الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أستاذة للحضارة الإسلامية بسويسرا: القرآن الكريم كفل للمرأة مشاركتها في إقرار السلام والتسامح

مؤتمر  المجلس الأعلى
مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

أكدت أستاذة الحضارة الإسلامية بجامعة جنيف السويسرية، الدكتورة فوزية العشماوي، أن المرأة المسلمة التي تعيش في المجتمعات غير المسلمة، خاصة في زمن الكورونا.

 

وتابعت في تصريحات خاصة لـ أش أ، على هامش مشاركتها في فعاليات المؤتمر الثاني والثلاثين الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبرئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بعنوان: "عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي": “وبفضل مشاركتها الفعّالة في مواجهة هذا الوباء اللعين بامتثالها للإجراءات الوقائية لها ولأسرتها، ومساعدتها لجيرانها ومعارفها، وفي الحفاظ على صحة أسرتها، وتفاعلها مع زملائها في محيط العمل، استطاعت أن تثبت للأوروبيين أن الإسلام جعل للمرأة مكانة رفيعة”.

 

 وأكدت: "أن هذه المكانة تحسدها عليها المرأة الأوروبية التي لم تحصل على كثير من حقوقها المدنية والسياسية إلا بعد صراع مرير استمر أكثر من مائة عامٍ أو يزيد، بينما المرأة المسلمة تمتعت بكل هذه الحقوق في عهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة منذ 14 قرنًا".


وقالت إن تفعيل دور المرأة في المجتمعات المسلمة سيسهم إيجابيًّا في إقرار السلام والتسامح في هذه المجتمعات؛ لأن المرأة هي الركيزة التي تضمن استقرار الأسرة وتكاتفها، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، ولكل منهن دور أساسي في كل أسرة، وعلى كل منهن تأدية وظيفتها الأساسية في الأسرة بمساهمة فعّالة في التربية، والرعاية، والحفاظ على الأخلاق الإسلامية، وتطبيق المبادئ الإنسانية في التعامل مع الآخرين في المجتمع، والاعتراف بالآخر مهما كان دينه أو عرقه بدون تفرقة، ومراعاة حق الجيرة، والمساهمة في الحياة الاجتماعية والسياسية مساهمة فعّالة؛ للارتفاع بمستوى الدولة في جميع المجالات التي يمكنها المشاركة فيها.


وأكدت العشماوي، أن المرأة في الدول التي يدين شعبها بالإسلام تتمتع بحقوق كفلها لها القرآن الكريم قبل أن تقرّها وتقننها القوانين الوضعية في كل دولة من هذه الدول، ولقد جعل الإسلام للمرأة دورًا مهمًّا ؛لأنه كلَّفها برسالة، وجعل لها دورًا فعّالًا واضحًا داخل المجتمع، وليس فقط داخل أسرتها الصغيرة، حيث يأمر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم كلًّا من الرجل والمرأة بتأدية دورهما الاجتماعي، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس جميعًا، ولم يخصّ المرأة بمجال محدود فقط فيما يختص بأمور النساء والأولاد،  بل جعل المجال أمامها مفتوحًا مثلها مثل الرجل.


وأوضحت العشماوي، أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أكد على مبدأ المساواة بين الناس جميعًا، ولم يفرّق بين البشر بسبب الدين أو الجنس البشري، بل كفل لكلّ البشر المساواة طبقًا لحديثه الشريف : "الناس كأسنان المشط"، والحديث الشريف يركز على المساواة بتشبيه الناس -أي الرجال والنساء- بأسنان المشط التي وإن اختلفت في الأطوال والسمك إلا أنها كلها سواسية، تكمل بعضها بعضًا، ولها نفس الحقوق داخل المشط الذي يمثل المجتمع، وهذا تأكيد على المساواة المطلقة بين البشر بدون تفرقة، أو عنصرية، أو تمييز بسبب الجنس، أو اللون، أو العرقية، أو اللغة، أو حتى الدين، طالما أن المصطلح المستخدم هو "الناس" وليس تعبير المسلمين أو المؤمنين، ولكن الناس جميعًا، أي الرجال والنساء عامة.


وأضافت: كذلك أقرت وثيقة المدينة -وهي أول دستور وضعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للتعايش السلمي في المدينة- المساواة بين جميع المواطنين في المدينة رجالًا ونساء باختلاف معتقداتهم الدينية، وكلنا نعلم أن شعب المدينة في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يتكون من مهاجرين وأنصار، ومن رجال ونساء، وكذلك من يهود ونصارى وكفار، ولكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يفرق بينهم، بل أقرت الوثيقة الاعتراف بالآخر: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا "، أي المساواة التامة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين في المدينة.


وتابعت العشماوي قائلة: "وحتى تستطيع المرأة تأدية دورها الاجتماعي الذي حدده لها الإسلام يجب مساعدتها على تفعيل هذا الدور، لذلك على المجتمع أن يوفر لها الاحترام اللائق بها، ويُفسح لها الطريق في مجالات العلم والمجالس النيابية ومجالس القضاء.

 

وأكدت: "وأن يعاملها المجتمع كإنسان كامل الأهلية، يقول الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت في التأكيد على حقوق المرأة التي حباها بها الله تعالى في الإسلام: "ومن لوازم اشتراك المرأة فيما أسلفنا من حق التعليم واحترام الرأي والجهاد والدماء والتصرفات -مدنية أم شخصية- أن تشترك فيما ينشأ في المجتمعات من حق الخصومة والتقاضي، فتكون مدعية ومدعى عليها، وشاهدة ومشهودًا عليها، متفردة ومجتمعة، وتكون وصية، وناظر وقف، ووكيلة، وكفيلة، وراهنة، ومرتهنة، وشريكة، وتكون متصدقة، وواهبة، ومتصدقًا عليها، وموهوبًا لها، وتكون قيمة ومحجورة، كما يكون للرجل ذلك كله".