الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تكشف عنك الأذى| عبادة ذكر الله .. 6 أمور عظيمة محققة لا تفوتك

عبادة ذكر الله
عبادة ذكر الله

عبادة ذكر الله.. يغفل كثير من الناس عن فضل عبادة ذكر الله، فبالذكر تطمئن القلب وترتاح الأبدان وتكشف الهموم وتنجلي الكربات يقول الله تبارك وتعالى: "ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ".

 

عبادة ذكر الله

ذكر الله هو كل أنواع العبادات من صلاة، وصـيام، وحج، وقراءة قرآن، وثناء، ودعاء، وتسبيح، وتحميد، وتمجيد، وغير ذلك من أنواع الطاعات؛ لأنها إنما تقام لذكر الله تعالى، وطاعته، وعبادته.

وقد أورد الإمام البخاري حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ»، وفي لفظ مسلم قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».

 

عبادة ذكر الله

أجمع الفقهاء على أن القرآن هو أفضل الذكر وأعظمه أجراً، فهو الوحي المنزل والكتاب الخاتم والدعاء الأمثل والطمأنينة الأعظم وفيه جوامع الذكر وأعظمه وأفضله، لقوله تعالى:" وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً".

كما أن التسبيح من أعظم الذكر، حيث ورد في القرآن الكريم، أكثر من ثمانين مرة، وافتتح سبحانه به سبع سور من كتابه، وأثبت لنفسه الأسماء الحسنى والصفات العلى، وقرن ذلك بالتسبيح له، «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ» فـالتسبيح متضمن لتنزيه الرب، عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله، فالله جل جلاله وتقدست أسماؤه، متصف بالكمال في ذاته وأسمائه وصفاته، متنزه عن العيوب والنقائص، وما لا يليق بجلاله، فهو سبحانه سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، يحب أن يسبحه عباده.

وقد ذكر أهل العلم أن من أفضل أنواع الذكر أجراً عند الله تبارك وتعالى الذكر باللسان مع حضور القلب، فإن تجرد اللسان بالذكر فقط كان أدنى مراتبه، يقول القاضي عياض: "ذكر الله ضربان: ذكر بالقلب فقط، وذكر باللسان أي مع القلب، وذكر القلب نوعان، وهو أرفع الأذكار، وأجلها التفكر في عظمة الله وجلاله وآياته ومصنوعاته العلوية والسفلية. والثاني: ذكره تعالى بمعنى استحضاره بالقلب عند أمره ونهيه، والأول من هذين أفضل من الثاني، والثاني أفضل من الذكر باللسان، أي مع القلب، وأما الذكر بمجرد اللسان فهو أضعف الأذكار، وإن كان فيه ثواب، كما جاءت به الأخبار".

 

عبادة ذكر الله

يقول الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، عن فضل الذكر وكيفيته إن الإنسان يسلك أي شيء يجد فيه قلبه، مشيراً إلى أن من الناس من يجد قلبه في الذكر، وهناك من يجد قلبه في الصلاة على النبي ﷺ، وهناك من يجده في تلاوة القرآن، وآخر يجد قلبه في الاستغفار، فيتساءل: ماذا أختار؟، فنقول له: أختار ما تجد فيه قلبك.

ويشير عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من خلال منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إلى أن الأمر أمر عبادة، نريد فيه أن نتقرب إلى الله، وهذه أرزاق فهناك من يجد قلبه في القيام، وآخر يجد قلبه في الركوع فيُطيل الركوع، وغيره يجد قلبه في السجود، ومن يجد نفسه في الصيام وكل ما يصوم يخشع، والثاني كل ما يصلي يخشع، والثالث كل ما يذكر يخشع، والرابع كل ما يتصدق يخشع، فالإنسان عليه أن يعامل ربه بما أقامه فيه لأنها أرزاق، فربنا مقسّم الأرزاق، فليس هناك تفاضل في الحقيقة، إنما هي حالات كل واحد بالحالة التي أقامه الله فيها.

ولفت جمعة إلى أن ذكر الله يبعد الشيطان عن الإنسان ويحصنه منه، فيجعله في حالة من الإخلاص لله رب العالمين يقاوم فيها وساوسه، قائلاً: "وبالرغم من ذلك يكون هناك شهوات للنفس ورغبات، وهذه يقومها بالتربية وكثرة العبادة وقلة الطعام والآنام والكلام؛ فلها خطة وبرنامج".

وأوضح أن الله- أكد على الذكر تأكيدًا كثيرًا حتى جعله فوق كل عبادة، ففي بداية الصلاة نقول: "الله أكبر"، وفي نهايتها نقول: " السلام عليكم ورحمة الله" وهذا كله من الذكر، مشيرًا: "وفي باقي العبادات والشعائر كالحج أيضًا".

واستدل المفتي السابق بقوله - تعالى-:" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُون"، وقوله -سبحانه-:" وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"، وقوله أيضًا: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

فوائد ذكر الله

ذكر الله تبارك وتعالى كنزاً كبير يتحقق من خلاله أعظم الأمنيات وتصل بالعبد إلى أعلى الدرجات ومنه:

1-  ومنه تحقيق الذرية الصالحة كما حدث لنبي الله زكريا عليه السلام، حيث قال: (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا*إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا*قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا).

2- عودة الضالة منه قول يعقوب عليه السلام: (وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ*قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ*قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).

3- عبور الأزمات والنجاة من الضائقة كقول يونس عليه السلام: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).

4- كشف الضر كما في دعاء أيوب عليه السلام: (۞ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ).

5- إزاحة الهم وكشف الكربات ومنه دعاء نوح عليه السلام: (وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ*وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ).

6- توسيع الرزق ومنه قول سليمان بن داود عليه السلام: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).

كيف تتحقق عبادة ذكر الله

تتحقق عبادة ذكر الله بأمور عديدة منها:

1- المحافظة على الصلوات الخمس قال الله -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).

2- المحافظة على الأذكار دبر كل صلاة جاء في السنة النبوية الكثير من الأذكار، ولكلِّ ذكرٍ موضعه الذي يقال فيه، ومن هذه الأذكار أذكار الصَّلاة، والتي منها ما يقال بعد الصَّلاة، ومنها ما ورد في الحديث الصَّحيح: (عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ نُمَيْرٍ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).

3- الإكثار من قراءة القرآن الكريم وما ذكر الذاكرون الله بأفضل من كتابه العزيز: (عن عَبْد اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ).

4- المحافظة على الأذكار فإذا خرج المسلم من منزله فليقل دعاء الخروج، وإذا ركب سيارته يقول دعاء الرُّكوب، وهكذا في سائر الأعمال. المحافظة على الأذكار التي ورد فضلها نصوص شرعيّة عن ‌أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ).