الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل قرر العالم طي صفحة كورونا؟

صدى البلد

بالرغم من أن معدل الإصابات لا يزال مرتفعا بكورونا حتى إن الولايات المتحدة الأمريكية سجلت الشهر الماضى 1,35 مليون إصابة فى يوم واحد، إلا أن هذا لم يمنعها أو يمنع الكثير من الدول الأوروبية من اتخاذ القرار الصعب بالتخلي عن قيود كورونا التى تثقل كاهل العالم منذ أكثر من عامين، واعتبروا أن اللقاحات هى الدرع الواقى من الفيروس اللعين الذى أودى بحياة نحو 5,8 مليون شخص عالميا حتى الآن.

المظاهرات الرافضة لقيود كورونا تجتاح أنحاء الدول الكبرى الآن، فالشعوب ضاقت ذرعا بالتبعات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية للفيروس، وعلى الرغم من أنه الاختبار الأصعب بالنسبة للحكومات,فإن الخسائر الاقتصادية العنيفة الناجمة عن الاغلاقات والقيود كانت أقوى بكثير، فالتوقعات المستقبلية للنمو الاقتصادى العالمى فى تراجع مستمر,وقد حذرت تقارير الأمم المتحدة من تراجع بنسبة 4,1% خلال عام2022 وتراجع يقدر بـ 3,2% خلال 2023 ، ولا يمكن فى هذا الإطار تجاهل الحالة البريطانية.

فحكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون تدفع حاليا الثمن غاليا لانتهاكها للقيود التى فرضتها على المواطنين لاحتواء الفيروس، ومن ثم فإنها لم تجد بدا من التخلى عن تلك الإجراءات تماما فى محاولة لإنقاذ مايمكن إنقاذه من شعبيتها.

  • هل يتحول الصراع على أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة تدمر العالم؟ وهل تتراجع روسيا أولا أم أن أمريكا هى التى تبادر بالتراجع والاعتراف بحياد أوكرانيا مثلما حدث مع النمسا وفنلندا من قبل؟مازالت هناك نافذة لدبلوماسية تنقذ العالم من شبح الحرب النووية,لكن أوكرانيا تدفع الثمن الفادح لموقعها الجغرافى فى أحضان الحدود الشرقية لروسيا,وهذا هو انتقام الجغرافيا كما يقول الأمريكى روبرت كابلان.العالم أصبح على حافة الهاوية فى 2022 نعم العالم يحبس أنفاسه حاليا فى انتظار حل دبلوماسى للأزمة الأوكرانية.
  • رغم تراجع تنظيم داعش عسكريا والقضاء على مؤسساته فى سوريا والعراق بعد الضربات التى وجهت إليه من قبل التحالف الذى تقوده أمريكا,إلا أن مسببات استمرار التنظيم لاتزال موجودة,وأبرزها ضعف الدولة الوطنية ومؤسساتها القوية القادرة على السيطرة والتعامل الأمنى فى كل من سوريا والعراق فى ظل انتشار الطائفية وتصاعد ظاهرة الميليشيات والفصائل المسلحة العسكرية والتى تمثل كيانات موازية للدولة الوطنية وتعمل لمصلحة أجندات دولة قليمية على حساب مصالح شعوبها.وقد أدت هذه البيئة إلى ثغرات أمنية كثيرة استغلها التنظيم لشن عملياته.كما أن الطائفية,وغياب التنمية,وانتشار الفساد فى العراق, وغياب تسوية سياسية سلمية شاملة فى سوريا شكل بيئة مواتية أيضا لاستمرار نشاط التنظيم وعملياته,وهومالم تراعه الاستراتيجية الأمريكية,إضافة إلى الازدواجية الأمريكية فى التعامل مع التنظيمات والمليشيات الارهابية ,حيث تركز على بعض المليشيات مثل داعش والقاعدة وتتجاهل المليشيات الارهابية الأخرى التى لاتقل خطورة عن داعش مثل المليشيات المسلحة فى العراق وسوريا ومليشيات الحوثى الارهابية فى اليمن,والتى استهدفت السعودية والإمارات,وقد أدى تراجع أمريكا عن تصنيفها كمنظمة إرهابية فى عهد ترامب إلى تشجيعها على القيام بأعمالها الارهابية,وهو مايطرح التساؤلات حول جدية وإرادة أمريكا فى محاربة الإرهاب خاصة أن الكثير من الدول الكبرى دعمت بشكل مباشر وغير مباشر التنظيمات والميليشيات الارهابية ووظفتها لصالحها فى تحقيق أجنداتها ومصالحها السياسية,وأدى ذلك إلى صعود داعش وسيطرته على نصف مساحة سوريا والعراق فى عام 2014 كما أن عدم الحسم فى التعامل مع العناصر المتشددة فى الدول الغربية وتوفير بيئة آمنة لها ساهم فى صعود الظاهرة الارهابية.
  • العلاقة بين المواطنين والدولة لها درجات متعددة,فهى إما علاقة بين حاكم ومحكوم تقوم على التسلط والطاعة,وإما بين الشعب والحكومة تقوم على التعاون والمشاركة من أجل تحقيق مصالح الشعب,ويتوقف نجاح الحكومة فى تحقيق الأهداف على نوع العلاقات السائدة بينهما.وطبقا لدراسة للأكاديمية الدولية للشرطة ثبت أن الأمن والأمان والاستقرار تتوافر حسب نوع العلاقة والثقة بين المواطنين والمسئولين فى أجهزة الشرطة,والتحديات التى يواجهها العالم وتواجهها مصر اليوم تحتم مشاركة الشعب للحد منها سواء كان ذلك الإرهاب,أو مكافحة وباء كورونا,اوحماية البيئة,أو ترشيد استخدام الموارد والمياه والطاقة والحد من الاحتباس الحرارى أو الانفجار السكانى,لأن إحساس المواطن بدوره ومشاركته يتوقف على مدى الثقة والتواصل بينه وبين الحكومة.
  • سيظل الأزهر الشريف بمكانته العلمية وتوجهه الوسطى وشيخه الجليل الدكتور أحمد الطيب منارة تحظى بتقدير مصر والعالم رغم أنف الحاقدين والجهلاء.