الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتخابات تنادي الجميع|قراءة في الاتفاق الفرنسي الإيطالي حول تصحيح المسار بـ ليبيا

جانب من زيارة ماكرون
جانب من زيارة ماكرون إلى روما

إجماع دولي كبير على تجاوز ليبيا مرحلة السنوات العشر العجاف، وتصحيح المسار السياسي وإجراء الانتخابات الرئاسية الليبية في موعدها المقرر لها 24 ديسمبر المقبل.

وفي إطار ذلك سعت عدة أطراف ودول إقليمية في المنطقة جاهدة لإنهاء الوضع المأساوي في ليبيا، من بينها فرنسا، التي استضافت على أراضيها مؤتمر "باريس الدولي حول ليبيا" قبل أسبوعين.

إيطاليا ومؤتمر باريس حول ليبيا

وشهد مؤتمر "باريس الدولي حول ليبيا"، حضورا ومشاركة دولية واسعة من دول الجوار والامتداد الإقليمي للبلد العربي الشقيق من بينها مصر، التي لعبت دورا قويا على مدار السنوات الماضية من أجل إعادة الاستقرار إلى ليبيا.

وأفرز مؤتمر "باريس الدولي حول ليبيا" مجموعة من القرارات، تتفق إلى حد كبير مع الرؤية المصرية لإنهاء الأزمة في ليبيا، من أهمها تحقيق خروج المرتزقة والقوات الأجنبية ووقف التدخل في الشؤون الليبية ودعم المليشيات وإجراء الانتخابات الرئاسية الليبية في موعدها بما يحقق أمن واستقرار البلد العربي، الذي عانى من عدم الاستقرار لفترة تجاوزت العشر سنوات.

وكان من بين المشاركين في المؤتمر رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراجي، الذي كان بين بلاده وبين فرنسا خلافا كبيرا حول الأوضاع في ليبيا، وجاءت مشاركته كنوع من أنواع كسر حدة الخلاف بين روما وباريس حول ليبيا، وبناء عليه قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زيارة روما نهاية الأسبوع الماضي.

وأتفق الطرفان خلال الزيارة على مجموعة من التعهدات، تم تتويجها بتوقيع اتفاقية "كيرينالي" أو "تعاون معزز"، نسبة لـ قصر "كيرينالي" الرئاسي في روما.

اتفاقية كيرينالي بين باريس وروما

وقعت فرنسا وإيطاليا نهاية الأسبوع الماضي، "اتفاقية كيرينالي" لتعاون ثنائي معزز من أجل تعزيز علاقات تضررت في السنوات الأخيرة وبالأخص حول الأزمة الليبية.

وقعت الاتفاقية في قصر كيرينالي الرئاسي بالعاصمة الإيطالية روما بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراجي، بحضور الرئيس سيرجيو ماتاريلا.

وتنص الاتفاقية على محاور للتعاون المعزز على صعيد الدبلوماسية والدفاع والتحولات البيئية والثقافة والتعليم والتعاون الاقتصادي والصناعي والفضاء.

وعقب توقيع الاتفاقية، أكد وزيرا الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، التنسيق الوثيق بين روما وباريس بشأن ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي.

وشدد دي مايو خلال اللقاء بشكل خاص على أهمية ضمان انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وشاملة في ليبيا في ديسمبر المقبل وعلى أولوية انسحاب جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.

تحسن العلاقات بعد انتهاء الخلافات

وفي هذا الصدد، قال الصحفي المتخصص في الشأن الفرنسي، خالد شقير، إن العلاقات بين فرنسا وإيطاليا أصبحت أفضل بعد انتهاء الخلافات، وأتت زيارة ماكرون انعكاسا للتقارب في المواقف الذي حدث مؤخرا بين الرئيس ماكرون، وماريو دراجي.

وكشف شقير خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أهمية الزيارة، قائلا "خصصت للعلاقة الثنائية القوية بين فرنسا وإيطاليا، لكي تكون علاقة متينة تشبه العلاقات الفرنسية الألمانية، بهدف خاص وهو توقيع اتفاقية "كويرينال".

وأشار إلى أن المعاهدة تساهم في تقارب المواقف الفرنسية والإيطالية، فضلا عن التنسيق بين دول السياسة الأوروبية والخارجية والأمن والدفاع وسياسة الهجرة والاقتصاد والتعليم والبحث والثقافة والتعاون عبر الحدود.

حلحلة حقيقية للأزمة في ليبيا

وفيما يخص الملف الليبي، علق شقير أنه يأتي التنسيق الأوروبي بين فرنسا وإيطاليا في وقت هام جدا لتفويت الفرصة على بعض القوى الإقليمية، التي كانت دائما وأبدا ما تستخدم هذا الخلاف لتعميق الفجوة بين الشركاء الليبيين.

ولفت: اعتقد أن الاتفاق جاء بنصيحة مصرية في محاولة لـ "تفويت" الفرص على الانتهازيين وتحقيق حلحلة حقيقية للملف الليبي.

واختتم: شددت فرنسا وإيطاليا على أهمية إخراج المليشيات والمرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وتم الاتفاق على هذا الأمر تماما من الجانبين، مؤكدا أن الاتفاق الفرنسي الإيطالي يتوافق مع الرؤية المصرية لحل الأزمة في ليبيا.

اتفاقية كيرينالي الثالثة من نوعها

ووقعت اتفاقية "تعاون معزز" في قصر كيرينالي الرئاسي بروما بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراجي، وذلك بحضور الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.

وتعد اتفاقية "تعاون معزز" نادرة من نوعها في أوروبا، فهي الثانية بعد الاتفاقية التي وقعتها فرنسا وألمانيا في الإليزيه عام 1963 واستكملت بـ اتفاقية آخن عام 2019.

ذروة الأزمة بين باريس وروما 

وحدثت أزمة دبلوماسية بين باريس وروما حول ليبيا، نظرا لاختلاف الرؤية حول إنهاء الصراع القائم في البلد العربي من جانب كلا الدولتين.

الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بلغت ذروتها في مطلع عام 2019، حين التقى زعيم "حركة النجوم الخمس" لويجي دي مايو بعض ممثلي حركة "السترات الصفر"، التي تعتبر مناهضة لسياسة ماكرون الاجتماعية في فرنسا.

من جانبها نفت المفوضية العليا للانتخابات الليبية، ما أشيع بشأن تأجيل الاستحقاق الانتخابي المقرر في 24 ديسمبر المقبل، مؤكدة أنه "لا توجد نية للتأجيل".