نوستالجيا| القلم الرصاص .... الصديق والعدو الأول للطلاب فى مرحلة الطفولة

شكل القلم الرصاص فى حياة كل من ونحن فى مرحلة الطفولة وبداية عهدنا بالدراسة والتعليم صديق ملازم لنا فرحنا بيه لانه كان سبيلا لنا يشعرنا بأننا تركنا الطفولة وصرنا مثل الكبار نقلدهم وهم يكتبون ويستخدمون الأقلام.

وأصبح القلم الرصاص هو أهم شئ لنا وحرصنا أن نجعله يبدو بأفضل صورة وأحسن شكل ولذلك أخذنا تزينه وجعل السن الخاص بيه مبرى وغير مقصوف لو كانت قطعه صغيره، كما اهتممنا ايضا بالاستيكه التى كانت تعلو فى مقدمة القلم فيجب أن تكون نظيفة غير متاكه وان تكون صاحبة رائحة مميزة .

وهناك من اهتم بقلمه الرصاص الى ناحية أخرى تنم عن إبداع صاحبة وذوقه الفني وانه صاحب لمسة جمالية، فأخذوا فى تزيين القلم الرصاص بأوراق ملونة ومرسومة باشكال ورموز وشخصيات كرتونية كنا نشاهدها ونستمتع بها ونحن أطفال .

كما كنا ايضا نقوم بتركيب أعلى القلم الرصاص اشياء أشكال جمالية من شأنها أن تعطي للقلم شكلا مميزا لنتفرد بيه وسط أصدقاءنا من هم معنا فى المدرسة .

وكان القلم الرصاص يعكس لنا كثيرآ من صفاتنا الشخصية وبل وأيضا كان يعكس لنا البيئة والطبقة الاجتماعية لكل فرد من من خلال القلم فقط، فنجد الذي قلمه نظيف وغير متاكل فإنه شخص منظم يهتم بالنظافة الشخصية ونظافة الأشياء من حوله، أما من كان قلمه العكس فى الأغلب فهو شخص مهمل لا يحرص كثيرا على مثل هذه الاشياء، اما القلم الذي كان يستغنى صاحبه عن الاستيكة ليقوم ببرى القلم من الطرفين فعلى الأغلب فهذا شخص من طبقة اجتماعية متوسطة لا يمتلك رفاهية أن يمتلك قلم كل يوم لذلك يحرص على الاستفادة من القلم الرصاص الخاص بيه الى أخر لحظة.

ولكن سرعان ما تحول هذا القلم الرصاص وأصبح يمثل لنا عدو فبعد كل هذا الاهتمام بيه، أصبح يبدو مرعبا بالنسبة لنا لأن وجوده اصبح مرتبط بالمذاكرة والدراسة والصحيان مبكرا حتى نذهب إلى المدرسة وترك اللعب الذي كان هو كل همنا ونحن أطفال .

بالإضافة الى ذلك اكتشفنا أن القلم الرصاص الذى كان السبب الأول فى عشقنا له انه سوف ينقلنا لعالم الكبار، لنتفاجأ بأن الكبار لا يستخدمون هذا القلم وانه قلم مخصص لاطفال إما قلم الكبار فهو القلم الجاف والحبر وليس هذا القلم الرصاص .

فانقلب الأطفال على القلم الرصاص مطالبين بالقلم الجاف الازرق والاحمر، وبهذا صار القلم الرصاص من الصديق الى عدو بمجرة رائية تسبب لنا إنزعاج كبير .