EN 
رغم إجماع العلماء على انتقال فيروس كورونا من الحيوانات إلى البشر، كشف تقرير حديث عن جهود أمريكية لمنع تسليط الضوء على احتمالية تسرب الفيروس من مختبر بمدينة ووهان الصينية.
وحسب تقرير نشرته قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، قاد أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، ومدير المعاهد الوطنية للصحة آنذاك فرانسيس كولينز ، وعلماء آخرين دعوة في أوائل عام 2020، لاستبعاد نظرية تسرب "كوفيد-19" من معمل في الصين، لأن الاحتمال "سيزيد الوقود لنظرية المؤامرة".
وذكرت القناة أنه بعد نحو عامين على بدء تفشي الوباء، لا يوجد دليل قاطع على أن الفيروس نشأ في الطبيعة، أو أنه تسرب من المختبر، لكن نظرية تسربه من معهد ووهان للفيروسات، لم تعد مجرد نظرية مؤامرة، بل تكتسب المزيد من الزخم بين العلماء، الذين يدعوا لمزيد من البحث والاستقصاء حول منشأ كورونا.
لماذا يعتقد العلماء أن الفيروس تسرب من معهد ووهان؟
حدد الخبراء والعلماء بعض الأسباب تعزز اعتقادهم بشأن نشأة فيروس كورونا في مختبر ووهان، أو تسربه عن طريق الخطأ، ما أدى لانتشاره بشكل واسع في المجتمع.
ونقلت القناة عن ريتشارد مولر، الأستاذ الفخري للفيزياء بجامعة كاليفورنيا بيركلي قوله "عندما تقيّم النظريتين، فإن ذلك يؤيد بشكل كبير فرضية التسرب المختبري".
ولم يتفق العلماء حتى الآن على أصل الوباء، في حين لم تتمكن أجهزة المخابرات الأمريكية أيضًا من تأكيد استنتاجاتها بشأن بداية الوباء العالمي، الذي أودى بحياة أكثر من 5.7 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وبشأن انتقال الفيروس من الحيوان للبشر، يقول مولر إنه تم اختبار نحو 8 آلاف حيوان في الصين، من 209 نوعا، ولم يجدوا أي إصابة واحدة بفيروس كورونا.
وتابع "لم يجد الخبراء أي دليل على إصابة الحيوانات.. وبدلا من استخلاص نتيجة علمية من ذلك.. اختلقت المنظمة الأعذار".
وأشار إلى أنه خلال فترة انتشار أوبئة فيروس كورونا السابقة، مثل السارس في عام 2003 ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية عام 2013، كان هناك دليل على وجود عدوى بشرية واسعة النطاق من الحيوانات، قبل تحور الفيروس ليصبح قابلاً للانتقال بين البشر ليصبح وباء متفشيا.
وأوضح أنه وفقا لبيانات الصحة العالمية، اختبر المحققون أكثر من 9 آلاف عينة بيولوجية بشرية - بما في ذلك عينات الدم والبلازما والحلق - التي تم تخزينها في المستشفيات وبنوك الدم قبل الوباء.
وقال إنه كان من المتوقع أن يكون ما بين 100 و 400 فصحا إيجابيًا بالنسبة لـ SARS-CoV-2، وذلك بناء على تجارب التفشي الطبيعية مع السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسيةـ لكن في هذه الحالة ، لم يتم اكتشاف أي حالة إيجابية.
من جانبه، قال الدكتور ستيفن كواي ، الطبيب ومؤسس شركة أتوسا ثيرابيوتكس إنه "لا يوجد دليل على انتقال العدوى من حيوان إلى البشر".
وحسب القناة، عمل مولر وكواي معا على دراسة حول منشأ فيروس كورونا، وقدموا النتائج التي توصلوا إليها إلى الكونجرس.
وذكر العلماء أن عدم وجود دليل على انشار العدو ما قبل الجائحة، يؤكد أن انتقال الفيروس لم يكن طبيعيا من الحيوانات، ولكنه عدوى انتقلت من المختبر.
كما أشار كواي إلى أن الاختبارات التي كانت تجري في المعهد الصيني، تعزز احتمالية أن الفيروس تم التلاعب به في المختبر، موضحا أنه تم إجراء اختبارات جينية قد تجعل الفيروس أكثر فعالية وأكثر قابلية للانتقال.
ورغم ذلك، لا يتفق العلماء على أن التسلسلات الجينية للفيروس، تشير إلى أنه تم تصنيعه في المختبر.
بدوره، قال ريتشارد إبرايت ، أستاذ الكيمياء والبيولوجيا الكيميائية بجامعة روتجرز إن كثيرين في مجال علم الفيروسات، ومجال السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي كانوا يؤمنون بنظرية تسرب الفيروس من المختبر.
ويجري معهد ووهان لعلم الفيروسات في الصين، دراسات على فيروسات الخفافيش وقدرتها على إصابة البشر.
وأوضح إبرايت أن معهد ووهان لعلم الفيروسات هو واحد من أكثر 3 أماكن في العالم كان يجري أبحاثا محتملة لتعزيز مكافحة الجائحة لفيروسات كورونا المرتبطة بالسارس قبل بدء تفشي الوباء، مضيفا أن الاثنين الأخريين هما جامعة نورث كارولينا تشابل هيل، وفرع جامعة تكساس الطبي في جالفستون.
وتتضمن الأبحاث استخراج الفيروسات من الحيوانات، لإجراء هندسة صناعية في المختبر لجعلها أكثر قابلية للانتقال ومميتة للإنسان، والغرض من هذا البحث هو السماح للعلماء بالمضي قدما في تطوير علاجات لبعض الأمراض المعدية، لكن مؤيدو فرضية تسرب الوباء يعتبرونه حجة تثبت صحة نظريتهم.
وفي وقت سابق، قال عالم الفيروسات الألماني كريستيان دروستن إنه "تم عمل أشياء في ووهان يمكن وصفها بالخطيرة وما كان يجب أن تعمل.. بيد أنها لم تكن المتسببة في إنتاج فيروس كورونا".
ولم يستبعد العالم الألماني فرضية تسرب الفيروس من المختبر، لكنه قال إنها في الوقت الحالي أحد الاحتمالات فقط.
وكانت منظمة الصحة العالمية قالت إنه "لم يتم استبعاد أي شيء"، في تعليقها على فرضية تسرب فيروس كورونا من معهد في مدينة ووهان الصينية.
وقالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية سمية سواميناثان "نحن بحاجة إلى أدلة أكثر، لقد شعر العلماء الذين ذهبوا إلى الصين أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن فيروس كورونا جاء من حيوان، سواء كان برياً أو حيواناً برياً مستأنساً أو أليفاً".
