭ ‬بشكل‭ ‬أخف،‭ ‬وأقل‭ ‬شراسة،‭ ‬بفعل‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الرئاسية‭ ‬التى‭ ‬استشرفت‭ ‬المستقبل‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬المصرى‭.. ‬لكن‭ ‬المواطن‭ ‬مطالب‭ ‬بأن‭ ‬يعى‭ ‬خطورة‭ ‬أمور‭ ‬مهمة‭ ‬مثل‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية،‭ ‬والزيادة‭ ‬السكانية،‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬مواكباً‭ ‬لفكر‭ ‬ورؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬الدولة،‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬أساسى‭ ‬هو‭ ‬رفاهية‭ ‬المواطن‭.‬

حصاد‭ ‬الـ7‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬والمشروعات‭ ‬العملاقة،‭ ‬ورؤية‭ ‬استشرفت‭ ‬المستقبل‭.. ‬كانت‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬خطيرة‭ ‬للتضخم‭ ‬وزيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم
مــــــاذا‭ ‬لــــــو؟‭!‬
موجة‭ ‬عنيفة‭ ‬من‭ ‬التضخم‭ ‬وزيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬تضرب‭ ‬العالم‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬أبرزها‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬البترول‭ ‬والغاز،‭ ‬فبرميل‭ ‬البترول‭ ‬قفز‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬دولاراً‭ ‬إلى‭ ‬85‭ ‬دولاراً‭.. ‬والغاز‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬1300‭ ‬دولار‭ ‬لكل‭ ‬ألف‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭.. ‬وبالتالى‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬والنقل‭ ‬والشحن‭ ‬بعد‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بالصراعات‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬وروسيا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬على‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تصديره‭ ‬لألمانيا‭.. ‬وانعكاس‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬البترول‭ ‬والغاز‭ ‬تحديداً‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وبالتالى‭ ‬الأسعار‭ ‬والمواد‭ ‬الخام،‭ ‬ثم‭ ‬الصراع‭ ‬الأمريكى‭- ‬الصينى،‭ ‬أو‭ ‬حالة‭ ‬التعجل‭ ‬من‭ ‬التعافى‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ ‬التى‭ ‬خلفتها‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭.. ‬وتضرر‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬جراء‭ ‬الزيادات‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬واتساع‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭.. ‬وتوقف‭ ‬عملية‭ ‬التشغيل‭ ‬والإنتاج‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬تقريباً،‭ ‬وهناك‭ ‬إجراءات‭ ‬فرضتها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬مثل‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرض‭ ‬رسوم‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مصدرى‭ ‬القمح،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬تبعته‭ ‬زيادة‭ ‬فى‭ ‬أسعاره‭.. ‬وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الأخرى‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬التضخم‭ ‬وزيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬العالمية‭ ‬والمرشحة‭ ‬للتأثير‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمى،‭ ‬ومستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬حتى‭ ‬الكبرى‭ ‬منها‭.. ‬ولا‭ ‬سبيل‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬إعادة‭ ‬حساباته‭.. ‬وأيضاً‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بالترشيد‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬موجة‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬والتضخم‭ ‬التى‭ ‬تضرب‭ ‬العالم،‭ ‬ولها‭ ‬أسبابها‭ ‬المعروفة،‭ ‬التى‭ ‬عددها‭ ‬المتخصصون‭ ‬فى‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬سوف‭ ‬تتأثر‭.. ‬لكن‭ ‬دولاً‭ ‬كمصر‭ ‬ستلقى‭ ‬هذه‭ ‬الموجة‭ ‬من‭ ‬التضخم‭ ‬بظلالها‭ ‬عليها‭.. ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬بالصورة‭ ‬العنيفة‭.. ‬فمصر‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭.‬
لكن‭ ‬لدىّ‭ ‬تساؤلات‭ ‬مهمة‭ ‬للمواطن‭: ‬لماذا‭ ‬مصر‭ ‬الأقل‭ ‬تضرراً‭ ‬من‭ ‬الموجة‭ ‬العنيفة‭ ‬التى‭ ‬تضرب‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬التضخم،‭ ‬وزيادة‭ ‬الأسعار؟‭.. ‬وماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تنفذ‭ ‬مصر‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬والطاقة‭ ‬والاكتشافات‭ ‬البترولية‭ ‬التى‭ ‬خففت‭ ‬حدة‭ ‬الاستيراد‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخارج؟‭.. ‬وماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكتشف‭ ‬مصر‭ ‬وتجتهد‭ ‬وتنقب‭ ‬وتحصل‭ ‬على‭ ‬حقوقها‭ ‬وثرواتها‭ ‬المشروعة‭ ‬فى‭ ‬مياه‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬طبقاً‭ ‬لقواعد‭ ‬ومبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى،‭ ‬وترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬مع‭ ‬قبرص‭ ‬واليونان‭ ‬وتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬البنية‭ ‬البترولية‭ ‬وامتلاك‭ ‬مقومات‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصر‭ ‬مركزاً‭ ‬إقليمياً‭ ‬للطاقة‭.. ‬وخط‭ ‬الإمداد‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭.. ‬وفى‭ ‬القريب‭ ‬أوروبا‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وتسييل‭ ‬الغاز‭ ‬فى‭ ‬إدكو‭ ‬ودمياط؟‭!‬
الحقيقة‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬واستباقية‭ ‬نفذتها‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتى‭ ‬تدريجياً‭ ‬أو‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخارج،‭ ‬وضمان‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬للمصريين‭ ‬فى‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬والخضر‭ ‬والفواكه‭ ‬والألبان،‭ ‬التى‭ ‬حظيت‭ ‬باهتمام‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬ومشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحرفى‭ ‬والحقيقى‭ ‬للكلمة‭.‬


أتذكر‭ ‬أننى‭ ‬قرأت‭ ‬حواراً‭ ‬صحفياً‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬تحرير‭ ‬الصحف‭ ‬القومية.. ‬وتساءل‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فيه‭: ‬كيف‭ ‬لمصر‭ ‬كدولة‭ ‬كبيرة‭ ‬وعظيمة‭ ‬أن‭ ‬تستورد‭ ‬65٪‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬شعبها؟‭.. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬أدرك‭ ‬هذا‭ ‬التحدى‭ ‬مبكراً‭ ‬وكأنه‭ ‬يقرأ‭ ‬المستقبل‭.. ‬وترجم‭ ‬هذا‭ ‬الإدراك‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬خلاق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬نجنى‭ ‬وسنجنى‭ ‬ثماره‭ ‬كثيراً‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬مصر‭ ‬الأقل‭ ‬ضرراً‭.. ‬والأخف‭ ‬وطأة‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬التضخم‭ ‬العالمية‭.. ‬وزيادة‭ ‬الأسعار،‭ ‬فالبنك‭ ‬الدولى‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬علمى‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬التضخم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ (‬من6‭ : ‬10٪‭) ‬وقد‭ ‬أعلن‭ ‬الجهاز‭ ‬المركزى‭ ‬للتعبئة‭ ‬والإحصاء‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬فى‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضى‭ ‬بلغ‭ ‬8٪‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ3‭.‬3٪‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭.. ‬وهذه‭ ‬الأرقام‭ ‬مقارنة‭ ‬بدول‭ ‬تجاوز‭ ‬فيها‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20٪‭ ‬ودول‭ ‬كبرى‭.. ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬الأخف‭ ‬والأقل‭ ‬تضرراً‭.‬
الحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أننى‭ ‬سأتناول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والمشروعات‭ ‬التى‭ ‬نفذتها‭ ‬الدولة‭.. ‬وملامح‭ ‬الرؤية‭ ‬القادمة‭ ‬لحماية‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصدمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مثل‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬العالمى‭.. ‬فقد‭ ‬أدركت‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬قيمة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬والسلع‭ ‬الاستراتيجية‭.. ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمصانع‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬بالفعل،‭ ‬وزيادة‭ ‬إنتاجيتها‭ ‬وتطوير‭ ‬معداتها‭ ‬وأساليب‭ ‬عملها‭.‬


الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬توسعت‭ ‬وبقوة‭ ‬فى‭ ‬زيادة‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استصلاح‭ ‬وزراعة‭ ‬ملايين‭ ‬الأفدنة،‭ ‬وتوفير‭ ‬موارد‭ ‬الرى‭ ‬وبالأساليب‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحديثة،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظم‭ ‬الرى‭ ‬الحديث‭ ‬أو‭ ‬محطات‭ ‬المعالجة‭ ‬الثلاثية‭ ‬لمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعى،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬قطرة‭ ‬مياه‭ ‬مصرية،‭ ‬وإعادة‭ ‬تدويرها‭ ‬واستخدامها‭ ‬بشكل‭ ‬آمن،‭ ‬وآخرها‭ ‬محطة‭ ‬معالجة‭ ‬بحر‭ ‬البقر،‭ ‬بطاقة‭ ‬5‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬يومياً‭ ‬لرى‭ ‬وزراعة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬فى‭ ‬سيناء،‭ ‬وهى‭ ‬تعادل‭ ‬نفس‭ ‬المساحة‭ ‬التى‭ ‬فقدتها‭ ‬مصر‭ ‬بسبب‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭.‬


مشروع‭ ‬المليون‭ ‬ونصف‭ ‬المليون‭ ‬فدان‭ ‬باختيار‭ ‬مناطق‭ ‬وأراضٍ‭ ‬فى‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬تصلح‭ ‬للزراعة‭ ‬وتتوفر‭ ‬لها‭ ‬مياه‭ ‬الرى،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل،‭ ‬وأيضاً‭ ‬المساعدة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتى‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين‭.. ‬كذلك‭ ‬إقامة‭ ‬المشروع‭ ‬العملاق‭ ‬‮«‬الدلتا‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬وظهر‭ ‬منه‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬مصر‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬يوفر‭ ‬زراعة‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬بمراحله‭ ‬الثلاث‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة‭ ‬ستوفر‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬فدان،‭ ‬وجار‭ ‬تنفيذ‭ ‬أكبر‭ ‬محطة‭ ‬لمعالجة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬الحمام‭ ‬بطاقة‭ ‬6‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬يومياً،‭ ‬للمساهمة‭ ‬فى‭ ‬رى‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أراضى‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة‭.. ‬لذلك‭ ‬فالدولة‭ ‬تولى‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬بملف‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى،‭ ‬وهو‭ ‬قضية‭ ‬استراتيجية‭ ‬قطعت‭ ‬فيه‭ ‬الدولة‭ ‬خطوات‭ ‬مهمة‭ ‬سواء‭ ‬بزيادة‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬والمساحة‭ ‬المنزرعة‭ ‬والتى‭ ‬وصلت‭ ‬الآن‭ ‬ودون‭ ‬المشروعات‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬تدخل‭ ‬الخدمة‭ ‬قريباً‭ ‬إلى‭ ‬9‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬فدان‭.‬


نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭.. ‬لندرك‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬ينجزه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أو‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬عن‭ ‬خطورة‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭ ‬التى‭ ‬تشكل‭ ‬ثروة‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬أجود‭ ‬الأراضى‭ ‬خصوبة،‭ ‬وفى‭ ‬كونها‭ ‬أيضاً‭ ‬تساهم‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬توفيرها‭ ‬لفرص‭ ‬العمل‭.‬
الحقيقة‭ ‬أننى‭ ‬زرت‭ ‬سوهاج‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬48‭ ‬ساعة‭.. ‬وخلال‭ ‬رحلتى‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬إلى‭ ‬قريتى‭.. ‬أصابنى‭ ‬الحزن‭ ‬وأدركت‭ ‬خطورة‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬الرئيس‭.. ‬وما‭ ‬نفعله‭ ‬فى‭ ‬أنفسنا‭.. ‬فالمساحة‭ ‬البالغة‭ ‬6‭ ‬كيلومترات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تقطعها‭ ‬السيارة‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية،‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الجانبين‭ ‬أراض‭ ‬زراعية‭.. ‬وعندما‭ ‬رأيتها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬كتل‭ ‬سكنية‭ ‬وخرسانية،‭ ‬اكتست‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر،‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬مجتمعات‭ ‬ومناطق‭ ‬غير‭ ‬مخططة‭.. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الطريق‭ ‬الذى‭ ‬قطعته‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬إلى‭ ‬القرية‭.. ‬منازل‭ ‬ومقاهٍ‭ ‬وأشياء‭ ‬تؤكد‭ ‬أننا‭ ‬نغتال‭ ‬أحلامنا‭ ‬بأيدينا‭.. ‬ونضر‭ ‬أنفسنا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نعى،‭ ‬ونتسبب‭ ‬فى‭ ‬النقص‭ ‬والعوز‭ ‬والاحتياج‭ ‬والمعاناة‭ ‬دون‭ ‬إدراك‭ ‬حقيقى‭ ‬لكارثة‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭.‬


