الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيفية تحقيق الإخلاص لله.. 5 أمور للحصول على أفضل ثواب من العبادة

صدى البلد

كيفية تحقيق الإخلاص لله .. الإخلاص شرط من شروط قبول العمل الصالح الذي يبتغى به وجه الله، فلا بد فيه من الإخلاص لله -جل وعلا-، والمتابعة لنبيه -عليه الصلاة والسلام-، فإذا لم يكن العمل خالصًا له فإنه حينئذٍ لا يقبل، وإذا لم يكن صوابًا على سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- فإنه لا يقبل، وعلى هذا فعلى كل مسلم أن يسعى جاهدًا في تصحيح نيته، وأن يخلص عمله لله -جل وعلا-، وألّا ينظر في عمله قبله ولا بعده ولا في أثنائه إلى المخلوق، وإنما ينظر إلى الخالق الذي كلفه بهذا العمل.

ويتحقق  الإخلاص  بصفاء النية في كل الأفعال والعبادات، فالنية هي الأساس في كل شيء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، فلا يشترط فيها الجهر، فمجرد عزمك على فعل هذه العبادة أو الطاعة تكون عزمت النية، ويتحقق الإخلاص أيضا بأن يكون نية الشخص خالصه لوجه الله لا يفكر في كلام الآخرين وتعليقاتهم.

كيفية تحقيق الإخلاص لله

وأجمع العلماء حول كيفية  تحقيق الإخلاص لله يكون بالآتي:

تربية النفس بأن تؤدي العبادات دون أن يعلم بها أحد من الناس فتكون بينك وبين الله فقط، فلا تحدث أحد بما فعلته حتى لا تقع في الرياء يجب ان يكون لديك يقين كامل بأن كل ما تقوم به من عبادات وطاعات لن يوفي الله حقه وفضله عليك.

كما يتحقق الإخلاص لله بمراجعة الإنسان لعيوبه وما يقصر فيه من الواجبات والفرائض.

ويتحقق الإخلاص لله تعالى بأن يتذكر الإنسان دائما أن الحياة الدنيا زائلة والتدبر في يوم الحساب وأن الآخرة هي دار المستقر.

ويتحقق الإخلاص لله تعالى بتذكر الموت دائما وأنه سيحاسب ولن يساعده في قبره إلا عمله فقط، لذا ينصح العلماء بزيارة المقابر من وقت إلى آخر لتذكر الموت.

ويتحقق الإخلاص لله أيضا بالدعاء وطلب الزيادة في العبادة بقول: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.

تعريف الإخلاص 


الإخلاص يعني  الصفاء والنقاء وإزالة الشوائب ، وترد بمعنى النجاة، وخلص إلى أمر؛ أي بلغه وانتهى إليه، والإخلاص في الطاعة يُقصد به انعدام الرياء فيها، وإرادة وقصد التقرّب من الله، أما الإخلاص اصطلاحاً: توجيه القصد والعزم في العمل للتقرب من الله -سبحانه- فقط؛ طلباً للثواب وخشيةً من العقاب وطمعاً في نيل رضى الله، دون السعي في نيل السُمعة الحسنة أو الرياء.

 

أهمية النية وأثرها في الأعمال

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النية مَحَلُّها القلب، فهي عمل من أعمال القلب، والنية لا بد فيها من المقصود الحَسَن، وتكون النية بقصدٍ حسن عندما تكون موجَّهة لله رب العالمين، فالإخلاص هو سر الأعمال، والأعمال التي تتم من غير إخلاص أعمال عليها علامة استفهام، وفي الغالب الأعم لا تُقبل عند الله سبحانه وتعالى، أما الأعمال التي تتمُّ وفيها إخلاص فإن عليها كثير من الثواب، يقول الإمام الفُضَيل بن عِيَاض -رحمه الله تعالى-: لا يَقبل الله العمل إلَّا بالإخلاص والصواب.

النية هي الأساس في كل العبادات 

وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية قائلا: “تكلَّم العلماء عن هذين الركنين: الإخلاص والصواب، متى يكون الأمر فيه إخلاص؟ عندما يكون لله وحده، وتكلَّموا عن أن الإخلاص على ثلاثة أنواع أو مراتب ، ولكن هناك عموم الناس إخلاصه أن يكون العمل خاليًا من الرياء، والرياء هو الشِّرك الخفي كما وصفه رسول الله ﷺ ، فينبغي عليك عندما تصلي ألًّا تصلي للناس، وألَّا تُرائي بعملك هذا من أجل أن يُقال عنك إنك مُصَلِّي، وعندما تُجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى لا تفعل هذا من أجل أن يُقال عنك إنك شجاع، وعندما تتعلَّم العِلْم لا تُريد بذلك الشُّهرة والمَجد والفَخَار، وأن يُقال عنك إنك عالم ويُشار إليك بأنك عالم، لا تفعل هذا من أجل هذا، بل لوجه الله وحده،  ومن أجل أن يرضى عنك الله؛ لأن الله أمرك بالعبادة، وأمرك بالعلم، وأمرك بكل خير يجب أن تفعله، فلابد عليك أن تفعله وأنت مخلص إخلاصًا لا شَوْبَ فيه ولا رياء فيه، لا الخفي ولا الظاهر، لله رب العالمين ، هذا إخلاص عموم الناس”.

