الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبة الجمعة من الجامع الأزهر. رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد ولا صحة لكونها رؤية منامية.. إبراهيم الهدهد: المراء والجدل لا يكون إلا في المعجزة الربانية.. فيديو

خطبة الجمعة من الجامع
خطبة الجمعة من الجامع الأزهر

الدكتور ابراهيم الهدهد يلقي خطبة الجمعة من الجامع الأزهر

العقل لا يتعامل مع النص الوارد بعد لفظ "سبحانه" في القرآن الكريم

رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد ولا صحة لكونها رؤيا منامية

المراء والجدل لا يكون إلا في المعجزة وليس في الأمور العادية

 

نقل التليفزيون المصري، والإذاعة المصرية، شعائر صلاة وخطبة الجمعة اليوم، من رحاب الجامع الأزهر الشريف، ويتلو القارئ الشيخ محمدي بحيري عبدالفتاح آيات من الذكر والحكيم.

واجتمع أئمة ومنابر وزارة الأوقاف، اليوم الجمعة، حول موضوع الخطبة الموحدة التي عنونتها الوزارة اليوم بالتزامن مع ذكرى الإسراء المعراج، تحت عنوان "الإسراء والمعراج وفرضية الصلاة".

وشددت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.

 

وألقى خطبة الجمعة اليوم، من رحاب الجامع الأزهر الشريف، الدكتور إبراهيم الهدهد، من علماء الأزهر الشريف، متحدثا عن رحلة الإسراء والمعراج.


قال الدكتور إبراهيم الهدهد، من علماء الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم عودنا في تنزيله أنه إذا قال سبحانه فقد ارتفع نظر العقل وتنحى، لأن ما يأتي من بعد سبحانه أمر يدعو إلى العجب لأنه يخرج عن دائرة العقل.


وأضاف إبراهيم الهدهد، خلال خطبة الجمعة، من رحاب الجامع الأزهر الشريف، أن الله تعالى أعلمنا من مفتتح سورة الإسراء في قوله تعالى  {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى} أنه يحدثنا عن معجزة فعلى العقل أن يتنحى جانبا لأن العقل تعود في الحياة، أن ينظر إلى العادات وإلى الأسباب التي تنشئ العادات.

وتابع إبراهيم الهدهد: فقد اعتاد العقل في نظره ما رآه في وجود الله من حوله، من الربط من الأسباب ومسبباتها وأن كل نتيجة لها سبب، فلا يستطيع العقل أن يدخل هذا المدخل، ولذا قال العلماء عن المعجزة، أن المعجزة أمر خارق للعادة يجريه الله على يد مدعي النبوة.

كما تعامل العلماء مع الكرامة، كما تعاملوا مع المعجزة، فجعلوا الكرامة أمرا خارقا للعادة، ومن هنا إذا تدخل العقل في مثل هذه المواضع ارتكب مراكب الشطط وغلا ورفض.

وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، من علماء الأزهر الشريف، إن قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى} يرد على أن معجزة الإسراء والمعراج كانت رؤية منامية، فهذا ليس صحيحا.

وأضاف إبراهيم الهدهد، خلال خطبة الجمعة، من رحاب الجامع الأزهر الشريف،  أن الكلام ليس صحيحا لأن الإسراء كان بعبده والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، ولو قال ربنا "سبحان الذي أسرى بروحه" لكان لذلك القول مدخل.

وذكر خطيب الجامع الأزهر، أن هذا لا يتعارض مع قوله تعالى داخل سورة الإسراء  (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) لأن الذين قالوا إن الإسراء كان رؤية منامية، إنما اعتمدوا على هذه الآية واعتمدوا على بعض روايات أخرى، وذلك بناءا منهم على أن الرؤيا بالألف المقصورة، تكون بالرؤيا المنامية، أما  الرؤية البصرية فتكون في الرؤية الحياتية.

ورد عليهم خطيب الأزهر في قولهم هذا قائلا "كان عليكم أن تراجعوا أهل العلم فإن اللغة العربية كما تستخدم رأى في البصر، تستخدمها في المنام، غير أن هذا تعبير أغلبي.

ويؤيد هذا أيضا أن الحق سبحانه وتعالى حينما حدثنا عن الإسراء في سورة النجم قال "مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى" والبصر من أدوات الجسد وليس من أدوات الروح، وقال أيضا "أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ" أي أفتجادلونه فيما رأى ومعلوم أن الرؤى المنامية، حتى من الناس غير المعصومين لايجري فيها مراء ولا جدل، وإنما المراء والجدل فيما يكون معجزة.

وأكد أنه بعد كل هذا ما سبق، فالمسلمون وعموم الامة، على أن الإسراء معجزة وأنها حدثت لسيدنا رسول الله تكريما له وفيها إشارات ومعجزات كثيرات وبيان لمقدار سيدنا رسول الله عند ربه، ليتبصر الخلق مقامه فهو أشرف الأنبياء لذا أمهم هناك في المسجد الأقصى، فكيف نرد كلاما جاء فيه أكثر من 30 حديثا صحيحا في كتب الصحاح وغيرها.