الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكوميديان الفيلسوف| محمد عوض صار نجما بـ 7 جنيهات.. وتدهورت حالته بسبب عادل إمام وسعيد صالح

محمد عوض
محمد عوض

تحل اليوم الأحد 27 فبراير، ذكرى رحيل الفنان محمد عوض، الذي ولد في 12 يونيو عام 1932، وغيبه الموت في مثل هذا اليوم عام 1997، بعد صراع طويل مع المرض استمر لأكثر من سبع سنوات حتى وافته المنية، عن عمر يناهز الـ 65 عاما. 

نشأة محمد عوض 

ولد محمد عوض في 12 يونيو 1932، في حي العباسية بالقاهرة، وحصل على ليسانس آداب جامعة عين شمس عام 1957 وعلى دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1962، واشتهر بثلاثيته مع الفنانين حسن يوسف ويوسف فخر الدين، واشتهر بتقديم الأدوار الكوميدية في فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.

التحق محمد عوض بكلية الآداب قسم فلسفة جامعة عين شمس، وأثناء دراسته بدأ يمارس التمثيل على خشبة مسرح الجامعة ما جعل نجمه يسطع ويحصل على كثير من الميداليات الذهبية، هنا أدرك أنه لابد من صقل الموهبة بالدراسة وبالفعل التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه. تأثر بمدرسة الريحاني في الكوميديا الجادة الهادفة (كوميديا الموقف) ما جعله يعد أعمالا على نفس النهج الريحاني.

محمد عوض يداعب ابنه

بداية محمد عوض 

بداية الفن فى قلب "عوض" على أرض الواقع على مسرح جامعة "عين شمس" التى التحق بها وأدخلته إلى بداياته فى المسرح الكوميدى الأول "مسرح الريحانى" الذى أدى به أدوارا ثانوية فى البداية بمصر والعالم العربى ثم سرعان ما تدرج حينما تعرض الفنان "عادل خيرى" بطل الفرقة وقتها لوعكة صحية، ورشحت الفنانة مارى منيب "عوض" للعب أدوار "خيرى" ليخطو بقدمه سلم النجومية والكوميديا.

وانضم "عوض" إلى فرقة "ساعة لقلبك" مع الفنان "فؤاد المهندس" واستمر فى تقديم الأعمال فيها لحين افتتاح مسارح التليفزيون التى انتقل إليها كل نجوم الفرقة فى أوائل الستينيات.

كان بين "محمد عوض" وصديقه وجاره الفنان الراحل "فؤاد المهندس"، صداقة قوية وتعاون فنى فكونا "فرقة الكوميديا المصرية" وقاما بإيجار "مسرح الزمالك" موسما لمحمد عوض، وموسما لفؤاد المهندس، على مدار 20 عاما.

وتميز "عوض" بإطلاق الإفيهات الكوميدية فى أفلامه والتى لايزال جمهوره يتذكرها حتى الآن.

محمد عوض

أول راتب تقاضاه 

وفي بيان صحفي سابق، قال ابنه، المخرج عادل عوض، إن والده محمد عوض تم تعيينه في فرقة الريحاني بمبلغ 7 جنيهات شهريًا، وهو ما ساعده إلى جانب الوظيفة في الإنفاق على شقيقاته، وتبنته الفنانة ماري منيب، ومنحته جزءًا من دولابها لأنه لم يكن له غرفة يغير فيها ملابسه، وكان يقوم بأدوار صغيرة، حتى أصبح نجما كبيرا.

أما عن المثل الأعلى لـ محمد عوض، فقال ابنه (عادل)، إن الفنان نجيب الريحاني كان المثل الأعلى لوالده، حيث كان يذهب (عوض الأب) إلى باب مسرح الريحاني ليراه يركب الحنطور ويظل يمشي إلى جواره حتى يصل الريحاني إلى بيته.

وعن بداية نجوميته، قال عادل عوض: «مسرحية "جولفدان هانم" التي عرضها عليه الفنان عبد المنعم مدبولي، وحققت نجاحًا مذهلًا، ولأول مرة في تاريخ مسرح التليفزيون الذي تعرض فيه المسرحية ثلاثة أيام، ويتم تصويرها في اليوم الرابع، وامتدت هذه المسرحية لمدة شهر، والنقلة الكبرى في حياة أبي كانت بمسرحية "نمرة 2 يكسب"، التي لعب فيها 4 أدوار، وحققت نجاحًا غير مسبوق، وأصبحت أيقونة المسرح في الستينيات بما حققته من دخل وإيرادات، وبعدها تألق في عدد من المسرحيات، منها مسرحية "العبيط"، وحقق نجاحات غير مسبوقة في أعداد المتفرجين».

لقب محمد عوض

وقال المخرج عادل عوض، في تصريحات صحفية سابقة، إن والده (محمد عوض)، كان يعشق التمثيل منذ الصغر، مشيرًا إلى أنه شارك في فرق التمثيل المدرسية، حتى التحق بكلية الآداب قسم فلسفة، وحصل على المركز الثاني في مسابقة «القطر»، فلقب بعد ذلك بالكوميديان الفيلسوف. 

وأوضح عادل عوض، أن والده من شدة عشقه للفلسفة كان يكتب على حوائط المنزل عبارات فلسفية ومقولات لأفلاطون وأرسطو، وأنه من خلال مدرسه أنيس منصور تولى إنشاء فرقته المسرحية، وحقق معها تفوقًا كبيرًا، حيث كان يستعين ببطلات فرقة الريحاني للمشاركة في المسرحيات التي تقدمها الفرقة، ومنهن ماري منيب، وزوزو وميمي شكيب، وحصل على العديد من الميداليات والجوائز خلال هذه الفترة، وتعرف خلالها على جيرانه الفنانين الذين سبقوه في النجومية، ومنهم توفيق الدقن وعبدالمنعم مدبولي.

وبخصوص أول من تبنى موهبة محمد عوض الفنية، قال عادل عوض، إنه الفنان بديع خيري، وخاصةً بعدما شاهد موهبته ووجده يحفظ كل أدوار الريحاني، وفى أحد الأيام غاب عادل خيرى، بطل الفرقة، بسبب مرضه، فقام محمد عوض بدور البطولة، وتألق، وتكرر هذا مع تكرار غياب الفنان عادل خيري.

قصة وفاة محمد عوض 

وفي الثمانينيات، انحسرت الأضواء عن الفنان محمد عوض، لظهور موجة جديدة من الكوميديا يتزعمها عادل إمام وسعيد صالح وتفشل فرقته المسرحية التي كونها بصعوبة وتلاحقه الخسارات المالية، ما أدى ذلك إلى تدهور حالته الصحية والنفسية حتي كانت فترة التسعينيات التي قدم خلالها فيلمين فقط ومسرحية واحدة، ويسقط عوض جثة هامدة بعد أن افترسه المرض الخبيث إثر معاناة دامت 7 سنوات دخل خلالها المستشفى أكثر من مرة ليرحل يوم 27 من فبراير عام 1997 عن عمر ناهز 65 عاما.