وأوضح أن هناك إخلاصا آخر، وهو إخلاص المحبين، وفيه الإنسان يعمل العمل إجلالًا لله، يعني كأنه سوف يفعل هذا حتى لو لم يأمر به الله، يعني الله سبحانه وتعالى لو خيَّرَنا في الصلاة، يعني الصلاة فرض، لكن نفرض أن ربنا جل جلاله قال إن الصلاة ليست فرض، كنا هنصليلُه، لماذا ؟ لإننا بنحبه، يعني الذي وجَّه العمل عند المحبين حبهم لله رب العالمين، وأنه مُستحقٌّ للعبادة، وأنه مستحق لأن يبذلوا نفوسهم في سبيله سبحانه وتعالى، فإخلاص عموم الناس أن يكون خاليًا من الرياء، لكن إخلاص المحبين شيء آخر، وهو تعظيم الله، حب الله، إجلال الله في قلوبهم.

وتابع: “هناك نوع آخر من الإخلاص، وهو إخلاص المُقَرَّبين، وإخلاص المقربين يأتي مِن مَا يُسمونه بالشهود، المقربون يحدث لهم حالة كأنهم ينفصلون عن الكون، ويشاهدوا ما الذي يحدث في الكون، فيروا فِعل الله سبحانه وتعالى أنه أعطى هذا، وأغنى هذا، ومَنَع هذا، وأفقر هذا، وأمرض هذا، وجعل هذا عالِمًا، وجهل هذا جاهلًا، وجعل هذا متسامحًا، وجعل هذا حقودًا، أَمْر الله في الكون يراه، هذه المشاهدة للكون وكأنه ينظر لشيء ويشاهده تجعله دائمًا يرى فعل الله في الناس، وتجعله دائمًا يُسلم لأمر الله فيهم، ويقول دائمًا: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، آمنَّا بالله، ويجعل نفسه هو أحد الأفراد، ولذلك فهو لا يطلب ولا يرفض، هذا حال المقربين، حال المقربين إخلاصهم مبني على الشهود”.

واستطرد: “يمكن أن نقول: إن حال الإخلاص عند عموم الناس هو الخلو من الرياء، وعند المحبين هو إجلال الله وتعظيمه وحبه، وعند المقربين هو الشهود، الشهود هذا هو غاية المراد، لأنها تصل بالإنسان إلى الرضى بقدره وبقضائه وبحكمه ، فلا يستطيع الغضب ولا الاعتراض، ولا التَّبَرُّم، تسليم مطلق لقضاء الله”.

استحضار النية عند الذكر واجب 


انظر إلى نفسك: هل أنت من عموم الناس؟ تُحبُّ دائمًا أن يخلو عملك من الرياء الخفي والجَلِيّ؟ إذًا فكن كذلك.
أو أنك من المحبين الذين يُحَرّكهم إجلالهم لله من أجل أن يفعلوا أكثر وأكثر؟ فكن كذلك أو أنك من المقربين الذين تمكَّنوا من فَصْل أنفسهم والمشاهدة حتى يصلوا إلى التوكل والتسليم والرِّضَا، فكن كذلك في إخلاصك فإن الإخلاص هو روح العمل.

هل يجوز تغيير النية بعد البدء في الصلاة ؟ 

قد يتذكر الإنسان بعد الدخول في الصلاة أنه لم يصل الفرض الذي قبله، فيضطر إلى تغيير نيته من العصر إلى الظهر مثلا أو من العشاء إلى المغرب.

وفي هذا السياق، ورد سؤال إلى الدكتور علي  جمعة، مفتي الجمهورية السابق، يقول صاحبه: "بدأت في صلاة سنة الظهر القبلية ثم فوجئت بشخص يقف بجواري للصلاة جماعة، فهل يجوز تغيير النية من سنة الظهر إلى فرض الظهر للحصول على ثواب الجماعة؟".

ورد المفتي السابق قائلا: “لا تغير نيتك في الصلاة وستؤجر على صلاة الجماعة على قدر ما صليت مع الشخص الذي بجوارك”.

من جانبه، قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار  الإفتاء، إنه لا يجوز تغيير النية في صلاة الفرض، فلا يجوز بعد أن تبدأ في صلاة الظهر تغيرها إلى صلاة العصر أو العكس، ولكن يجوز تغيير النية في صلاة النوافل كأن تنوي صلاة قيام الليل ثم تغير نيتك إلى صلاة الوتر.