الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماريوبول الأوكرانية.. لماذا تصر روسيا على ضم المدينة الساحلية.. تأمين ممر بري من دونباس لـ القرم الأبرز.. ودعاية مهمة ونصر كبير لـ الكرملين بسحق النازية

الحرب الروسية على
الحرب الروسية على أوكرانيا

منذ 4 أسابيع، سقطت مدينة ماريوبول الأوكرانية تحت حصار القوات الروسية وقصفها في الحرب الدائرة، ليصبح أكثر من 100 ألف شخص محاصرين بالمدينة، التي لا تزال تتعرض للغارات التي لا هوادة فيها.

وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، تقول السلطات المحلية إن 80% من البنية التحتية لماريوبول قد دمرت، وبعضها غير قابل للإصلاح، كما أصبحت المدينة بلا ماء وكهرباء وتدفئة ومن المستحيل إحصاء عدد القتلى جراء القصف الروسي.

ورفضت أوكرانيا أمس الإثنين، مطالب موسكو بتسليم مدينة ماريوبول الساحلية ولتي تتميز بأهمية استراتيجية، في وقت تتواصل القوات الروسية هجماتها بهدف إجبار المدينة على الانصياع.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه “لم يبق شيء” في مدينة ماريوبول بعد أسابيع من القصف الروسي.

وأضاف زيلينسكي متحدثًا عن ماريوبول التي يبلغ عدد سكانها، 400 ألف نسمة، في خطاب بالفيديو إلى البرلمان الإيطالي “لم يتبق شيء هناك، فقط أنقاض”.

تأمين ممر بري

وفي حال سقوط ماريوبول وسيطرة القوات الروسية عليها، فستتلقى أوكرانيا ضربة اقتصادية كبيرة، وقال أندري يانيتسكي، رئيس مركز التميز في الصحافة الاقتصادية بكلية كييف للاقتصاد "تتمتع ماريوبول بأهمية عملية ورمزية بالنسبة لروسيا".

وأضاف أن "ماريوبول مدينة ساحلية كبيرة وقاعدة للقوات المسلحة الأوكرانية.. لذا إذا أراد الروس أن يكون لديهم ممر بري من دونباس إلى شبه جزيرة القرم، فإنهم بحاجة للسيطرة عليها".

ومنذ عام 2014، تم فصل ماريوبول عن المناطق الانفصالية التي تسيطر عليها روسيا في دونباس، بأقل من 30 كيلومترًا.

مركز معدني وتجاري

تعد ماريوبول مركزا معدنيا لأعمال الحديد والصلب وتصنيع الآلات الثقيلة وإصلاح السفن، وتقع أكبر مصانع الصلب في أوكرانيا في ماريوبول، ومن ضمنهم مصنع "آزوفستال" الذي أصيب بأضرار بالغة جراء القصف الروسي هذا الأسبوع.

وقال يانيتسكي إن الجيش الروسي لا يستهدف البنية التحتية المدنية فحسب، بل البنية الاقتصادية أيضًا، بهدف إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر.

وتعتبر ماريوبول أيضًا موطنًا لأكبر ميناء تجاري في بحر آزوف الذي تصدر أوكرانيا منه الحبوب والحديد والصلب والآلات الثقيلة. وفي عام 2021، كانت الوجهات الرئيسية للصادرات الأوكرانية من ميناء ماريوبول هي دول أوروبا والشرق الأوسط مثل إيطاليا ولبنان وتركيا.

وعانى الميناء بعد بدء الحرب الروسية في 24 فبراير الماضي، إذ فقد حركة البضائع العابرة من الأسواق السابقة، بما في ذلك روسيا.

الرمزية والدعاية

قال يانيتسكي إن هناك أيضًا أهمية رمزية للمدينة الأوكرانية.. ففي عام 2014، صمدت ماريوبول، ثاني أكبر مدينة في منطقة دونيتسك، في مواجهة احتلال قصير من قبل القوات الموالية لروسيا.

وبعد أن فقدت أوكرانيا السيطرة على العاصمة الإقليمية دونيتسك، استضافت ماريوبول أكبر عدد من النازحين داخليًا من الأجزاء المحتلة من دونباس أي أكثر من 96000 شخص اعتبارًا من عام 2019.

ولا تقع ماريوبول في المنطقة التي تطالب باستقلالها جمهورية دونيتسك الشعبية، وهي منطقة اعترفت بها روسيا قبل غزو موسكو لأوكرانيا، ولكنها أيضًا جزء من رؤية الكرملين لـ"نوفوروسيا" وهي - منطقة تمتد عبر شرق وجنوب أوكرانيا على طول ساحل البحر الأسود الذي يعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أراضي روسية تاريخية".

كما سيكون الاستيلاء على ماريوبول أيضًا بمثابة فوز كبير لدعاية الكرملين، التي تصور أوكرانيا على أنها محكومة من قبل النازيين، لافتة إلى أن هذه الحرب ما هي إلا "اجتثاث للنازية".