الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضل الإنفاق على الزوجة والأولاد .. وهل هي أعظم صدقة؟ البخيل لا ينال الأجر

أعظم الصدقة ما ينفقه
أعظم الصدقة ما ينفقه الرجل على أهل بيته

فضل الإنفاق على الأسرة .. وكذلك فضل الإنفاق على الزوجة والأولاد .. تعاني بعض الأسر من تضييق الزوج أو الأب في الإنفاق عليها، وقد يكون هذا نابعًا من ضيق ذات اليدِّ فعلًا، أو يكون ناتجًا عن شُحِّ الرجل، ووصف لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طرقًا كثيرة لعلاج مثل هذه المشكلة؛ منها هذه السُّنَّة الجميلة التي بين أيدينا، وهي سُنَّة احتساب النفقة على الأهل، بمعنى أن يُنفق الرجل النفقة على أهله وهو ينتظر من الله أجرًا ومثوبة على ذلك، وكأنها صدقةً أنفقها على محتاجين.

 

فضل الإنفاق على الزوجة والأولاد 

قال الدكتور محمود الهواري، الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء بالأزهر، إن دور الرجل في الأسرة لا ينتهي عند حد توفير المال، رغم أن الإسلام عظم جهد المنفق على الأسرة، وجعل للإنفاق على الأسرة ثوابا عظيما، حتى تجاوز به ثواب غيره من الأعمال الطيبة، في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ».

 

فضل النفقة على الأسرة 

 

النفقة على الأسرة 

وروى البخاري عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ»، فهذا تصريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النفقة على الأهل كالصدقة في أجرها وعليه أن يحتسب ذلك أنها صدقة، وهذا سيدفع كثيرًا من الرجال إلى توسيع النفقة على الأهل؛ فشعور الرجل أنه "مضطر" إلى الإنفاق لأن هذا واجبه وفرضٌ عليه قد يُضجره ويُظْهِر الشُحَّ الذي في نفسه، أما تصوير الإنفاق على أنه صدقة؛ فهذا يُرِيح النفس جدًّا، ويفتح أمامها مجالات كثيرة للانطلاق.

 

أعظم الصدقة ما ينفقه الرَّجُلُ على أهل بيته

وثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أعظم الصدقة ما ينفقه الرَّجُلُ على أهل بيته، فقد روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ».


 

وأورد مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ عَبْدًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ -أي قال له: أنت حرٌّ بعد موتي-، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ؟» فَقَالَ: لَا. فَقَالَ: «مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟» فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَدَوِيُّ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَجَاءَ بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلِأَهْلِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهَكَذَا وَهَكَذَا». يَقُولُ: فَبَيْنَ يَدَيْكَ وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ.

 

وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ». فهذه كلها نصوص تُرَسِّخ في نفوسنا هذه السُّنَّة الجميلة.

 

حكم نفقة الزوج على أهله

قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن نفقة الزوج على أهله واجبة إذا كانوا بحاجة لها، ومن سُبل الانفاق التي يحبها الله إن كانوا أغنياءً، ما لم يُقصر في الyنفاق على أبنائه.

 

وأوضحت لجنة الفتوى، أن إنفاق الرجل على أهله - إذا كانت تلزمهم نفقته - واجبة، وإن لم تلزمهم نفقته لاستغنائهم بما يملكون فهي من صلة الرحم، ومن سبل الإنفاق التي يحبها الله، ومن الهدية المندوبة، ما لم يُقصر في الإنفاق على زوجته وأولاده.
 

وأضافت أنه إذا قصر بسبب ذلك في نفقة زوجته وأولاده، الذين تلزمهم نفقته، فعليه تقديم الواجب على المندوب، والاقتصاد في النفقة المندوبة، إذا كان في ذلك مصلحة أولاده، فأجر النفقة على الزوجه والأولادك أعظم من كل الصدقات والنفقات.

 

واستشهدت بما ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك» رواه مسلم.

 

عقوبة عدم الإنفاق على الزوجة


قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز للزوج الامتناع من الإنفاق على زوجته في أي حال من الأحوال.

ونوه « عثمان» في إجابته عن سؤال: «ما حكم امتناع الزوج من الإنفاق على زوجته بمجرد حصولها على ميراثها من أبيها؟»، أنه لا علاقة للزوج  بمال زوجته سواء حصلت عليه عن طريق الميراث أو عن طريق وظيفتها.

 

وشدد على أن الزوج مطالب بالإنفاق على زوجته من أكل وشرب وتوفير السكن اللائق لها وتطيبها إن مرضت، مبينًا أن هذا هو الأصل؛ فلا يجوز له أن ينظر إلى راتبها أو ميراثها.

 

ونبه على أن نفقة الزوج على زوجته وابنه واجبة، ويأثم شرعًا إن كان مستطيعًا ولا ينفق، مستشهداً بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يَقُوت».


قال: حديث صحيح رواه أبو داود وغيره، ورواه مسلم في صحيحه بمعناه، قال: «كفى بالمرء إثمًا أن يَحبس عمن يملك قوته»، يعني: أن يحبس القوت عمن استرعاه الله تعالى إياهم، كالولد والزوجة والخادم، وما إلى ذلك.
 

شروط وجوب النفقة

يُشترَط لوجوب نفقة الزوجة على زوجها عدة شروط هي

- أن يكون عقد الزواج صحيحًا: فلو كان العقد باطلًا أو فاسدًا فلا تجب النفقة؛ لأنه من الواجب في هذه الحالة هو التفريق بين الزوجين؛ فلا تُعتَبر الزوجة محبوسة لحق الزوج.

