الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد المنفي مع الرئيس السيسي.. هل تتم الانتخابات الليبية في موعدها؟

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع محمد المنفي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بحضور السفير سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير عبد المطلب إدريس، مندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد خلال اللقاء دعم مصـر الكامل لكل ما من شأنه أن يحقق المصلحة العليا للشقيقة ليبيا، ويفعل الإرادة الحرة لشعبها، ويحافظ على وحدة وسيادة أراضيها.

من جانبه؛ ثمن رئيس المجلس الرئاسي الليبي الدور المصري الحيوي وجهودها الحثيثة والصادقة بقيادة السيد الرئيس لاستعادة الأمن الاستقرار في ليبيا وتوحيد مؤسسات الدولة، خاصةً المؤسسة العسكرية المتمثلة فى الجيش الوطني الليبي، وذلك بالتكامل مع جهود لجنة "5+5" المتعلقة بالمسار العسكري للأزمة الليبية.

كما عرض محمد المنفي مجمل الوضع السياسي الداخلي الحالي في ليبيا، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية، بما يساعد على استعادة استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها، ولتكون للشعب الليبي السيطرة الكاملة على مقدرات بلاده.​

معوقات الانتخابات الليبية

ومن جانبه قال الخبير في الشؤون العربية، الدكتور حامد فارس، إن المشهد في ليبيا أصبح ملغم ومعقد، فهناك عدة معطيات كان لها مفعول سلبي في عرقلة العملية السياسية، وعدم استطاعة إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد 24 ديسمبر القادم اى الجمعة القادمة.

وتابع فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، يأتي على رأس هذه المعرقلات للانتخابات الليبية، قوة السلاح وتواجد المرتزقة الأجانب والمليشيات المسلحة وعدم توحيد المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية التي يمكن من خلالهم فرض حالة من التوازن وإجبار الأطراف على القبول بنتائج الصندوق واحترام العملية الديمقراطية وما تؤول إليه، وأيضا التدخلات الخارجية من بعض القوى الإقليمية التي مارست كل الضغوط من أجل عدم إتمام الانتخابات الليبية في موعدها. 

ولفت إلى أنه بالرغم من كل هذه العوامل المعرقلة لإتمام الاستحقاق الانتخابي في موعده، إلا أن المجتمع الدولي والقوى الإقليمية تدفع بكل قوتها لإجراء الإنتخابات الليبية سواء الرئاسية أو البرلمانية.

وأوضح أن مشكلة ليبيا الرئيسية تكمن في عدم وجود شخصية توافقية يجتمع عليها كل الليبيين شرقا وغربا، وأن بعض الشخصيات التي أعلنت ترشحها للإنتخابات هي شخصيات جدلية غير متفق عليها.

وتابع: "لذلك فأن تأجيل الإنتخابات الليبية أصبح أمرا واقعا لا محالة ولن يتم إجراء الإنتخابات في موعدها المقرر 24 ديسمبر، وسيتم تحديد موعد جديد لإجرائها على الرغم من إعلان المفوضية العليا للإنتخابات جاهزيتها قانونيا وإداريا لإجرائها، وعليه فإن الوضع في ليبيا قابل للانفجار في أي لحظة مما يمثل تهديدا كبيرا لأمنها القومي وأمن دول الجوار الليبي والأمن القومى العربى بأكمله.

أهمية الزيارة

وأضاف الخبير في الشؤون العربية، أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي تأتي في توقيت دقيق ولها دلالة واضحة كونها تأتي فى إطار الدور المصري المحوري لدعم الحل السياسي في ليبيا والعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، واستمرار دعم عملية السلام.

وتابع: "سبق هذه الزيارة في أغسطس الماضي زيارة المشير خليفة حفتر المستشار عقيلة صالح والمبعوث الخاص للولايات المتحدة ريتشارد نورلاند، في إطار الحرص اللامحدود الذي توليه القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس السيسي للوصول إلى تسوية سياسية من خلال عملية ديمقراطية حرة تؤدي إلى نظام سياسي منتخب يعبرعن كل الليبيين ويحقق الاستقرار المنشود للدولة الليبية.

الدور المصري في ليبيا

وأوضح فارس أن الدور المصري في ليبيا لا يمكن اختزاله في هذه المرحلة فقط، فـ الدولة المصرية هي من وضعت اللبنة الرئيسية في حل الأزمة الليبية من خلال إعلان القاهرة في 6\ 6 \2020 على لسان الرئيس السيسي والتي تركزت على إنهاء حالة الانسداد السياسي والعمل على إيجاد حل سياسي ليبي ليبي وتوحيد المؤسسات خاصة المؤسسة العسكرية والتوزيع العادل للثروة ووقف إطلاق النار، وهي مبادرة تتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين ١ وبرلين ٢.

ولفت إلى أن المبادرة المصرية لاقت دعما وقبولا دوليا من كافة الأطراف اللاعبة في المشهد الليبي داخليا وخارجيا، وكانت سببا رئيسيا لإحداث انفراجة في الأزمة الليبية على كافة المستويات سواء سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا 

وتابع: "نتج عن الجهود المصرية وإعلان المبادرة، ظهور السلطة التنفيذية ممثلة في رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبه والتي تعمل القاهرة معهم ومع كل الأطراف الفاعلة على تحقيق وحدة واستقرار الدولة الليبية وتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق.

وأشار إلى أن القاهرة أيضا كان لها دور حاسم في وقف التدخلات الاجنبية في ليبيا، خاصة عندما من وضعت الخط الاحمر سرت - الجفرة الذي كان سببا رئيسياً لعودة كل الأطراف الليبية مرة أخرى إلى مائدة المفاوضات.

واختمم قائلا: "الرئيس السيسي ينظر إلى الشقيقة ليبيا باعتبارها من محددات مصر للحفاظ على الأمن القومي العربي".