الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإفتاء: نشر تفاصيل حياة الناس على مواقع التواصل "جريمة" تستوجب العقاب

دار الإفتاء
دار الإفتاء

كشفت دار الإفتاء المصرية، عن حكم الشرع في نشر تفاصيل حياة الناس على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت دار الإفتاء، في منشور عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن احترامُ خصوصياتِ الآخرين واجبٌ شرعيٌ وأخلاقيٌ، ومِن مظاهر احترامِ خصوصية الآخرين: عدم نَشْر المقاطع المُصوَّرة أو المسموعة عن تفاصيل حياتهم وما يصنعونه -سواء كان هذا الصَّنيع مُبَاحًا أو لا.

 

وأكدت دار الإفتاء، أن الشرع الشريف نَهَى عن نَشْر وإشاعة ما يُعيَّب به المرء؛ لأنَّ فيه تتبُّعًا للعورات، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يَدخُل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتِهم، فإنَّه مَن اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يَفْضَحه في بيته» (رواه أبو داود).

وذكرت دار الإفتاء، أن منهجُ الإسلام في ذلك هو الستر والاستتار؛ كما جاء بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من سَتَر مسلمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ» (رواه مسلم).

وأوضحت، أن الشرع الشريف حَثَّ على احترام خصوصيات الآخرين وعدم التَّدخُّل في شؤونهم؛ كما إنَّه في نَفْس الوقت نَهَى عن إشاعة الفاحشة في المجتمع، وجَعَلها جريمة تستوجب العقاب فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19].

 

فضح صاحب المعصية

وأكد الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، أن ارتكاب المعصية شئ قبيح، وعلى فاعلها التوبة الخالصة لله عزوجل، منوها أن الأقبح من ارتكاب المعصية هو فضيحة فاعلها.

وأضاف مستشار مفتي الجمهورية، في تصريح له، أن الأشد قبحا من المعصية هو نشرها وفضح أصحابها خاصةً ما تعلق منها بكرامة الإنسان والتي هي أغلى ما يملكه الإنسان.

وأشار إلى أن الذنب مهما عَظُمَ فينبغي ستره ، وعلينا أن نحافظ على الإنسان وعلى كرامته وأسرته، فلقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : "مَن سَتَرَ مُسْلِمًا ، سَتَرَهُ الله في الدنيا والآخرة" وقال للذي جاء مع رَجُلٍ قد زنا : " هلَّا سترتَه بثوبك ؟!" كل هذا لحفظ الأسرة والمجتمع والإنسان.

وأوضح، أن نشر المعصية ، وتَعَمُّد نشرها قد يؤدي إلى ضرر أكبر، فالمعصية قبيحة ولكن الأفضل أن نأخذ بيد العاصي مع الرفق إلى الله عز وجل، فلأن تدخله إلى رحمة ربه خير من أن تُيَئِّسه من رحمة خالقك وخالقه.

كيف أتوب من كثرة الذنوب؟

وتلقت دار الإفتاء سؤالا عبر صفحتها الرسمية من شاب يقول :" ارتكبت ذنوبا كثيرة جدا ، فهل لي من توبة؟ .

وقال الدكتور علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: " إن من أراد التوبة؛ عليه أولًا الإقلاع عن الذنب، ثم الندم عليه، مشيرًا إلى أن «كل ابن آدم خطاء.. وخير الخطائين التوابون"  واستشهد بقوله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).