الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة المناخ ومصر الجديدة

محمد مندور
محمد مندور

لا شك أن ما تخطو إليه مصر بكل سياساتها ومشروعاتها والنهج الرئاسي يؤكد أننا في الطريق الصحيح لبناء مصر جديدة مغايرة عما كانت عليه في العقود الماضية.

تحركات مصر في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة تعكس الرؤية الشاملة للقيادة السياسية التي تؤكد دوما أن النوايا وحدها في بناء الدول لا تكفي ولا تحقق شيئا، كما أن البناء يتطلب ذكاءً في التسويق له أمام العالم. 

ولعل سرعة جهود مصر في الاستعداد لقمة المناخ (COP 27) المقرر أن تستضيفها شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، تعكس ذكاء السياسة المصرية، خاصة مع التوجه باستغلال مثل تلك الفعاليات ذات الطابع الدولي في إظهار مصر الجديدة في أبهى صورها بمشروعاتها وأفكارها وما تملكه من عقول مصرية، وأيضا استعراض جميع الجهود التي تجريها الدولة المصرية في مواجهة التغيرات المناخية واستخدام الطاقة النظيفة.

من المقرر أن يحضر قمة المناخ cop27 نحو 120 رئيس دولة و1500 وزير، ومتوقع أيضا أن يشارك فيها أكثر من 40 ألف مشارك، لذا لا يمكن أن تدع مصر مثل هذه الفرصة لترسيخ صورتها الذهنية الجديدة في عيون العالم.

فما يجري تحقيقه على أرض مصر في مجال استخدام الطاقة النظيفة مثل مشروعات النقل والمونوريل والقطار الكهربائي والأتوبيس التبادلى الذى يعمل بالطاقة الكهربائية، وأيضا مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة مثل مشروع محطة بنبان بمحافظة أسوان، والتى تعد أكبر محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية فى العالم، كل هذا يستحق أن يشار إليه بالبنان خلال مؤتمر المناخ ليرى العالم كيف يصنع المصريون مجدهم لبناء مصر الجديدة.

الدولة التي نصبو إليها لم تغفل ضمن سياساتها التغيرات المناخية وآثارها والتلوث البيئي وأبعاده وتداعياته، فقد اتخذت مصر عدة خطوات لتلافي الآثار السلبية والتداعيات المتوقعة، ومنها مواجهة ظاهرة تآكل الشواطئ، واتخاذ إجراءات وتدابير لمواجهة تغير المناخ، وإعداد استراتيجية وطنية لمواجهة التغيرات المناخية، بل وتشكيل مجلس وطني للتغيرات المناخية، وربط هذه القضية بخطط التنمية، فضلا عن الجهود التي تعمل عليها مصر لدفع العالم نحو خفض الانبعاثات الكربونية.

لكن نجاح الجهود المصرية لا شك يحتاج وبقوة إلى إسهام المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية ومؤسسات التنمية ووكالات الأمم المتحدة، فالنجاح الحقيقي لقمة المناخ يستدعي الربط بين جهود الحكومات من جانب وبين جهود الأطراف غير الحكومية المختلفة سواء القطاع الخاص ومؤسسات التمويل ومراكز الأبحاث والمنظمات غير الحكومية وغيرها من جانب آخر، فنجاح الجهود للتعامل مع قضية تغير المناخ يقتضي إسهامًا من جميع أصحاب المصلحة لتخرج قمة المناخ COP 27 بحلول عملية.