الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شروط قبول العمل الصالح .. 3 أمور يغفل عنها الكثير

شروط قبول العمل الصالح
شروط قبول العمل الصالح

شروط قبول العمل الصالح .. يبحث كثير من المسلمين عن شروط قبول العمل الصالح، خاصة وأن القرآن الكريم والأحاديث النبوية المشرفة قد أشارت إلى وجود أمور وشروط قبول العمل الصالح.

وفيما يلي نستعرض أبرز ما جا ءفي شروط قبول العمل الصالح..  

شروط قبول العمل الصالح

شروط قبول العمل الصالح

أخبرنا القرآن الكريم في قصة أبناء آدم "قابيل وهابيل"، أن شجارهم تضمن عبارة إنما يتقبل الله من المتقين حيث يقول تعالى:""وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ".

والمراد في قوله: “إنما يتقبل الله من المتقين” أي ممن اتقى الله في فعله ذلك، يقول ابن أبي حاتم في تفسيره الآية: حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن العلاء بن زبريق حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني صفوان بن عمرو عن تميم يعني ابن مالك المقري قال: سمعت أبا الدرداء يقول: لأن أستيقن أن الله قد تقبل مني صلاة واحدة أحب إلي من الدنيا وما فيها، إن الله يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين).

 

شروط قبول العمل الصالح

وقد ذكرت دار الإفتاء المصرية، أن الإسلام اهتم بالطهارة، فمن شرط قبول العبادة أن يكون الإنسان طاهرًا نظيفًا. 
وأضافت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن النظافة والطهارة تمثلان سلوكًا دينيًا وحضاريًا، لذا اهتم الإسلام بهذا الأمر حتى جعل الطهارة شرطًا في قبول العبادة

ويشترط في قبول الأعمال الصالحة 3 شروط حتى تكون مقبولة عند المولى عز وجل وهى:
الإسلام: أن يكون الشخص الذي قام بالعمل هو مسلم مستسلم لله عز وجل، طائعا له ملتزما بأوامره، منته عن نواهيه، أما إذا كان الشخص كافرا وقام بأعمال صالحة مثال تبرع بمال أو انشأ مدارس أو مستشفيات فان الله لا يقبل عمله، لكن يعجل له الجزاء في الدنيا فيرزقه في الدنيا لكي لا يبقى له شيء في الآخره.
الإخلاص: ومعناه أن يكون العمل خالص لوجه الله عز وجل وابتغاء الأجر والثواب منه وحده لا يبتغي الأجر من أي أحد سواه وهذا من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في صاحب العمل حتى يُقبل عمله عنده تعالى وعلى العكس إن لم تتوفر في الإنسان هذه الصفة لم يتقبل منه عمله بل أصبح أيضا حسرة وندامة عليه يوم القيامة وذلك لأن كل عمل لغير الله عز وجل ينقلب على صاحبه ويكون عليه حجة يوم القيامة.
الاتباع: ومعناه إتباع سنة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتصديقه في كل ما جاء به والتصديق على أنه لا ينطق عن الهوى وأن كل ما جاء به من عند الله، واتباعه -صلى الله عليه وسلم- في صورته وسيرته وسريرته صدق الاتباع ينبع من داخل الانسان، فيجب على الانسان أن يكون ذو قلب صادق حتى تتحقق فيه هذه الصفة التي تكون سببا في قبول العمل عند الله تبارك وتعالى .

شروط قبول العمل الصالح

يعرف الدكتور محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، العمل بأنه كل ما يقوم به العبد في حياته من عبادات أو معاملات أو أعمال دنيوية، يبتغى بها أن ينال رضا الله تعالى فى الدنيا والآخرة، ومن ثم جاء القانون القرآنى الذي يحدد الأعمال المقبولة وغير المقبولة عند الله تعالى حتى يتحرك العبد في دائرة الأعمال المقبولة ويبتعد عن دائرة الأعمال غير المقبولة.

ولفت إلى أن قانون قبول الأعمال مستمد من عدة آيات فى القرآن الكريم تحدث بعضها عنه بصورة مباشرة، وتحدث بعضها الآخر بصورة غير مباشرة، مشيراً إلى أن حديث القرآن عن قبول الأعمال بصورة مباشرة فقد ورد فى قوله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).

ويوضح المنسي أن حديث القرآن بصورة غير مباشرة فقد ورد فيها قوله تعالى: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا).. (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).. (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ).

ويتبع: "عنى القرآن الكريم ببيان قبول الأعمال حتى يحرص الإنسان على ألا يعمل فقط وإنما أن ينال شرف قبول العمل الذى تقرب به إلى الله تعالى طمعا فى فضله وكرمه، ومن ثم لفت القرآن الكريم النظر إلى ما كان من شأن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، عندما كانا يقومان برفع قواعد الكعبة، فقال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) "البقرة 127".

ووفقاً لأستاذ الشريعة الإسلامية، فقد أبرزت الآية حرص إبراهيم وإسماعيل على إدراك القبول من الله لما يقومان به من عمل، وهذا شأن العابد، يريد أن يطمئن إلى أن عمله حظى بالقبول. كما أن فى قصة ابنى آدم جاء قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) "المائدة 27".

قد ورد فى تفسير ابن كثير: أن ابنى آدم اللذين قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، كان أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم، وأنهما أمرا أن يقربا قربانا، وأن صاحب الغنم قرب أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها طيبة بها نفسه، وأن صاحب الحرث قرب شر حرثه غير طيبة بها نفسه، وأن الله عز وجل تقبل قربان صاحب الغنم ولم يتقبل قربان صاحب الحرث). وإذ تقبل الله قربان أحدهما فقد غضب من لم يقبل قربانه وحسد أخاه لقبول قربانه دونه.

