قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حرب دبلوماسية.. التفاصيل الكاملة لمعركة مندوبي أمريكا وروسيا في مجلس الأمن حول أوكرانيا.. القوتان تتبادلان الاتهامات.. والغرب يواصل التهديد بعقاب موسكو

مجلس الأمن
مجلس الأمن

وقعت مواجهة بين واشنطن وموسكو في مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، بعدما دعت الولايات المتحدة إلى اجتماع لمناقشة الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.

وهددت الولايات المتحدة وبريطانيا بفرض عقوبات إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، إنه يجري إعداد تشريع يستهدف نطاقا أوسع من الأفراد والشركات القريبة من الكرملين.

ماذا حدث في مجلس الأمن؟

قال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا في اجتماع مجلس الأمن يوم الاثنين إنه لا يوجد دليل على أن روسيا تخطط للقيام بعمل عسكري ضد أوكرانيا، كما لم تؤكد الأمم المتحدة صحة ما ورد بشأن تعبئة قواتها.

وووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أوضح نيبينزيا أن روسيا تنشر قوات في كثير من الأحيان على أراضيها وأن هذا لا يخص واشنطن. وأضاف أن إدارة بايدن "تثير التوترات والخطابات وتثير التصعيد".

وقال "هذا ليس مجرد تدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية لدولتنا، بل هو محاولة لتضليل المجتمع الدولي بشأن الوضع الحقيقي في المنطقة وأسباب التوترات العالمية الحالية".

وردت المندوبة الأمريكية بأن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد بوجود حل دبلوماسي، لكنها حذرت من أنها ستتصرف بشكل حاسم إذا غزت روسيا أوكرانيا، وستكون عواقب ذلك "مروعة".

وقالت "هذه أكبر... تعبئة للقوات في أوروبا منذ عقود". وأضافت "بينما نحن نتحدث، ترسل روسيا المزيد من القوات والأسلحة للانضمام إليهم".

وقالت إن موسكو تخطط لزيادة قوتها المنتشرة في بيلاروسيا على الحدود الشمالية لأوكرانيا إلى 30 ألفا.

أوكرانيا تدفع باتجاه التهدئة

جنحت أوكرانيا، أمس الاثنين، إلى التهدئة، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية: إنه لا داعي للتعبئة في البلاد؛ لعدم وجود تهديد، ودعت روسيا إلى سحب قواتها من الحدود والتحاور.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف إن بلاده لا تحتاج في الوقت الراهن، إلى التعبئة لأنه لا توجد تهديدات. وأضاف الوزير، في حديث صحفي: "ليست هناك حاجة إلى التعبئة، لأنه لا تهديد الآن. إذا تم الإعلان عن تعبئة تدريبية، فسيثير ذلك حالة من الذعر في الشوارع. وسيعتقد الجميع أننا نعلم وأخفينا أن العدو سيهاجم غداً".

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر "إذا كان المسؤولون الروس جديين حين يقولون إنهم لا يريدون حرباً جديدة، فعلى روسيا مواصلة التزامها الدبلوماسي، وسحب القوات العسكرية التي حشدتها على طول الحدود الأوكرانية وفي الأراضي الأوكرانية المحتلة إلى حين". وأكد كوليبا أن "الدبلوماسية هي الطريق الوحيد المسؤول".

وانتشرت في الأسابيع الأخيرة صور مجموعات من الأوكرانيين تتدرب على حفر ملاجئ في الثلوج في غابة قرب كييف، في حين يتدرب آخرون على حمل السلاح. ويتعلم هؤلاء تقنيات الدفاع عن النفس، تحسباً لغزو روسي محتمل.

تهديد مستمر بعقوبات على روسيا

قالت الحكومة البريطانية، أمس الاثنين، إنها ستفرض عقوبات على الشركات والأفراد المرتبطين بعلاقات وثيقة مع بوتين إذا أقدمت روسيا على أي عمل مناهض لأوكرانيا. وقالت وزيرة الخارجية ليز تراس: إن الحكومة البريطانية ستتقدم بتشريع جديد هذا الأسبوع لتوسيع نطاق العقوبات التي يمكن فرضها على روسيا في مسعى لردع العدوان عن أوكرانيا.

وعلق الكرملين بالقول إن تهديد لندن بفرض عقوبات على شركات روسية ورجال أعمال على صلة بالرئيس بوتين يدعو إلى القلق، وستكون لهذه الإجراءات تداعيات من خلال إلحاق الضرر بالشركات البريطانية. وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: إن التهديد يعد هجوماً على الأعمال الروسية، ويقوض مناخ الاستثمار البريطاني، ويثير التوتر في أوروبا. وأضاف بيسكوف في إفادة صحفية أن روسيا سترد على أي إجراء كهذا وفقاً لمصالحها.

من جهة أخرى، تبنى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي موقفاً حازماً، مؤكداً أنه من الضروري أن توجه واشنطن رسالة قوية للرئيس بوتين مفادها بأن أي عدوان ضد أوكرانيا ستترتب عليه كلفة عالية. وقال السيناتور بوب مندينيز لشبكة «سي إن إن» إن «بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا»؛ وذلك في إشارة إلى الميثاق الموقع عام 1938 لضمان السلام بأي ثمن لكنه فشل في كبح تحركات هتلر.

وأكد زعيم الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية السيناتور جيمس ريش قرب توصّل مجلس الشيوخ لاتفاق بشأن فرض عقوبات من شأنها «سحق» اقتصاد روسيا في حال دخلت قواتها أراضي أوكرانيا.

تطورات مرتبطة بالأزمة

من المقرر أن يسافر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى أوكرانيا الثلاثاء المقبل لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتعهد جونسون بالعمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لنقاط الخلاف مع موسكو لتجنب سقوط المزيد من الدماء في أوكرانيا.

وقالت واشنطن إن موسكو سلمت ردها على مقترحات أمريكية لتخفيف حدة التوتر.

ورفض مسؤولون أمريكيون الكشف عن تفاصيل الرد الروسي لتجنب التأثير سلبا على المباحثات.

ويجري وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء.

وفي غضون ذلك، تواصلت الجهود الدبلوماسية، حيث تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين.

وتريد موسكو أن يتعهد الغرب بأن أوكرانيا لن تنضم أبدا إلى حلف الناتو، لكن الولايات المتحدة رفضت هذا الطلب. وترى موسكو أن وجود قوات الناتو في شرق أوروبا يمثل تهديدا مباشرا لأمنها.

ولطالما جادل بوتين بأن الولايات المتحدة خرقت الضمان الذي قدمته في عام 1990 بأن الناتو لن يتوسع أكثر شرقا، على الرغم من اختلاف التفسيرات حول ما وعد به بالضبط.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في أوكرانيا في عام 2014. كما تدعم المتمردين الذين سيطروا على مساحات شاسعة من منطقة دونباس الشرقية بعد ذلك بوقت قصير. وقتل نحو 14 ألف شخص في القتال هناك.