الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عودة دمشق للحضن العربي|هل تحمل قمة السيسي وتبون انفراجة جديدة للأزمة السورية؟

الجامعة العربية -
الجامعة العربية - أرشيفية

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، فور وصوله إلى مطار القاهرة في زيارة تستغرق يومين.

ومن المتوقع أن يناقش الرئيسان خلال الزيارة العديد من الملفات الهامة والعلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمها مناقشة الاستعدادات لإقامة القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في الجزائر، والمعوقات التي تقف أمامها.

كما أنه من المتوقع أن يناقش الرئيسان عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد غياب دام لسنوات، وعودة الصف العربي في التوحد لمواجهة المخاطر والتهديدات الخارجية.

وشهد العالم العربي العديد من المآسي منذ عام 2011، ويعود ذلك إلى أن خارطة الشرق الأوسط شديدة التعقيد، وهناك العديد من التدخلات البينية والخارجية التي تتغذى على استمرار الفوضى وافتعال الأزمات، مما يسهم في شقّ وحدة الصف العربي.

وتعمل الآن الدول العربية على وحدة الصف العربي، وأهمها عودة سوريا إلى الجامعة العربية، الأمر الذي يشكل أهمية كبيرة لأمن واستقرار المنطقة والحفاظ على وحدتها ضد التدخلات الخارجية والمخاطر التي تحيط بها وتشكلها قوى إقليمية تهدف إلى نزع الاستقرار من الشرق الأوسط.

شبه إجماع عربي

وهناك أكثر من دولة عربية تتواصل مع سوريا على رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ومصر، وهناك شبه إجماع عربي بأنه من الضروري التواصل مع دمشق.

وترى بعض الدول أنه على النظام السوري اتخاذ خطوات جادة للتصالح مع شعبه، ومحيطه العربي بداية عبر تأكيد أهمية استمرار دعم الجهود الرامية للحل السياسي للأزمة بما يكفل أمن الشعب السوري، وحمايته من المنظمات الإرهابية والمليشيات الطائفية وتدخلات الدول جميعها.

التشاور بشأن سوريا 

وأكد وزير الخارجية سامح شكري، أن مصر مستمرة في التشاور مع قادة الدول العربية بشأن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن القاهرة تتطلع إلى أن تتخذ دمشق "الإجراءات التي تسهل عودتها" للجامعة مرة ثانية.

وأضاف شكري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي في مسقط: "نتطلع لأن تتوفر الظروف لأن تعود سوريا للنطاق العربي، وتكون عنصراً داعماً للأمن القومي العربي".

ولفت شكري، إلى أن مصر ستستمر "في التواصل مع الأشقاء العرب، لتحقيق هذا الغرض"، مضيفاً: "نتطلع لأن تتخذ الحكومة السورية الإجراءات التي تسهل عودة سوريا للجامعة العربية".

وكان المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي، دعا في منتصف ديسمبر الماضي، إلى عدم التصديق بأن الحرب في سوريا انتهت، مؤكداً أن الطريق أمام سوريا للعودة إلى محيطها العربي "مفتوح إذا تمكنت من التخلص من سيطرة الجهات الأجنبية".

علاقات وزيارات متعددة

وفي هذا الصدد قال الكاتب الصحفي أكرم ألفي إن هناك أغلبية واضحة داخل الجامعة العربية لعودة سوريا إلى مقعدها، معتقدا أن العام الماضي شهد حركات دبلوماسية متعددة في التطبيع مع النظام السوري، متمثلة في علاقات وزيارات متعددة بين وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد مع الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من وزراء الخارجية العرب في دمشق، التقوا بمسئولين سوريين خلال الفترة الماضية.

عودة سوريا إلى الجامعة العربية

وأَضاف ألفي خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إعلان الجزائر قبل تأجيل القمة العربية أوضح أنه سوف يتم مناقشة إصلاح الجامعة العربية، وعودة سوريا إلى مقعدها، معقبا "لا يمكن القول أن هناك إجماعا، ولكن هناك أغلبية واضحة على عودة سوريا".

وأشار إلى أن الخطوات التي تحدث عنها وزير الخارجية سامح شكري، لم توضح خلال المؤتمر الصحفي، ولكن علينا هنا العودة إلى ما سبق قبل 3 أشهر، والعودة إلى النقاش السياسي الذي دار حول طلب عدد من الدول العربية التي لا تزال تمتنع عن التطبيع مع دمشق، ووضع عدة طلبات للنظام السوري، وأهمها في اللحظة الراهنة هو الحد من النفوذ الإيراني في أجزاء محددة من سوريا".

تهديد الأمن القومي

وأكمل: "عودة سوريا للحضن العربي تتطلب الحد من النفوذ الإيراني بشكل واضح، والحد من الضرر التي تمثله إيراني في اللحظة الراهنة من تهديد الأمن القومي لعدد من الدول العربية، خاصة في الخليج العربي".

وأشار إلى أن سوريا داعمة للأمن القومي العربي، وهي إشارة واضحة للحد من النفوذ الإيراني في سوريا، والشرط الثاني هو تسهيل عودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، بينما الشرط الثالث هو بدء عملية ضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود، والرابع هو تفعيل لجنة الإصلاح الدستوري للإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين وإجراء انتخابات جديدة.

تقارب عربي سوري

وأكد ألفي أن هناك تقاربا عربيا سوريا حدث خلال العام الماضي عبر دول مركزية في العالم العربي، ومنها: مصر والإمارات والأردن، ولكن مازال هناك عدد من الشروط أو المطالبات لتحقيق الإجماع العربي لعودة سوريا إلى مقعدها. 

وتقود مصر تيار عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية خلال القمة المقبلة"، وتتبني القاهرة حسم الملف، فإذا لم يتم التوصل لتمثيل نظام الأسد في القمة المقبلة، فعلى الأقل يكون هناك توافق بشأن حسم عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة من خلال طرح الملف على القمة التالية ليتم التصويت عليه".

ومن الجدير بالذكر أن الجامعة العربية قررت في تشرين الثاني 2011، تجميد مقعد سوريا، على خلفية لجوء نظام الأسد إلى الخيار العسكري لإخماد الثورة الشعبية المناهضة لحكمه، وتصاعدت دعوات من أطراف عربية في الفترة الأخيرة، من بينها الإمارات والجزائر والأردن ومصر، لإعادة النظام إلى الجامعة.


-