"اضرب واحنا نجبس" جملة كثيرآ ما سمعنها من أبائنا لمدرسينا ونحن صغار، فكانت طرق العقاب من أشهر ما يميز المدرسين، حيث كنا ونحن أطفال نحرص على معرفة طريقة العقاب التي يتبعها المدرس الخاص بنا.

واختلفت طريقة العقاب من مدرس إلى آخر ومن فترة إلى أخرى، فقديمآ كانت هناك الفلقة والتى كانت مشهورة قديمآ وبالتحديد فى القرى.

العصا لمن عصا
العصا لمن عصا كان شعار المدرس حين يبدأ فى الدرس ويشعر أن هناك بعض الطلاب غير منتبهين له أو كانت بمثابة رسالة تحذير فى البداية أن فى حالة عدم الانتباه والشغب فسوف أتوقف وأدعى العصا تقوم بالازم .
فكان الضرب سواء كان بإداة مثل الحرزانه أو عصي خشبية أو عن طريق قطعه من الجلد وكان كل مدرس يحرص على تميز نوع إداة الضرب لكي يفرض الهيبة والشخصية على الاولاد داخل الفصل، وحتى يقوموا بسماع كلامه وتنفيذه والانتباه له جيدآ أثناء الدرس وعدم حدوث أى مشاغبات بين الطلاب بالاضافة الى الانتباه الى الدروس وعمل الواجب وعدم التكاسل فى المذاكرة بعد إنتهاء المدرسة.

وابتكر المدرسين مع التطور وصدور تعليمات بمنع إستخدام الضرب فى المدارس طرق جديدة للعقاب مثل التذنيب فهو للوهله الاولى يشعر الطالب انه عقاب خفيف ليس به ألم مثل الضرب ولكن سرعان ما يكتشف انه مؤهلم بدرجة كبير ويسبب تيبس فى الذراع واليد خصيا وأن المدرسين كانوا يجعلوا مدة التذنيب كبيرة، وإذا أرادوا أن يقسوا أكثر جعلوا الطالب يقوم برفع يده فى حالة التذنيب ويضعوا فوقها الشنطة وهناك البعض من كان يختار أكبر شنطة متواجدة وسط شنط الحضور حتى تكون ضغطة بنسبة أكبر على إيدى الطلاب.

وكنا نستعد مثل هذه عقاب عن طريق نفخ الايد حتى نقوم بتبريد حتى لا تؤلمنا الضربة، أو عن طريق هز الايد بسرعة كبيرة أو تنشيف الايد فى ملابسنا وكل هذه الحيل والطرق كانت محاولات بائسة منا التخفيف من قوة الضربة وأثناء هذه الحيل كنا لا نكف أو نمل من استعطاف المرس لنا حتى لا يضربنا أو يقلل من قوة الضربة حتى لا تؤلمنا.

ومع كثرة هذه المحاولات كان لا يجد المدرس حل سوى تثبيت اليد بالقوة او إستخدام اسلوب الترهيب عن طريق الضرب فى باقى أجزاء الجسم أو عن طريق القول أن فى حالة عدم فتح اليد سوف يضاعف الضربة .
