EN
-جنوب البحر الأحمر تتجلى في بساطة المشهد والهدوء
-الجبنة المشروب الرسمي لسكان جنوب البحر الأحمر
-تفوح رائحتها الذكية من جميع الأماكن
- المقاهي الشعبية في حلايب وشلاتين تشتهر بمشروب الجبنة
الحياة في جنوب البحر الأحمر أبسط، وأنقى، وأهدى، يتجلى ذلك في بساطة المشهد، والألفة الظاهرة بين الناس في الصورة، هناك متسع من الحب في الجنوب، ورحمة بين الناس وبعضها، ومحبة لا يشوبها شائبة وطقوس خاصة مازالوا يحتفظون بها.
حيث توجد قبائل العبابدة والبشارية فهناكمشروب مفضل لدى أهالي البحر الأحمر الأصليين وهم أبناء قبائل العبابدة والبشارية له طقوس خاصة فى شربه وطقوس خاصة فى تجهيزة وأيضا طقوس خاصة فى جلسة احتسائه.
إنه "الجبنة" أو كما يطلق عليها حاليا أهالى المحافظة "اسبرسو العبابدة" وهى قهوة من نوع خاص له مذاق خاص وطريقة خاصة ومازالت قهوة "الجبنة" هى المتصدرة جنوب البحر الأحمر من مرسى على وحتى حلايب وشلاتين.
يقول الشيخ شاذلى بشير عمر أحد مشايخ قبائل العبابدة قهوة "الجبنة"يتعافى بها سكان الجنوب من متاعب حياتهم فهى مشروب رسمى فعادة الناس في جنوب البحر الاحمر من ابناء قبائل العبابدة يفضلون شربها فى الصباح الباكر أو في هذه اللحظات ( المغربية ) هى أجمل مواعيد للجبنةوالجبنة ﺗُﺸﺮﺏ على شاطئ ، أو في فضاء الطبيعة ،أو في مكان بعيد عن الزحام فالجبنة تحب الهدوء و وقت فراغ فالجبنة ﻻ ﺗُﺸﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ .
الجَبَنة لا تُشرب على عجل!
ويوضح الحسن عثمان موظف من أبناء أبو رماد جنوب البحر الأحمر انه على الرغم من عملية تحضيرها وتجهيزها التي تستغرق أكثر من ساعة، بداية من إشعال النار، وتحميص حبوب البن الخضراء ومن ثم صحنها مع قطع الزنجبيل وإضافة الماء إلى جوف الوعاء مع هذا الخليط، يستمتع ابناء الجنوب بهذا الوقت الطويل، ويؤمنون أن الجَبَنة لا تُشرب إلا بهذه الطريقة وتلك الكيفية.
وتابع عثمان ان "الجبنة" مشروب في مظهره يشبه القهوة تمامًا، مع عدة فروقات طفيفة في الجوهر والمذاق، عشّاق القهوة يشربونها مرة واحدة في فنجان كبير نسبيًا، مع بعض "تحويجة" تختلف من شخص إلى آخر، أما الجَبَنة تُشرب في فناجين أصغر، بأعداد فردية.
ولا تكاد تجد بجاوي على ظهر البسيطة لا يشربها، ولا يكاد يكون رجل يخرج من داره صباحا إلا بعد أن يكون قد فرغ من تناولها، حتى ولو أدى الأمر إلى تأخره عن موعد هام، فكل المواعيد عندهم مؤجلة إلى ما بعد الفراغ من الجَبنة.
واضاف عثمان فى حلايب تفوح رائحتها الذكية من جميع الأماكن، والأزقة، ولها مقاهي مخصصة، تقدم المشروب المقدس لروادها، وهي دلالة كرم بحسب عاداتهم، رفيقتهم في حلهم وترحالهم، في باديتهم وحواضرهم، وركن رئيس في أساسيات المنزل لا تغيب عن منازلهم أو دور ضيافتهم.
صانع الجَبَنة في شلاتين
ويوضح على دورا باحث بيئى من ابناء الجنوب ان هناك مقاهى شعبية لشرب "الجبنة " فالمكان عبارة عن مقهى شعبي في مدينة شلاتين يقدم لزبائنه مشروب "الجبنة" وهو مشروب شعبي في منطقة المثلث عبارة عن بن أخضر يتم تحميصه وطحن حبات البن ومن ثم إضافة قطع الزنجبيل إليه بعد طحنها هي الأخرى، وفي الأخير يوضع هذا الخليط في آنية مصنوعة من الألومنيوم تسمى الجبنة.
وتابع دورا: فالمقهى في حلايب وشلاتين جزء من شخصية المكان وثقافته، بناء خشبي في الغالب، يجلس رواده على الأرض، وفي أحد الزوايا يجلس عامل المقهى قبالة موقد كبير من الفحم المشتعل عليه عدد من أباريق الشاي المصنوعة من الألومنيوم تجاور في جلستها المعهودة على الجمر إناء الجَبَنة الشهير.
واضف دور : لا تشتهر المقاهي الشعبية في حلايب وشلاتين بتقديم الشاي كما هي العادة، ولكن شهرة المقهى هنا، حسب مذاق الجَبَنة الذي تقدمه لزبائنها، يوصي الناس بعضهم بالذهاب إلى المقهى الفلاني لإنها رائدة عن البقية في صناعة الجَبَنة، وهذا يدل على أهمية هذا المشروب ومكانته. أيضا يحرص زائري المنطقة الذهاب إلى المقهى لتذوق هذا المشروب الذي يختلف مذاقه في حلايب وشلاتين عن أي مكان آخر، ليس فقط لحسن صناعته، ولكن لأن الجَبَنة عمومًا تعشق التفاصيل.. شربها وسط أهلها يضيف إلى جمالها ونكهتها.