 

- أن تكون الزوجة صالحة لتحقيق مقصود الزواج منها: أي أن تكون صالحة للقيام بواجبات الزوجية. أما لو كانت الزوجة لا تشتهي زوجها لكنها بقيت في بيت زوجها لكي ينتفع بها في الخدمة والاستئناس، فإن القانون المصري يأخذ برأي بعض الأحناف من أنه يكون لها نفقة في تلك الحالة؛ لأنه حصل منها نوع من المنفعة، أما لو كانت الزوجة مريضة مرضًا يجعلها غير صالحة لتحقيق مقصود الزواج منها، فإن القانون المصري ينص على أنها تستحق النفقة؛ حيث ينص القانون رقم 100 لسنة 1985 على أنه: «ولا يمنع مرض الزوجة من استحقاقها للنفقة»
 

- دخول الزوجة في منزل الزوجية: فلو لم يحدث احتباس أو بقاء الزوجة في منزل الزوجية دون مبرر شرعي، فإنه تسقط نفقة الزوجة عن زوجها

 

فضل الإنفاق على الزوجة والأولاد 

 

حالات سقوط النفقة

الزوجة الناشز : هي التي تخرج عن طاعة زوجها بغير مبرر شرعي أو بسبب ليس من جهته؛ كأن تمتنع عن الانتقال لمنزل زوجها رغم أنه كان معدًا إعدادًا لائقًا، أو تخرج الزوجة من منزل الزوجية بغير إذن زوجها دون مبرر شرعي، أو تمنعه من الدخول عليها في بيتها الذي يقيم معها فيه بإذنها، أو تمتنع الزوجة عن السفر مع زوجها إلى حيث يعيش. وفي هذه الحالات تكون الزوجة ناشزًا وفوّتت على زوجها حقه في الاحتباس؛ وبالتالي تسقط نفقتها.

 

ولا تكون الزوجة ناشزًا، ولا تسقط نفقتها، إذا كان امتناع الزوجة عن الانتقال إلى منزل الزوجية، أو كان خروجها منه دون إذن زوجها، قد تم بمبرر شرعي أو بسبب من جهة الزوج: كأن يكون المنزل غير صالح للسكنى، أو كانت الزوجة قد طلبت من زوجها أن ينقلها من بيتها الذي يقيم معها فيه إلى منزل آخر ولم يفعل ثم منعته من الدخول في بيتها، أو كان البلد المسافر إليه الزوج غير آمن، أو كانت الزوجة قد اشترطت في عقد زواجها ألا ينقلها من البلد الذي تعيش فيه، أو كانت قد خرجت من منزل الزوجية لتمريض أحد أبويها أو لقضاء حوائجها التي يقضي بها العرف أو الضرورة.

 

 

النفقة على الزوجة والأولاد

أنواع النفقة

- نفقة الطعام والشراب

- نفقة الكسوة: يجب على الزوج توفير كسوة بالشتاء وأخرى بالصيف، ويجب عليه غيرهما إذا ثبت عدم كفايتهما

نفقة المسكن: على الزوج توفير مسكنًا لائقًا، ويشتمل كل ما يلزم السكن من أثاث وأدوات منزلية، ويكون خاليًا من سكن الغير (حتى ولو كان من أهل الزوج) دون رضا الزوجة.

- نفقة الخادم: على الزوج نفقة الخادم إذا كان موسرًا وكانت زوجته ممن لا يخدمن أنفسهن في بيوت آبائهن

نفقة مصاريف العلاج: أخذ القانون المصري بمذهب الإمام مالك، من أن ثمن مصاريف علاج الزوجة يعد من قبيل النفقة على الزوج.



فضل الصدقة 

تعد الصدقة من الأمور العظيمة التي تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة ومن فضائل الصدقة الآتي:
 1- الصدقة تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى.

2- تمحو الخطيئة وآثارها.

3- تعتبر وقاية من النار يوم القيامة.

4- يستظل المتصدق بها يوم القيامة، حيث إنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

5- فيها دواء للأمراض البدنية.

6- الصدقة هي دواء للأمراض القلبية.

7- المتصدق تدعو له الملائكة كل يوم.

8- تجعل الله يبارك في المال.

9- تطهر الإنسان وتخلصه من الفساد والحقد الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة.

10- يضاعف الله للمتصدق أجره.

11- الصدقة صاحبها يدخل الجنة من باب خاص يقال له باب الصدقة.

12- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.

13- دليلُ على صدق إيمان المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصَّدقَة بُرهانٌ).

14-  تطهير المال ممّا قد يصيبه من الحرام خاصة عند التجار، بسبب اللغو، والحلف، والكذب.15- تدفع البلاء.

16- الصدقة هي انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته.

17- الصدقة سببٌ لدخول الجنة، ويُدعى صاحب الصدقة يوم القيامة من باب الصدقة.18- مضاعفة أجر الصدقة.

19- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.

20- الصدقة تفتح لك الأبواب المغلقة.

21- تدفع ميتة السوء.

22- سبب سرور المتصدق ونضرة وجهه يوم القيامة.

23- تسد سبعين بابًا من السوء في الدنيا.

24- أفضل ما ينتفع به الميت وخير ما يُهدى للميت في قبره.

25- الصدقة هي أفضل الأعمال الصالحة والقربات إلى الله سبحانه وتعالى.