EN
اعتبرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، أن المرحلة الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية أربكت التوقعات، فيما تدخل ”مرحلة جديدة“ لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
وقالت الصحيفة في تقرير إخباري، نشرته يوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني ”بعد سنوات من تجنب المواجهات المباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فرضت دول غربية عدة، عقوبات اقتصادية مدمرة بشكل مباشر ضد موسكو وحلفائها، بينما تقوم علانية بدعم أوكرانيا بالسلاح“.
وأضافت ”ولكن بعد مرور 6 أيام على القتال، فإنه لا توجد مؤشرات على أن الصراع سينتهي قريبا. وبدلا من ذلك، فإن الصراع يبدو أنه يدخل مرحلة جديدة، بشكل لا يمكن تصوره، وأخطر كثيرا من ذي قبل“.
وتابعت ”تصاعد القتال في أوكرانيا، ولا تهدأ حدته، في الوقت الذي وصلت فيه اللهجة بين الغرب وروسيا إلى مستويات عدوانية غير مسبوقة منذ الحرب الباردة“.
وأشارت إلى أنه ”رغم جولة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا أمس الإثنين، للمرة الأولى، فإنه لا توجد أي مؤشرات على تراجع دائرة التصعيد“.
ذخائر عنقودية
وأوضحت أنه ”وسط ضغوط عالمية غير مسبوقة، ضاعف بوتين من موقفه الدفاعي الذي يضع روسيا في مواجهة أي شخص آخر في العالم، وصعّد مستويات العنف في شرق أوكرانيا، حيث يشتبه في قصفه لمدينة خاركيف بالذخائر العنقودية، بينما وضع الترسانة النووية الروسية في حالة تأهب قصوى“.
وبينت ”ولكن من هو الطرف المحاصر الآن؟ على مدار قرون، كانت روسيا هي المعتدية المغرورة في المنطقة، المهيمنة على جيرانها بحسابات الحجم والطموح، وفي خطاباته وتعليقاته قبل غزو أوكرانيا، رفض بوتين الاعتراف باستقلال وسيادة أوكرانيا، واعتبرها جزءا لا يتجزأ من تاريخ روسيا وثقافتها“.
وتقول ”واشنطن بوست“: ”رغم أنه على الورق فقط، يبدو الفارق هائلا بين القدرات العسكرية للجيش الروسي مقارنة بنظيره الأوكراني، فإن المحاولة الأولية من جانب موسكو لغزو جارتها الصغرى، تعثرت، وتعرضت القوات المسلحة الروسية لإهانة، في ظل فشلها في فرض سيطرتها الجوية الكاملة على أوكرانيا، ومواجهة مشكلات لوجستية كبيرة، أدت إلى انقطاع الوقود عن الدبابات الروسية“.
كيف ستكون النهاية؟
ونقلت الصحيفة عن جون سبنسر، الخبير العسكري الأمريكي المخضرم في معهد دراسات الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، قوله ”تظهر روسيا للعالم أنها ليست قوية كما كنّا نعتقد“.
وتساءلت ”واشنطن بوست“: ”لكن كيف سينتهي ذلك؟ فقد وضع بوتين يوم الأحد قواته النووية في حالة تأهب قصوى، وقال إن القرار جاء نتيجة تصريحات عدوانية، وعقوبات من قبل الغرب، وقال خبراء إن الكرملين لم يصدر بيانا مشابها منذ عام 1991 على الأقل“.
وقالت ”القليل فقط هم الذين يعتقدون أننا على أعتاب صراع نووي مباشر، ولكن حتى الاحتمال الضئيل في أن تتمكن روسيا من استخدام سلاح نووي تكتيكي ضد أوكرانيا، أزعج بعض المحللين“.
ونقلت عن خبيرة منع الانتشار النووي، فرانشيسكا جيوفانيني، قولها إن ”استخدام سلاح نووي تكتيكي واحد أو أكثر، سيكون محاولة لا يمكن تفويتها من قبل بوتين لكسر وحدة الغرب، واختبار مدى قوة دول الناتو“.
وأمر الرئيس الروسي، الأحد الماضي، القيادة العسكرية، بوضع قوات الردع الروسية، التي تشمل أسلحة نووية، في حالة تأهب قصوى، بعد ما وصفه بـ“التصريحات العدوانية“ لقادة دول حلف شمال الأطلسي، والعقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على موسكو.
