الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد هجرته اليمن.. قصة الزيارة الوحيدة لـ علي أحمد باكثير إلى مدينته سيئون| نوستالجيا

الشاعر والكاتب المسرحي
الشاعر والكاتب المسرحي علي أحمد باكثير

أولى الكاتب المسرحي والشاعر علي أحمد باكثير اهماما خاصا لبلده “اليمن” خلال مسيرته الأدبية الطويلة، حتى انه حرص في عام 1968 قبل وفاته بعام واحد على إجراء زيارة لمدينته في اليمن “سيئون” بعد اغتراب طويل، لتهنئتهم بعد الحصول على حريتهم من الاستعمار البريطاني.

 

زيارة إلى سيئون 

ووفقا لكتاب “حديثان لعلي أحمد باكثير في سيئون” التي جمعها سالم زين باحميد ، وصادر عن شعبة سيئون لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 1985م، كان قد وصل علي أحمد باكثير إلى وطنه في أبريل عام 1968، والتي لم تفارق وجدانه وقال عنها: ( أنا المهاجر ذو نفسين واحدة.. تسير سيري وأخرى رهن أوطاني).

 

 وروى ابن عمه، الشيخ عمر بن محمد باكثير تفاصيل هذه الزيارة كما أرخها في كتابه المطبوع على ورق الشمع، بعنوان “مع علي أحمد باكثير” الصادر عن شعبة سيئون لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في أكتوبر 1985م.

 

ويقول: " كان وصوله إلى سيئون يوم الثلاثاء 11محرم 1388هـ فخرجنا إلى المطار لاستقباله ، وكان يوم وصوله يوماً لم تشهد سيئون بمثله من أيام الفرح والسرور هرع إلى مقره الناس من كل حدب وصوب، وكلهم كانت تلهج ألسنتهم بالبشرى والهناء ، والكل كان يتطلع إلى رؤيته حتى ضاق المحل بالمرحبين ، ولما استقر المحتفل به والزائرون ، وهدأت ألسن المهنئين قمت بتهنئتي قائلاً فيها: 

حي حرا أقام في مصر دهرا.. يا لدهر يزري بكل الدهور

جاءنا ساحباً ذيول المعالي .. حلل الفخر والفعال الخطير

ما رأت مصر منه إلا مثالاً .. لكمال الآداب والتشمير

زاد فيها على الثلاثين عاماً .. يتلقى من علمها المأثور

 

ثم قام الأديب الشاعر عبدالرحمن بن أحمد باكثير وألقى قصيدة طويلة ، ثم قام الولد عبدالكريم بن عمر بن محمد باكثير وألقى كلمة طويلة ، ثم ارتأى الحاضرون أن تكون قراءة باقي القصائد والكلمات بعد صلاة العصر .

 

وبحسب المدونة الخاصة عن علي أحمد باكثير، "استطرد الشيخ عمر بن محمد باكثير في كتابه قائلاً ، ولما كانت الساعة الرابعة  من عصر ذلك اليوم حضر كثير من الناس جاءوا مهنئين ومرحبين بقدوم الضيف الكريم . ولما احتشد المحل قام الشعراء والخطباء.

 

ساحة القصر السلطاني

ويتابع الشاعر والكاتب عبدالحكيم الزبيدي قائلا: "تم استكمال الاحتفال في ساحة القصر السلطني الداخلية، يوم 8 مايو، وألقى علي أحمد باكثير خطابا شاملا استهله بالشكر لكل المواطنين الذين ضاقت بهم ساحة القصر.

 

وقال لهم : ( إني لأتمنى لو أستطيع أن أسرّ إلى أذن كل واحد منكم كلمة شكر ، حتى يشعر أنه هو وحده المشكور ، إنني آسف على كثير مما مضى من عمري ، وجعلني أخجل من التقصير الذي كان مني في ماضي أيامي في حق هذا الوطن الحبيب" وإني أسميه تقصيراً لأنه شغلني عن هذا الوطن الحبيب مدة من الزمن"، ثم تحدث عن الاستعمار ومآسيه وشن هجوم على المستعمرين.