الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاته..

محمد سليم شوشة: تجربة مكاوي سعيد ثرية وتستحق الدراسة نقديًا

صدى البلد

تحل اليوم الذكرى الرابعة على رحيل الكاتب الكبير مكاوي سعيد الذى رحل يوم 2 ديسمبر من عام 2017، والذي بدأ رحلته مع الكتابة فى آواخر السبعينيات، حينما كان طالبا بكلية التجارة جامعة القاهرة، وكان حينذاك مهتما بكتابة الشعر العامى والفصيح عقب تأثره بدواوين صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازى والبياتى والسياب والفيتوري، ونشرت عدة قصائد له فى مجلة صوت الجامعة وغيرها. 

كما كانت له نشاطات دائمة فى الندوات الثقافية بالجامعة حتى حصل على لقب شاعر الجامعة عام 1979.

مكاوي سعيد

وفي ذكرى وفاته تحدث الناقد الأدبي الدكتور محمد سليم شوشة في حديثه لـ "صدى البلد" وقال: قرأت له أكثر من رواية منها "تغريدة البجعة" و"فئران السفينة" ورواية "أن تحبك جيهان"، كما قمت بدراسة جديدة لهذه الرواية الأخيرة، ودرستها ضمن مقررات الفرقة الرابعة لكلية دار العلوم، فهذه رواية مهمة، بالإضافة إلى أنني كتبت عن فكرة الإلغاز، إذ صنع نوع من اللغز حتى في القصة القصيرة، رغم محدودية الفضاء السردي داخلها، بالإضافة إلى أنه كان يقوم بالسرد التمثيلي؛ بمعنى أنه يشكل ويصنع نماذج شبيهة بالحياة، ومتطابقة معها خاصة في أعماله الأخيرة الأحدث، فهي لا تبوح بما لديها بشكل مباشر، وإنما القصة والأحداث هي التي تنتج الدلالة بشكل غير مباشر، فهذه كانت طريقة مكاوي. كذلك فنماذجه الإنسانية كانت في غاية الثراء، فتجد شخصية الفنان، وشخصية المضطرب النفسي، إذ تجد درجة من التأزم في تكوين هذه الشخصيات وقد كان يشتغل على مناطق خاصة به منها الفن التشكيلي، أو وبعض المناطق الشعبية، وكذلك عالم الفنانين ووسط البلد، فهذه هي نقاط الخصوصية التي ميزته، فأعماله دائما ما كان بها نوع من "المشهدية" أو الطابع السينيمائي، فهي تصلح للدراما أو السينما ، لأنها تحوي على تشابك العلاقات الكثيرة والثرية، وهي علاقات كثيفة.

تقييم التجربة

لقد بدأ مكاوي سعيد شاعرا في البداية وهذه التجربة الشعرية أثرته بالطبع، ففي أعماله الأولى ظهر جليا تأثر الرواية بالشعر في كتاباته، ففي روايته "تغريدة البجعة" تكتشف أن الرواية بها لمحات من الشاعرية فقد كتبها وكانت عن شخصية شاعر، فالبطل داخلها هو شاعر، لكن في النهاية فالأديب نقيمه وفقا لمجمل عطاؤه ككل، ويضاف إليه الشعر أو الرواية، فهو إنتاج أدبي مهم، فلجوئه للرواية لايلغي ما سبق من كتابة الشعر بل يضيف إليه، فأنا أتصور أن روابط الشعر والرواية في أعماله قد تكون قوية لكنها خفية، فهناك شعرية السرد التي تختلف بالطبع عن شعرية النص الشعري، فشعرية السرد عنده نبعت من تصوراته الجمالية للأدب بشكل عام، وبالنصوص الشعرية وبصلته الشعرية، ففي النهاية فالسرد الروائي هو نسيج لغوي، وعلاقة الشاعر تكون على قدر كبير من الحساسية مع اللغة، وأظن أن هذا يؤثر على شكل كتابة السرد أو الرواية.

الاحتفاء النقدي

وبخصوص التعامل  النقدي مع مكاوي سعيد ، أجاب سليم شوشة وقال: "إلى حد ما تم التعامل مع مكاوي سعيد نقديا بصورة معقولة، فهو لم يأخذ حقه بصورة كبيرة، ولازالت عوالمه ثرية وخصوصا في الرواية، ويمكن دراسته من أكثر من ناحية، فقد درسه أحمد المديني وكثير من النقاد كتبوا عنه، لكن عموما في ظل الوضع النقدي الراهن، والذي به قدر كبير من الضعف، أتصور أنه تم الاعتناء به، لذلك أنا أحث الباحثين على أن يدرسوه، لأن تجربه خاصة وثرية، فكان على قدر كبير من الإخلاص، وقد أخلص لأدبه وبالتالي فإنتاجه ثري ويستحق.