الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يتلونون مثل الحرباء |تصريح سيد القمني الذي زلزل الأرض تحت أقدام الإخوان

سيد القمني
سيد القمني

توفي المفكر والباحث في التاريخ الإسلامي،  سيد القمني، عن عمر يناهز 75 عاما بعد صراع مع المرض، وفق ما أعلن عدد من زملائه وتلاميذه، الأحد.

ويعد القمني واحدا من الذين أثاروا جدلا كبيرا في المجتمع، حيث عرف بالكتابات والأفكار التي أثارت حفيظة ما يسمى بالتيار الإسلامي في العالم العربي، مما دفع مجموعة من قيادات هذا التيار لوصفه بـ "المرتد".

والقمني من مواليد  مارس 1947 في مدينة الواسطى بمحافظة بني سويف، جنوبي القاهرة.

معارك سيد القمني ضد الإسلام السياسي

وتناولت الكثير من أعماله البحثية منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي اتسمت كتابته فيها بالجرأة، خاصة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي، وكان يقول إنه تابع لفكر المعتزلة (وهي فرقة إسلامية قديمة تؤمن بإعمال العقل عن النقل).

وتصاعدت لهجة مقالات القمني ضد الإسلام السياسي خاصة عقب تفجيرات طابا في أكتوبر 2004، حيث هاجم قيادات في تيار الإسلام السياسي، وقال إنه تلقى بعدها العديد من الرسائل التهديدية، التي تطالبه فيها بالعودة عن أفكاره وإلا تعرّض للقتل.

ونفى سيد القمني، في أحد اللقاءات التلفزيونية في فبراير من العام 2012، أن يكون قد اعتنق الديانة المسيحية، كما أكد مخاوفه من مرحلة مختلفة عما سبقها يمر بها المصريون، مؤكدا حينها أن الإسلام السني الذي يرفعه الإخوان المسلمون يشكل تهديدا لغير المسلمين.

واعتبر القمني أن الخلاف بين الحركات الإسلامية ليس خلافا نوعيا، مستغرباً تحريم بعض الإسلاميين للديمقراطية ودخولهم العمل السياسي.

وقال القمني إنه لا يزال يتلقى التهديد بالقتل، مشيراً إلى أن تنظيم قاعدة وأنصار الرافدين بالعراق وجماعة الجهاد المصري قد وجها له رسالة واضحة بأنه مستهدف، وأرجع التهديدات إلى أفكاره التي يطرحها بكتبه، والتي تأتي خارج الدوائر التي اعتادت عليها التنظيمات الإسلامية.

وأشار إلى أن الأمن المصري أحاطه بحراسة خاصة بعد اكتشاف رسوم تشير إلى موقع سكنه عند تلك التنظيمات، لكن القمني استبعد إمكانية استهدافه في المرحلة الحالية، مرجعاً ذلك إلى كون حركة الإخوان لا تريد تسويد صورتها أمام العالم بعد وصولها إلى سدة الحكم.

تهديدات الإخوان والإرهابيين للقمني

كما حذر سيد القمني من تهديدات الإخوان وغيرهم حينها ممن يرفضون تغيير المادة الثانية من الدستور والتي تنص على أن الإسلام دين الدولة، وأنه المصدر الرئيس من مصادر التشريع، قائلاً: "يهددون بأن تسيل الدماء في شوارع مصر، لكنني أطالب بإلغاء هذه المادة لأنها تسبغ رعوية الدولة على فئة من المواطنين دون بقية المجتمع".

وجدد سيد القمني في إبريل من العام 2013، هجومه على جماعة "الإخوان المسلمين" وقيادات دينية، بعد فترة غياب عن الساحة السياسية والثقافية، وشن هجوما واسعا على رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، مؤكدا أنه يطلق عليه "لقب الأستاذ ولا يدعوه بالشيخ لأنه لا يوجد شيخ في الإسلام".

وأكد أن "القرضاوي خصص كتابا عن الإخوان اسمه (الإخوان المسلمين)، وكلما ذكر اسم قيادي إخواني يلحقه بعبارة رضي الله عنه"، ثم نقل هجومه إلى "الإخوان"، وقال: "هم كالزئبق الحربائي يتلونون حسب الظرف والحالة وكلامهم يتغير كل حين".

أثارت تصريحات القمني حينها، أنصار الجماعة الذين انتقدوه لمهاجمته الإخوان والقرضاوي، ورد قائلا: "ما نراه هو ما عهدنا عليه الإخوان يحاولون إفشال كل شيء"، مضيفا: "لقد أصبح رئيس الجمهورية من الإخوان المسلمين وهذا يجعل الحاكم مثل الجماعة في وضع غير قانوني، جماعة سرية بلا رقابة أو محاسبة وقصر الرئاسة به ممثل مقيم لجماعة غير شرعية".

ووجه القمني أسئلة إلى "الإخوان" حينها، وقال: إن كان الإخوان وضعوا الدستور بواسطة فقههم، حتى يستقيم هذا الفرض فلا بد أن يستقيم الدستور وفروض الله، فلماذا تركتم الخمور والربا، والإسلام حرم الربا، وقبل وصولكم الى الحكم طالبتم بقطع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء معاهدة السلام معها وتقولون عليهم أحفاد القردة والخنازير، وبعد وصولهم للحكم يؤيدون استمرار السلام معهم بشكل مخز؟.

وضع مرسي لا يختلف عن الجماعة 

وقال سيد القمني أن هناك تعارض بين ما يقوله الإخوان وما يفعلونه، فهم يقولون إن الحكم لله والإسلام هو الحل وعلى الرغم من ذلك خاضوا الانتخابات وحكموا البلد، مشير إلى أن الحكام الإخوان حالهم لا يختلف عن وضع الجماعة فهما وضعهم غير قانوني.

وأضاف أن الفقه الإخواني للحكم يواجه مشاكل كثيرة، خاصة فى الحديث عن الديمقراطية والصناديق وترك الشورى والمبايعة وهو رفض واضح وعلني لنظم الخلفاء الراشدين، وهل يعنى هذا أن طرق الخلفاء غير صالحة اليوم ولذلك اخترت الديمقراطية للوصول إلى الحكم واللجوء إلى آليات الغرب.

وهاجم سيد القمني الإخوان قائلا: "ما فعله الإخوان هي قواعد بشرية تطورت عن أصول قديمة من أثينا وروما وكلهم كانت بلادا وثنية وبعد هذا زعموا أنهم مسلمين بل أنهم لوحدهم الإخوان المسلمين وبينما نحن الاخوان الكافرون".