الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: من الجهل ترك العمل بالأسباب بدعوى التوكل على الله

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه من الجهل التوكل على الله سبحانه وتعالى دون العمل بالأسباب.

لا ينافي التوكل على الله

وأوضح «غزاوي» خلال خطبة الجمعة الأولى من شعبان اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله، وأنه من الجهل ترك العمل بالأسباب بدعوى التوكل على الله، منوهًا بأنه من الجهل أيضًا الاعتماد على الأسباب بالكلية والغفلة عن التوكل على الله وكلا الحالين مذموم.

وأضاف أن الصحيح أن يجمع العبد بين العمل بالأسباب وبين التوكل على الله تعالى، مدللاً بما ورد أنه لما سأل رجل لنبي صلى الله عليه وسلم: “أُرسل ناقتي وأتوكل”، بمعنى أي الفعلين يوافق التوكل، ربط الناقة أو تركها على حالها ثم السعي لأحواله.

وتابع: حتى يستبين له ماذا يعمل، فكان لابد من توجيهه التوجيه الأمثل وعندئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اعقلها وتوكل”.

 وكانت خطبة الجمعة الماضية، منصة للحديث عن شعبان، حيث قال الشيخ عبدالله الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الأيام مطايا تأخذنا من حال إلى حال، وتباعدنا من دار الممر إلى دار المستقر والسعيد من أخذ من دنياه لآخرته، وبعد أيام قليلة إن شاء الله سيهل علينا شهر شعبان، أسأل الله أن يبلغنا ويبارك لنا فيه

عن صيام شعبان

وأضاف «الجهني» خلال خطبة الجمعة الأخير من رجب من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه قد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما، يصوم في شعبان ما لا يصوم في غيره من الشهور، وذلك أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، فكان عليه الصلاة والسلام يحب أن يرفع عمله وهو صائم، كما كان عليه الصلاة والسلام يواظب على صيام الاثنين والخميس لذات السبب.

ونبه إلى أن العلماء "رحمهم الله" تحدثوا كثيراً عن فضل شعبان والصوم فيه، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي "رحمه الله": إن صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط .

شعبان كالمقدمة لرمضان

وأردف : وكما أن شعبان كان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، وكان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرؤها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان، وكان يقال شهر شعبان شهر القراء، حيث كان حبيب بن أبي ثابت "رحمه الله" إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء.

وأوصى مَن كان عليه قضاء صوم من رمضان الماضي، فليُبادر إلى قضائه قبلَ أنْ يَدخلَ عليه شهرُ رمضانَ ، فقد صحَّ عن عائشةَ ــ رضي الله عنها ــ أنَّها قالت: ((كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ))، وأمَّا مَن فرَّطَ فأخَّرَ القضاءَ بعد تَمكُنِّه مِنه حتى دَخل عليه رمضانَ آخَر: فإنَّه آثمٌ، وعليه مع القضاءِ فِديةٌ وكفارة، وهي إطعامُ مسكينٍ عن كلِّ يومٍ أخَّرَه، وبهذا قال أكثرُ الفقهاءِ، وصحَّت به الفتوى عن جمعٍ مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا.