الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مرصد الأزهر: الاعتداء الإرهابي ضد المسلمين في فرنسا نتاج للعنصرية البغيضة

آثار الحريق في محل
آثار الحريق في محل بيع اللحوم

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنه تابع بقلق بالغ الاعتداء الإرهابي الذي استهدف محلًا لبيع اللحوم الحلال بمنطقة "لوت إيه جارون" جنوب غرب فرنسا.

 

ووفق ما نشرته صحيفة "لو باريزيان" فإنه تم إضرام النيران في واجهة المحل ورسم نقوش مسيئة على جدرانه، مما أسفر عن تدمير كامل للمحل والذي تبلغ مساحته حوالي 500 متر مربع.

 

وتعقيبًا على هذا الاعتداء الإرهابي، أكد المرصد، أن هذه الحوادث التي تستهدف المسلمين وممتلكاتهم، إنما هي نتاج للعنصرية البغيضة التي طالما حذر منها الأزهر في مواقف عديدة، وأنها تهدد بالأساس استقرار وسلامة المجتمعات، فضلاً عن أن التهاون في التعامل مع هذه الأحداث العنصرية والمتطرفة يؤدي إلى اتساع الفجوة بين أبناء الوطن، وتكرارها مجددًا.

 

وفي سياق آخر، يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزواره كتاب "جرائم استهداف دور العبادة - دراسة تحليلية لأبرز الجرائم خلال الفترة من 2015م إلى 2019م"، من إصدارات مركز الأزهر لمكافحة التطرف.

يشير الكتاب إلى أن دور العبادة تحتل قدسية ومكانة كبيرة في قلوب أصحاب الأديان جميعًا، فهي مهوى الأفئدة وملاذ الأرواح، وفيها يجد أتباع الأديان الراحة من عناء الحياة ومشقة السعي؛ لذا اجتمعت كلمة العقلاء في العالم قديمًا وحديثًا على وجوب احترامها وصيانتها وحمايتها، وقد خص الإسلام دور العبادة -إسلامية كانت أم مسيحية أم يهودية - أم غير ذلك بالرعاية التامة، وجعل حمايتها حقًا ثابتًا وواجبًا شرعيًا على كل مسلم ومسلمة استنادًا لحرية الاعتقاد.

 

وأضاف مرصد الأزهر في كتابه أن حماية دور العبادة تعتبر جزءًا أصيلًا من الحفاظ على الهوية الإنسانية والوطنية والدينية والثقافية للمجتمعات كافة، وبالتالي ينبغي على الجميع أن يتصدى لكل محاولات الإساءة أو الاعتداء عليها؛ لمساس ذلك بأصول الإنسان ومقدساته.

ويلفت مرصد الأزهر من خلال كتابه إلى أن المعتدين على حرمات دور العبادة لا يخرجون عن صنفين من البشر، الأول: صنف ارتدى عباءة الإسلام وحكم على غيره بالكفر والردة، وراح يستهدف كل الناس في مأمنهم ومنامهم ومنازلهم، وهؤلاء هم الإرهابيون الذين تستروا بالدين وتذرعوا بالشرائع وتجرأوا على خالقهم ولم يسلم من شرورهم أحد. أما الصنف الآخر: فهو الكاره لغيره بصفة عامة وللمسلمين بصفة خاصة، فلا يعترف بتعايش ولا يؤمن بتكامل، ويؤذي غيره من الجنسيات الأخرى أيا كانت ديانته، وهؤلاء يمثلهم – فيما يرى المرصد – حركات اليمين المتطرف في دول الغرب التي تتعصب لهويتها العرقية والدينية والثقافية.

 

وقدم مرصد الأزهر خلال الكتاب عددًا من التوصيات للحد من جرائم استهداف دور العبادة، مستندًا في إصداره لتلك التوصيات إلى ما توصل إليه من أسباب كامنة وراء انتشار تلك الظاهرة وبعد معرفته لدوافع منفذيها، من أبرز تلك التوصيات:
1- استمرار اتخاذ الإجراءات والاحتياطات التي تحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا.
2- ضرورة مكافحة كافة أشكال ممارسات اليمين المتطرف بكل قوة.
3- اعتبار الاعتداء على دور العبادة جريمة إرهابية وتغليظ عقوبتها.
4- إدانة مروجي خطاب الكراهية ضد جميع الأديان في جميع أنحاء العالم.
5- تطبيق خطة عمل حماية المواقع الدينية التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة في 2019م.
6- إعداد مناهج تعليمية وإطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بالآخر ونبذ العنف والتشجيع على التآلف والتآخي.

 

ويشتمل كتاب "جرائم استهداف دور العبادة" على أربعة فصول، الأول: "أهمية دور العبادة"، الثاني: "التنظيمات والحركات الإرهابية"، ويأتي الفصل الثالث تحت عنوان "اليمين المتطرف واستهداف دور العبادة"، بينما يحلل الفصل الرابع ردود الفعل الدولية والمحلية مبرزًا ردود أفعال "الأزهر الشريف" ومرصده على الاعتداءات.

 

ويشارك الأزهر الشريف -للعام السادس على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ ٥٣ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.