‭> ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أيضاً‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بغذاء‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬أكبر‭ ‬المزارع‭ ‬السمكية‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬بركة‭ ‬غليون‭ ‬أو‭ ‬منطقة‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬أو‭ ‬غيرهما‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التى‭ ‬تدفع‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتى،‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أيضاً‭ ‬صناعات‭ ‬متكاملة‭ ‬داخل‭ ‬المزارع‭ ‬السمكية‭.‬
‭> ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أيضاً‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأهمية‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخارج‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬توفير‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭.. ‬فأقام‭ ‬مزارع‭ ‬عملاقة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭.. ‬وكذلك‭ ‬إقامة‭ ‬الصوب‭ ‬الزراعية‭ ‬العملاقة،‭ ‬التى‭ ‬تبلغ‭ ‬إنتاجية‭ ‬الفدان‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬10‭ ‬أفدنة‭.. ‬وإذا‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬إقامة‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬صوبة‭ ‬زراعية،‭ ‬فإننا‭ ‬لدينا‭ ‬مليون‭ ‬فدان‭ ‬من‭ ‬الزراعات‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الطينية‭ ‬أو‭ ‬الزراعة‭ ‬العادية‭.‬


‭‬الرئيس‭ ‬أيضاً‭ ‬اهتم‭ ‬بصناعة‭ ‬الألبان‭ ‬ومضاعفة‭ ‬إنتاجيتها‭ ‬وأكثر،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمراكز‭ ‬تجميع‭ ‬الألبان‭ ‬لتصبح‭ ‬قلاعاً‭ ‬حديثة‭ ‬ومتطورة‭ ‬ونظيفة‭ ‬وآمنة‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين‭ ‬وتقليل،‭ ‬أو‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬الخارج‭.‬


هل‭ ‬تعلمون‭ ‬قيمة‭ ‬الـ500‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬التى‭ ‬ضاعت‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬بسبب‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية،‭ ‬وهى‭ ‬من‭ ‬أجود‭ ‬الأراضى‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬وتتوفر‭ ‬لها‭ ‬كافة‭ ‬المرافق،‭ ‬وإنتاجيتها‭ ‬عالية‭ ‬جداً‭.. ‬وهل‭ ‬تعلمون‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تستورد‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬زيت‭ ‬الطعام‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬من‭ ‬95٪‭ ‬إلى‭ ‬97٪‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬زراعة‭ ‬المحاصيل‭ ‬مثل‭ ‬عباد‭ ‬الشمس‭ ‬وفول‭ ‬الصويا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخارج‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬زيوت‭ ‬الطعام‭.. ‬وأن‭ ‬الدولة‭ ‬تدعم‭ ‬المصانع‭ ‬الموجودة‭ ‬حالياً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنتاج‭.. ‬وتضطر‭ ‬أحياناً‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬زيادة‭ ‬طفيفة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التضخم‭ ‬العالمى،‭ ‬وزيادة‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭.‬
ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬إن‭ ‬الـ500‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬التى‭ ‬فقدناها‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نستفيد‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬احتياجاتنا‭.. ‬وحتى‭ ‬نوفى‭ ‬الدولة‭ ‬حقها،‭ ‬فإنها‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬وتسهر‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين‭ ‬وتخفيف‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬السلع‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الأساسية،‭ ‬والدولة‭ ‬تبذل‭ ‬جُل‭ ‬جهودها‭ ‬فى‭ ‬التوسع‭ ‬الزراعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬لكنَّ‭ ‬هناك‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يدركهما‭ ‬جيداً‭.. ‬الأول‭: ‬خطورة‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭.. ‬والثانى‭: ‬خطورة‭ ‬استمرار‭ ‬النمو‭ ‬السكانى‭ ‬بهذه‭ ‬المعدلات‭ ‬المنفلتة‭ ‬والعشوائية‭.. ‬والحقيقة‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعيها‭ ‬المواطن‭ ‬الذى‭ ‬يكيل‭ ‬الاتهامات‭ ‬للحكومة‭.. ‬وبعد‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬أقول‭: ‬‮«‬اللى‭ ‬إيده‭ ‬فى‭ ‬الميه‭.. ‬مش‭ ‬زى‭ ‬اللى‭ ‬إيده‭ ‬فى‭ ‬النار‮»‬‭.. ‬وهذه‭ ‬تحدياتنا‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتشارك‭ ‬فيها‭ ‬دولة‭ ‬وشعباً،‭ ‬وليست‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬الحكومة‭ ‬وحدها‭.. ‬فالوعى‭ ‬هو‭ ‬بالفعل‭ ‬أساس‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة‭.‬
هناك‭ ‬مشروعات‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬يعى‭ ‬المواطنون‭ ‬أهميتها‭ ‬فى‭ ‬تخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬وزيادة‭ ‬الأسعار‭.. ‬فشبكة‭ ‬الطرق‭ ‬الحديثة‭ ‬واكتشافات‭ ‬الغاز‭ ‬والبترول‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمى‭ ‬والتوسع‭ ‬الزراعى‭ ‬والمنشآت‭ ‬الجديدة‭ ‬والتطبيقات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬التى‭ ‬أنفقت‭ ‬الدولة‭ ‬عليها‭ ‬ميزانيات‭ ‬هائلة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬مشروع‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الريف‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يؤدى‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬تكلفة‭ ‬السلع‭ ‬والاحتياجات،‭ ‬ويوفر‭ ‬الهدر‭ ‬والإنفاق‭ ‬والطاقة،‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬الخدمة‭ ‬أو‭ ‬السلعة‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬بأقل‭ ‬تكلفة،‭ ‬وبالتالى‭ ‬بسعر‭ ‬مناسب‭.‬
الدولة‭ ‬تبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬وشاملة‭ ‬ومستشرفة‭ ‬للمستقبل‭.. ‬وتسعى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬لتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬المواطن‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجاته‭ ‬بأسعار‭ ‬مناسبة‭ ‬وجودة‭ ‬عالية،‭ ‬وتحارب‭ ‬الجشع‭ ‬والاحتكار‭.. ‬وتراقب‭ ‬السوق‭ ‬وتزيد‭ ‬العرض‭ ‬على‭ ‬الطلب‭.. ‬ولديها‭ ‬مخزون‭ ‬استراتيجى‭ ‬للسلع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬يكفى‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬شهور‭.. ‬وتعمل‭ ‬بشكل‭ ‬وبروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬ولا‭ ‬تترك‭ ‬الأمور‭ ‬للصدفة‭.. ‬وتدفع‭ ‬بمنافذها‭ ‬حتى‭ ‬تحدث‭ ‬التوازن‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬بأسعار‭ ‬مناسبة‭ ‬وجودة‭ ‬عالية،‭ ‬وحتى‭ ‬يجد‭ ‬المواطن‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭.. ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬يعى‭ ‬المواطن‭ ‬أنه‭ ‬شريك‭ ‬أساسى،‭ ‬ودون‭ ‬هذا‭ ‬التشارك،‭ ‬لن‭ ‬تنجح‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬وأيضاً‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يعى‭ ‬خطورة‭ ‬الإسراف‭ ‬والإهدار‭ ‬الذى‭ ‬بلغ‭ ‬25٪‭ ‬مما‭ ‬نشتريه‭.. ‬وأن‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬فقط‭.. ‬ولا‭ ‬نميل‭ ‬إلى‭ ‬تخزين‭ ‬السلع‭ ‬دون‭ ‬منطق‭ ‬أو‭ ‬مبرر‭.. ‬وأن‭ ‬نعدل‭ ‬سياستنا‭ ‬وثقافتنا‭ ‬داخل‭ ‬منازلنا‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬من‭ ‬غذاء‭ ‬وطعام‭ ‬ومياه،‭ ‬فنحن‭ ‬نلقى‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نستفيد‭ ‬منها‭.. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نشترى‭ ‬نصف‭ ‬كيلو‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬كيلو‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬سلعة‭ ‬من‭ ‬احتياجنا‭ ‬الفعلى؟‭!‬
نحتاج‭ ‬إعادة‭ ‬نظر‭ ‬ومواجهة‭ ‬لأسلوب‭ ‬حياتنا‭ ‬وطريقنا‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬طباعنا،‭ ‬وما‭ ‬نحتاجه‭ ‬فى‭ ‬بيوتنا‭.. ‬ونحتاج‭ ‬أيضاً‭ ‬الوعى‭ ‬بخطورة‭ ‬سلوكياتنا،‭ ‬وضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ثرواتنا‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬من‭ ‬نعم‭ ‬ومقدرات،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نضر‭ ‬بأنفسنا،‭ ‬ونزيد‭ ‬أوجاعنا‭ ‬ومشاكلنا‭ ‬وأزماتنا‭ ‬ومعاناتنا‭.. ‬وحتى‭ ‬تعرف‭ ‬طريقها‭ ‬للحل‭.‬
الكرة‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬ملعب‭ ‬المواطن‭.‬
تحيا مصر