الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المراجعة النهائية قبل الانتخابات الليبية

ماريان جرجس
ماريان جرجس

" حفتر لن يحكم ليبيا أبدا، ولو على جثث الآلاف وعشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف " ، هذه الجملة التي قالها  خالد المشري الإخوانية الذي يترأس المجلس الأعلى للدولة، مهددًا بإغراق ليبيا في بحور من الدماء  في حديثه مع الاتحاد الوطني  لعمال ليبيا ، قد تكون جملة مرعبة بالفعل مع اقتراب الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية ، ولكن لا عجب ! فهذا هو نهج الإخوان الذي لا يتغير.

تلك الجملة تذكرنا بتهديد الإخوانى  صفوت حجازى – على نفس الوتيرة -  أثناء ثورة  الثلاثين من يونيو عندما توعد الشعب المصري بشكل سافر، بأن كل عمل إرهابي في سيناء من الممكن أن يتوقف ، إذا جرت الأمور كما يريدون واستعادوا الحكم.

ليس هذا التحدي الوحيد أمام الانتخابات الليبية ، فهناك الكثير من التحديات في وجه تلك الانتخابات . فهناك تحديات لوجستية  وزمنية وأمنية تواجه تلك الانتخابات، فنجاح الانتخابات التشريعية والرئاسية  هو طوق النجاة  من أجل خروج ليبيا من ذلك النفق المظلم ، من أجل فتح الطريق الساحل وعودة المؤسسات الوطنية لعملها ، من أجل عودة الهلال النفط الليبي للعمل وخروج المرتزقة.

لكن يظل المجتمع القبلي تحدٍ، ويظل التخبط الدستوري و الارتباك القانوني من قبل المفوضية الوطنية للانتخابات عائقًا أمام إتمام تلك الانتخابات، فإذا دخلت تلك الانتخابات دائرة المماطلة وطال الأمد الزمني سيزداد الأمر سوءًا.

ربما يبقى الأمل في الابتعاد عن الشخصيات المستهلكة سياسيًا ، وتمكين المرأة  وتخطي العقبات ومنع وصول شخصيات إخوانية من الصفين الثاني أو الثالث وإنجاز تلك الانتخابات في أقل وقت ممكن.

إن العالم يثنى على مخرجات مؤتمرات برلين واجتماعات لجنة خمسة + خمسة ويشجع على إتمام الانتخابات ولكن لا أحد يستطيع أن يقوم بالدور الذي تلعبه  مصر ، بصفتها اللاعب الرئيسي والإقليمي القوى، فمصر هي البقعة المستقرة الهادئة في إقليم ملتهب ، شرقًا وشمالا وغربا وحتى جنوبًا من جهة السودان وإثيوبيا ، ولكن هي الدولة المتماسكة في الإقليم التي تستطيع أن تساند القضية الليبية دون تدخل ، وهى التي تعلم أن بلدان ساحل شمال إفريقيا باتوا يتخلصون من الإخوان بلد تلو الأخر ، وليس من صالح أحد أن يتغلغل ذلك التنظيم في منتصف الساحل في ليبيا مرة أخري .

و تأتى أهمية زيارة  الرئيس السيسي في هذا التوقيت إلى فرنسا والمشاركة في منتدى باريس للسلام من أجل ليبيا ومناقشة العديد من الملفات والتفاصيل الخاصة بتلك القضية.

ربما لن تكتف مصر بأن تكون همزة الوصل بين الغرب وليبيا في هذا التوقيت الدقيق ولكن أيقن أنها ستقدم الدعم اللازم لإتمام المسار السياسي الليبي ، من أجل حدود غربية هادئة ومن أجل شريط ساحلي خالٍ من قوارب الموت، من اجل استعادة دولة غابت شمسها لأكثر من عشر سنوات.