الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمة تقرأ في الشارقة

الشارقة وحكاية أكبر معرض لحقوق النشر

محمد مندور
محمد مندور

يثبت كل عام معرض الشارقة الدولي للكتاب أنه منارة ثقافية عربية تفيض معرفة وإبداعا على العالم.

 فلم تمر دورة المعرض الأربعين دون أن تترك انطباعا وأثرا قويا على الثقافة العالمية، فلم يعد معرضا للإصدارات فقط بل سوقا لصناعة المعرفة والكتاب في التخصصات المختلفة وبلغات متعددة تتسق والحالة الإماراتية التي تحتضن أكثر من 109 جنسيات بأعراق وثقافات متعددة ، ألوان وأديان وألسنة كثيرة ضمها المعرض بين جنباته.

لم تكن مفاجأة بالنسبة للكثيرين أن يربو عدد زوار المعرض على نحو مليون وستمائة ألف زائر من داخل وخارج الإمارات، فلم تعد الشارقة منارة ثقافية إماراتية وعربية فحسب بل وعالمية أيضا.

الحالة التي يظهر بها المعرض كل عام من حسن التنظيم والتنوع في الضيوف واختيار موضوعات الندوات والورش التفاعلية التي تشمل الكبار والنشء والأطفال، فضلا عن العروض الترفيهية الممزوجة بثقافات الشعوب كافة من ألوان تراثية وفنون حديثة، كل هذا يعكس الفكر المستنير المتعمق في تراث العالم بكل جوانبه ليقدم وجبات ثقافية متنوعة للجمهور والزوار، يقدم رسالة تحمل كل عام شعارا جديدا يتجه بالزوار في عوالم الفكر والثقافة.

 شعار المعرض هذه الدورة يحمل رسالة معرفة ودعوة للقراءة والتفكر والتدبر، شعار جاء تحت عنوان " هنا.. لك كتاب"، وهو يحمل بين طياته فلسفة المعرض في التنوع الفكري والثقافي داخل أروقة المعرض ليجد كل قارئ ضالته وما ينشده وما يبحث عنه من معارف في شتى العلوم.

تحية تقدير واحترام لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة وعضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات، الذي يفتح الآفاق أمام المثقفين العرب كل عام ليجدوا متنفسا رحبا لإصداراتهم ويحقق آمالهم نحو عالم يقرأ ويفكر ويبحث. تحية تقدير مستحقة لسموه الذي يقف دوما داعما ومساندا لقضايا الثقافة والفكر كافة.. ونزيد من التقدير والإجلال لسموه على ما يقدم دائما للثقافة المصرية، ويكفينا فخرا أنه العاشق لمصر دائما وطالما تغنى بها كلماتا وأشعارا.

يظل معرض الشارقة الدولي للكتاب فخر العرب والثقافة العربية فتهنئة من القلب على نجاح فعاليات الدورة الأربعين، وللقائمين على التنظيم برئاسة احمد بن ركاض العامري رئيس الشارقة للكتاب على النجاح الكبير الذي يشهده المعرض كل عام فقد أصبح أكبر معرض كتاب في العالم في بيع وشراء حقوق النشر في 2021.

فقد بات المعرض إحدى أهم الفعاليات الثقافية السنوية نجح خلال دوراته الأربعين في استقطاب أبرز دور النشر المحلية والعربية والعالمية، يعرض أعرق الإصدارات والكتب النادرة والمخطوطات القديمة بالإضافة إلى عرض أحدث المؤلفات حول العالم.

ما يقدمه المعرض يضع دوما الثقافة في بؤرة اهتمام العالم، فهو يستضيف ألمع الشخصيات الأدبية والفنية والثقافية من بينهم حاصدو جوائز نوبل والبوكر ومشاهير فنون الدراما وصناع النصوص الدرامية إلى جانب أبرز المبدعين والمتخصصين في المنطقة العربية والعالم.

معرض الشارقة الدولي للكتاب بكل ما له من أهمية ثقافية ومعرفية وبكل ما يقدمه من ثقافات مختلفة وبألسنة ولغات عدة، يقدم في الوقت نفسه الثقافة في قوالبها الحديثة، ويدعم التطور الثقافي الكبير الذي تشهده إمارة الشارقة بل وفي دولة الإمارات أيضا، التي تشهد نهضة ثقافية كبيرة خلال السنوات الأخيرة.

معرض الكتاب وما تقدمه الشارقة من منصات ثقافية لدعم الفكر والإبداع ليست مجرد ساحات ثقافية بل هي مصادر للقوى الناعمة العربية، لا تعني الشارقة والإمارات فقط بل تعني العرب بشكل عام، فقد أصبح المعرض يحظى بتقدير إقليمي ودولي كبيرين. وكما قلنا إن معرض الشارقة فخر الثقافة العربية، فهو يفتح أبواب التواصل الحضاري بين الثقافة العربية ونظيراتها من الثقافات العالمية.

بناء الفكر والوعي بالثقافة، أقوى وسيلة للقوى الناعمة لكي تبني جيلا قويا قادرا على بناء مستقبل أفضل، جيلا يحمي تراثه وثقافته من طوفان العولمة والتغريب، جيلا يصنع المعجزات من أجل العيش بكرامة وإنسانية بالفكر لا بالسلاح، بعيدا عن غياهب الجهل والتطرف، جيلا يقوم على القراءة خير من جيل يعيش في الفقر الفكري.. فنعم الأمة التي تقرأ .. وتحية لمعرض الشارقة الذي يقدم لكل قارئ كتابه.