الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من دمشق إلى كييف.. هل تتحول أوكرانيا إلى أرض خصبة للمرتزقة؟

من دمشق إلى كييف..
من دمشق إلى كييف.. هل تتحول أوكرانيا إلى أرض خصبة للمرتزقة؟

مع تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ودخول العملية العسكرية الروسية أسبوعها الثاني، تكثر التحذيرات من نقل المرتزقة الأجانب للقتال في أوكرانيا، ومخاوف من أن تواجه هذه الدولة مصير بلدان أخرى في الشرق الأوسط مثل ليبيا وسوريا وغيرها.

تجنيد مرتزقة سوريين

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن روسيا تجند مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات بالمدن، للقتال في أوكرانيا.

وقال 4 مسؤولين للصحيفة الأمريكية إن موسكو التي بدأت غزو أوكرانيا في 24 فبراير، تواجه مقاومة لم تكن تتوقعها، وباشرت في الأيام الأخيرة تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية.

وذكر مسؤول للصحيفة أن بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا، وهم يستعدون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

مقاتلين أجانب

ينتشر في أوكرانيا مقاتلين أجانب من الشيشان، حيث نشر زعيم الشيشان القوي رمضان قديروف، مقاطع فيديو لمقاتلين شيشانيين في أوكرانيا، وقال إن بعضهم قتلوا في المعارك.

على جانب آخر، سافر عشرات آلاف المتطوعين إلى أوكرانيا للانضمام إلى قواتها، وفقا لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.

وقال كوليبا "بلغ عددهم حالياً حوالي 20 ألفاً وهم يتحدرون بشكل أساسي من دول أوروبية".

واعتبر أن "الكثير من الأشخاص يكرهون روسيا" منذ سنوات، لكنهم لم يجرؤوا على معارضتها، مضيفا "عندما شاهد الناس أن الأوكرانيين يقاتلون وأنهم لم يستسلموا، اندفعوا إلى الالتحاق بالقتال".

فيما حذرت الخارجية الروسية من أن إرسال مرتزقة إلى أوكرانيا سيؤدي لحدوث تطور كارثي يشمل دول الناتو، بينما سمحت دول مثل الدنمارك وبريطانيا لمواطنيها بالمشاركة في الحرب.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن في أواخر فبراير تشكيل "فرقة دولية" من المتطوعين للمساعدة في صد الهجوم الروسي، داعيا الأجانب الراغبين في الالتحاق بالمعركة، للتواصل مع سفارات أوكرانيا في بلدانهم.

اتهامات روسية لأمريكا

حذرت روسيا من أن الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بتدريب عدد من إرهابيي تنظيم داعش في سوريا، ومن المخطط استخدامهم في القتال في دونباس شرق أوكرانيا.

كما أفادت وسائل إعلام روسية، بأن الفصائل الموالية لتركيا في سوريا، افتتحت مكاتب خاصة لتجنيد مسلحين وإرسالهم إلى أوكرانيا، تزامنا مع تدريب الجيش الأمريكي لمجموعة من المسلحين في سوريا، للغرض ذاته.

وقالت مصادر لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن الفصائل الخاضعة للجيش التركي، افتتحت في مناطق سيطرتها بأرياف محافظات حلب والرقة والحسكة شمالي وشمالي شرقي سوريا، مكاتب مخصصة لاستقطاب المسلحين الراغبين بالانتقال للقتال في أوكرانيا كمرتزقة ضد القوات الروسية.

وأشارت إلى أن ذلك مقابل رواتب مالية كبيرة على غرار المرتزقة السوريين الذين تم إرسالهم إلى ليبيا وأذربيجان.

وذكرت المصادر أن الفصائل شرعت بافتتاح مكاتب يشرف عليها قياديين فيها، بمدن عفرين وإعزاز وجرابلس والراعي بريف حلب وتل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة، تمهيدا لاستقبال طلبات المسلحين الراغبين بالقتال في أوكرانيا.

وأوضحت أن ذلك مقابل رواتب شهرية ضخمة تبلغ (5000 يورو) تقدمها دول (الناتو) كبدلات للانتقال إلى جبهات أوكرانيا، أسوة بالإعلانات المماثلة في دول كالتشيك وبولندا واليابان والسنغال وغيرها.

وأشارت الوكالة الروسية إلى تجهيز دفعة أولى من المسلحين الراغبين بالقتال في أوكرانيا، على أن تقل الدفعة عن 500 مسلح، يتم نقلهم إلى أوكرانيا عند الحاجة.

بينما أشارت الاستخبارات الروسية، إلى أن الولايات المتحدة قامت "في نهاية عام 2021 بتحرير عشرات الإرهابيين التابعين لتنظيم "داعش" من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة".

وأضافت في بيان "تم إرسال هؤلاء الأشخاص إلى قاعدة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، حيث خضعوا لتدريب خاص على أساليب القيام بأعمال التخريب والإرهاب، مع التركيز على منطقة دونباس".

وأشارت روسيا إلى أن الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقيادة العمليات الخاصة التابعة للقوات المسلحة الأمريكية تواصلان تشكيل "وحدات داعشية جديدة" في الشرق الأوسط والدول الأفريقية، ومن المقرر أن يتم نقلهم للمشاركة في أنشطة التخريب والإرهاب في أوكرانيا عبر أراضي بولندا.

وفي 24 فبراير الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إطلاق عملية عسكرية خاصة في دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا، لافتا إلى أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية.

وحذر بوتين من أن موسكو سترد، فورا، على أي محاولة من الخارج لعرقلة العملية العسكرية، وسوف يؤدي ذلك الرد إلى نتائج لم تواجه أبدا في تاريخ أولئك الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الأحداث الجارية.