وروى عن الإمام على رضى الله عنه أنه قال: "كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل. ألم تسمعوا قول الله تعالى (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)".

وروى أيضا عن أبى الدرداء أنه كان يقول: لئن أستيقن أن الله تعالى قد تقبل منى صلاة واحدة أحب إلى من الدنيا وما فيها لأن الله يقول (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).

شروط قبول العمل الصالح

شروط قبول العمل الصالح

وحول شروط قبول الأعمال عند الله تعالى: يقول أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم إن هناك شرطان أساسيان لقبول العمل من الله تعالى هما:

الأول: الإخلاص لله تعالى، ومعنى ذلك أنه لكى يقبل العمل لا بد أن يقوم به صاحبه لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته وليس لأى غرض آخر، وذلك لقوله تعالى:(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).. (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا). ولقول النبى صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى..).

مؤكداً أن هذه مسألة بين العبد وربه إذ الإخلاص فى القلب، والقلب لا يطلع عليه، ولا يعرف ما يدور فيه إلا خالقه، لذا كان الإخلاص من أهم شروط قبول العمل، يؤكد ذلك الحديث القدسى الذى جاء فيه بخصوص قبول الأعمال والتوجه بها إلى الله: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه) رواه مسلم. ومعنى الحديث أنا غنى عن أن يشاركنى غيرى، فمن عمل عملا لى ولغيرى لم أقبله منه، بل أتركه لذلك الغير).

الثانى: موافقة العمل لمقتضى الشرع، إذ لا يقبل العمل الذى جاء مخالفا للشرع، لأنه لا يتصور أن يتقرب العبد إلى الله بعمل فيه معصية لله. ومن ثم كان من الطبيعى أن يكون أحد شروط قبول العمل ألا يكون فيه مخالفة لما أمر الله به أو نهى عنه، إذ لايعبد الله تعالى إلا بطاعته وترك معصيته.

 

كيفية تحقيق الإخلاص لله 

والإخلاص شرط من شروط قبول العمل الصالح الذي يبتغى به وجه الله، فلا بد فيه من الإخلاص لله -جل وعلا-، والمتابعة لنبيه -عليه الصلاة والسلام-، فإذا لم يكن العمل خالصًا له فإنه حينئذٍ لا يقبل، وإذا لم يكن صوابًا على سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- فإنه لا يقبل، وعلى هذا فعلى كل مسلم أن يسعى جاهدًا في تصحيح نيته، وأن يخلص عمله لله -جل وعلا-، وألّا ينظر في عمله قبله ولا بعده ولا في أثنائه إلى المخلوق، وإنما ينظر إلى الخالق الذي كلفه بهذا العمل.

ويتحقق  الإخلاص بصفاء النية في كل الأفعال والعبادات، فالنية هي الأساس في كل شيء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، فلا يشترط فيها الجهر، فمجرد عزمك على فعل هذه العبادة أو الطاعة تكون عزمت النية، ويتحقق الإخلاص أيضا بأن يكون نية الشخص خالصه لوجه الله لا يفكر في كلام الآخرين وتعليقاتهم.

 

كيفية تحقيق الإخلاص لله

وأجمع العلماء حول كيفية  تحقيق الإخلاص لله يكون بالآتي:

تربية النفس بأن تؤدي العبادات دون أن يعلم بها أحد من الناس فتكون بينك وبين الله فقط، فلا تحدث أحد بما فعلته حتى لا تقع في الرياء يجب ان يكون لديك يقين كامل بأن كل ما تقوم به من عبادات وطاعات لن يوفي الله حقه وفضله عليك.

كما يتحقق الإخلاص لله بمراجعة الإنسان لعيوبه وما يقصر فيه من الواجبات والفرائض.

ويتحقق الإخلاص لله تعالى بأن يتذكر الإنسان دائما أن الحياة الدنيا زائلة والتدبر في يوم الحساب وأن الآخرة هي دار المستقر.

ويتحقق الإخلاص لله تعالى بتذكر الموت دائما وأنه سيحاسب ولن يساعده في قبره إلا عمله فقط، لذا ينصح العلماء بزيارة المقابر من وقت إلى آخر لتذكر الموت.

ويتحقق الإخلاص لله أيضا بالدعاء وطلب الزيادة في العبادة بقول: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.

 

ليس عبادة فقط

قال أسامة فخري الجندي، مدير عام شئون المساجد بوزارة الأوقاف، إن الغاية من وجود الإنسان في الأرض هو عبادة الله وتعمير الأرض بالأعمال الصالحة، متابعاً: الله عز وجل وضع عدة أوامر ونواهي يجب على كل فرد الالتزام بها.

وأضاف "الجندي" خلال حواره ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة "صدى البلد" والذي يرأس تحريره الكاتب الصحفي "أحمد حمدي"، أن الله عز وجل وضع قوانين ونواهي لتصحيح حياة الفرد، وأن الإيمان مرتبط ارتباط وثيق بالعمل الصالح.
وأوضح أن العمل الصالح هو كل عمل يعود بالخير على نفس والغير، مؤكدا على أن التعامل مع الغير بالحسنة والإنسانية أمر واجب، مؤكداً أن العمل الصالح متواجد في كافة نواحي الحياة وليس في العبادات فقط، وليس مقتصر على شيء بعينه، مسترسلا: العمل الصالح هو كل أمر حسن يقدمه الفرد لغيره ولوطنه.
واستشهد على أهمية العمل الصالح بقول الله تعالي :﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾.