رحل الليلة عميد مترجمي الأدب العربي إلى الإنجليزية السيد همفري ديفيز، الذي نقل إلى الإنجليزية نحو ثلاثين عملا أدبيا، وعاش بيننا بالقاهرة خمسين عامًا، وأعلن وفاته الروائي والقاص حمدي الجزار عبر حسابه الشخصي على فيسبوك.
وكتب الروائي المصري: "كريما نبيلا وصديقًا محبًا، وكان آخر ما كتبه وأعزه لنفسه كتابه عن شوارع القاهرة التي عشقها، وآخر ما لم يتم ترجمته طوق الحمامة في الإلف والإيلاف.. فقدت صديقي الحبيب، لكن أعماله باقية، شاهدة على إخلاصه في عمله، وحبه للبشر، وللمعرفة والجمال".
من بريطانيا إلى مصر
يرصد «صدى البلد» تاريخ المترجم والكاتب الإنجليزي الذي كان قارئا للمجتمع المصري والعربي من خلال الدراسات العربية والكثير من التراجم التي قدمها للأقلام العربية إلى الإنجليزية، مثل نجيب محفوظ، بهاء طاهر، علاء الأسواني، وغيرهم من الأدباء العرب الذين أصبحت أعماله في الغرب بفضل المترجم الإنجليزي هنري ديفيد.
تضمن الإصدار الأخير والهام له عن الجامعة الأمريكية، تواريخ وحكايات وأسماء الشوارع والخرائط المتعلقة بها، موجودة في كتاب "شوارع وسط القاهرة".
قضى 40 سنة في مصر، جاء لأول مرة إلى القاهرة في عام 1968، جذبته الحياة في مصر وتعلم اللغة العربية، وقال في حوار قديم عبر قناة النيل الثقافية: "لا أستطيع أن أتخيل أن شخص خارج المنطقة العربية يستطيع ترجمة الأعملا العربية بصيغة واعية".
شوارع القاهرة
برع في ترجمة الكتابات العربية إلى الإنجليزية بفضل تجاربه وحياته في شوارع مصر والقاهرة، والتي أستطيع من خلالها إدراك الكثير عن الحياة في مصر والتعابير المتعلقة بها.
وعن كتابه شوارع القاهرة، جاء من منطلق حياته في مصر وجولاته الميدانية إذ عاش في أول شقة في مصر شقة "يوسف الجندي" وهو بالقرب من الجامعة الأمريكية، وحينها قرر الدراسة للوصول إلى معرفة من هو يوسف الجندي حتى استهوى الامر.
وجاء على حد وصفه "ورا كل اسم تاريخ"، ولم يقتصر الأمر على ذلك إذ بدأ في رحلته للبحث وتوثيق اسماء الشوارع في القاهرة الأوروبية.