الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف نتقرب إلى الله بالعبادات الذاتية في شهر رمضان؟ علي جمعة يجيب

صلاة التراويح
صلاة التراويح

كيف نتقرب إلى الله بالعبادات الذاتية في شهر رمضان؟ .. سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والمفتي السابق، خلال برنامج "من مصر"، المذاع عبر فضائية cbc.

كيف نتقرب إلى الله بالعبادات الذاتية في شهر رمضان؟

وقال جمعة، إن العبادات الذاتية كالصلاة والصيام والذكر وقيام الليل وغيرها مستحبة الإكثار منها خلال شهر رمضان، لافتاً إلى أن قيام الليل أوله ركعتين وقد يجمع على عشرين ركعة لفعل الخليفة الثاني عمر الذي جمع الناس على عشرين ركعة.

وشدد على أن الإكثار من العبادة ليس ببدعة، وأن المساجد في رمضان تقسم التراويح على قسمين أقلها ثماني ركعات ثم تترك الفرصة لمن رغب في المغادرة وتكمل إلى عشرين ركعة، لافتاً إلى أن صلاة التهجد جاءت نتيجة للمنافسة بين أهل مكة والمدينة خاصة وأن أهل مكة كان لهم فضل الطواف ولم يكن لغيرهم هذه الميزة فلجأ أهل المدينة إلى التهجد.

 

ما الأعضاء السبعة؟

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء ، إن رسول الله ﷺ علمنا حفظ الأعضاء السبعة، ما الأعضاء السبعة؟ وما وظائفها؟ وما الذي أمر به سيدنا ﷺ في شأنها؟ وكيف حوّلها المسلمون إلى برنامجٍ عمليٍ للتكليف والتشريف؟ يشير الإمام أبو حامدٍ الغزالي رضي الله تعالى عنه في كتابه الماتع «إحياء علوم الدين» إلى هذه الأعضاء السبعة فيتكلم عن : العينين، وعن الأذنين، وعن اللسان، وعن اليدين، وعن القدمين، وعن البطن، وعن الفرج، وهذه في الأعضاء السبعة لها برنامج تركه لنا سيدنا ﷺ في حفظها عن المنكرات، وفي اشتغالها بالطاعات، وفي البعد بها عن الآفات، وفي تهيئتها لتنزل الرحمات.

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: الأعضاء السبعة أولها: العينان، فقد أمرنا سبحانه وتعالى في كتابه، وبيّن لنا رسوله ﷺ وظائف العينين، تركًا وفعلًا، أمرًا ونهيًا، ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ ، ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾ ، نهانا عن النظر إلى العورات، وسماها عورة، وأهل الدنيا يسمونها فتنة، يسمونها جمالًا، وهذا أمرٌ ليس بفاتن إلا أن تكون فتنةً تؤدي إلى النار، وإلى غضب الله، أمرنا بغض البصر عن العورات، وجعل عورة المرأة كل جسدها إلا الوجه والكفين، وفي حديث أسماء عند أبي داود في سننه يقول: «يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض لا يبدو منها إلا هذا وهذان وأشار إلى وجهه الشريف وإلى كفيه»، وجعل كشف الوجه في الإحرام فرضًا على المرأة تذبح فيه دمًا إن غطت وجهها وسترته، وعورة الرجل من السرة إلى الركبة، وأمرنا رسول الله ﷺ ألا ننظر إلى العورات، وقال: «أيُّما رجل غض بصره عن محرم إلا أوجد الله له في قلبه لذة» يعني بهذا الغض يشعر بلذةٍ في قلبه؛ لأنه أمر نفسه بالمعروف، ونهاها عن المنكر، وحرمها من هذه الشهوة الدافعة، وكذلك المرأة؛ فالنساء شقائق الرجال في التكليف والتشريف.


وأكمل: أمرنا رسول الله ﷺ ألا ينظر أحدنا من ثقب بابٍ يتجسس على الآخرين ؛فإن فعل فقذفه أحدهم بحصاه ففقأ عينه فلا دية له، أمرنا ألا ينظر أحدنا إلى كتاب أخي إلا بإذنه ، ونهانا عن التجسس والتحسس على الآخرين، وعلمنا أن «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وبيّن لنا «عينان لا تمسهما النار عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله» بالعينين ترشد الضرير والكفيف، ولك بذلك صدقة وأجر، بالعينين تنظر إلى كتاب الله فتتلوه آناء الليل وأطراف النهار لعله سبحانه وتعالى يرضى، بالعينين تتواصل مع الناس فتعلمهم الخير، و«خيركم من تعلم القرآن وعلمه» وضّح لنا ما الذي نفعله، وما الذي نتركه مع النظر، وما الذي يجوز، وما الذي ندرؤه فندرأ به المفاسد مع العينين، وهناك فرق بين عينين لا تمسهما النار، وبين عينين تمسهما النار، والعياذ بالله تعالى.

وتابع: أمرنا أن نأمر بالمعروف، وأن ننهى عن المنكر باللسان، قال ﷺ : «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه»، وأمرنا أن نبتعد عن الكذب، وعن شهادة الزور، وعن الغيبة والنميمة والبهتان، وعن الوقيعة بين الناس، وأمرنا أن نصلح بين المتخاصمَين، أمرنا ألا نفشي أسرارنا للأعداء، أمر ونهى فيما يتعلق باللسان وقال ﷺ : «أمسك عليك هذا» فقال: أويأخذ أحدنا بما يقول يا رسول الله؟ قال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟!» خوّفنا، ورجانا، ورغبنا فقال ﷺ : «رب الكلمة من رضوان الله لا يلقي أحدكم إليها بالا يدخل بها في ربض الجنة، ورب الكلمة من سخط الله لا يعلم أحدكم ما تبلغ تهوي به سبعين خريفًا في جهنم».
بيّن لنا أن من يستمع إلى الكذب، أو إلى المنكر، أو إلى شهادة الزور، أو إلى الغيبة والنميمة والبهتان ولم يتحرك قال: إن «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، ولكن عليك أن تستمع إلى كلام الله، وكلام رسوله، وإلى الحكمة فـ«الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها».


وأوضح: أمر اليدين والرجلين بما لا يخفى عليكم، وقال: «اضمن لي ما بين فخذيك ولحييك أضمن لك الجنة»، وأمرنا بأكل الحلال، وأن المعدة هي بيت الداء، وأن «رُبّ أشعث أغبر يمُد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام، ومأكله ومشربه حرام، وغُذّي بالحرام أنى يستجاب لذلك»، وقال: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء»، علمنا ما الذي نفعل، وما الذي نترك ، برنامجٌ دقيق يومي تعرف ماذا تفعل، تعرف ماذا تدع، تعرف كيف تُهيئ نفسك، حتى تكون محلا لتنزل الأنوار، وحتى يكون قلبك مكانًا لانكشاف الأسرار، وحتى تكون أيها المؤمن وعاءً لتنزل الرحمات الربانية الصمدانية؛ فهلا فعلت، وهلا بدأت؟
ائتمروا فيما بينكم بالمعروف، وانتهوا عن المنكر، وأقرأوا القرآن فإنه النبي المقيم في وسط المسلمين ،واقرأوا سيرة سيدنا ﷺ فقد «كان خلقه القرآن»، و«كان قرآنًا يمشي على الأرض».