الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد اقتحام أولياء الأمور إحدى المدارس.. خبراء: يفسدون حياة أولادهم .. ويطالبون بتفعيل دور مجالس الأمناء والآباء.. وضرورة رفع يد الأهالي عن العملية التعليمية

أولياء الأمور
أولياء الأمور

خبراء تعليم عن واقعة إحدى المدارس الخاصة فى مدينة 6 أكتوبر:

-يفسدون حياة أولادهم التعليمية.

-يجب تفعيل دور مجالس الأمناء والآباء.

-تخصيص درجات لـ”حسن سلوك الطالب” كفيل بضبط إيقاع التربية في التعليم.

 

علماء التربية يوصون دائما بأن يكون أولياء الأمور جزءا من العملية التعليمية، ويؤكدون أن نجاح أى تطوير للمنظومة مرهون بمشاركتهم، لكن ماذا لو أصبح أولياء الأمور عقبة أمام تعليم أبنائهم وزرع قيم الانضباط والاحترام والتفكير النقدى لديهم؟.

قبل أيام، وضعت إحدى المدارس الخاصة فى مدينة 6 أكتوبر مواعيد محددة لبدء اليوم الدراسى، ومن يتأخر من التلاميذ لن يدخل المدرسة، بعض الآباء أوصلوا أبناءهم متأخرين، فوجدوا باب المدرسة الحديدى الضخم مغلقا، فما كان منهم إلا اقتحامه عنوة والدخول موجهين شتائم وسبابا للإدارة، ولولا تدخل الشرطة لوقع ما لا يحمد عقباه. 

وكشف أشرف سلومة، مدير مديرية التربية والتعليم والتعليم الفني في محافظة الجيزة، تفاصيل الواقعة، قائلًا: «الطلاب اعتادوا على التأخير عن مواعيد الحضور الرسمية للمدرسة، لذلك اتخذت المدرسة قرارًا بعدم دخولهم في حال تأخرهم مرة أخرى».

وأضاف “سلومة”، أن أولياء أمور الطلاب اقتحموا المدرسة بعد أن مُنع الطلاب من الدخول، وهذا مخالف تمامًا لقواعد العملية التعليمية، مؤكدًا أن المدرسة منعت دخول الطلاب لتأخرهم عن المواعيد الرسمية للحضور، وهو ما يؤثر على الطلاب المنضبطين في عمليات الشرح والأنشطة.

وتعليقا على هذا التصرف، قال الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، إن أولياء الامور في اعتقادهم أنهم طالما يدفعون أموالا، فإنه يحق لأولادهم التعلم كما يريدون، وبالطريقة التى يريدوها. 

وأضاف أن هؤلاء الآباء تعلموا فى مدارس كانت تفرض عقوبات صارمة على التأخير، ونحن كم عانينا من إغلاق الأبواب فى وجوهنا أو الضرب لو تأخرنا دقائق قليلة، لكن لأن التعليم أصبح سلعة، فالزبون على حق دائما.

وأشار الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إلى أهمية دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين فى توعية أولياء الأمور بخطة الوزارة في تطوير التعليم، حيث تتسم تلك المرحلة بكثير من المستجدات الملحوظة وخاصة فى مراحل تطوير التعليم في رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي والصف الأول الثانوي والتعليم الفني.

ودعا الدكتور محمد فتح الله، إلى ضرورة التعلم سريعا من الخبرات الأجنبية ليكون هناك جيل متمكن عنده من الخبرات والمهارات الحياتية حتى يتمكن من الدفع بهذا الوطن إلى التطور في كل المجالات.

وطالب الخبير التربوي، بضرورة أخذ تعهدات على أولياء الأمور بعدم تكرار الواقعة والتزام أبنائهم بالحضور في مواعيد الدراسة.

وشدد الدكتور محمد فتح الله على أهمية دور المدارس في الوقت الحالي من خلال الدعم النفسي للطلبة، وتزويدهم بالمهارات والمعارف والأدوات التي تمكن من توفير بيئة تعلم صحية، مؤكدين أن نجاح العملية التعليمية يتوقف على تعاون ومتابعة المدارس مع أولياء الأمور بعد أن وفرت الجهات المعنية جميع أسباب استمرار التعليم.

ومن جانب اخر علقت الدكتورة سامية خضر، الخبيرة التربوية، وأستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، في الماضي كانت المدارس تعتمد على ولي الأمر لمنع ابنه من ارتكاب تجاوزات تجاه زملائه أو معلميه، لكن تبدل الحال وأصبحت تجاوزات رب الأسرة نفسه عبئا ثقيلا على إدارات المدارس.

أكدت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن بفعل التغيرات المجتمعية التي شهدها المجتمع المصري، تحول أولياء أمور طلاب المدارس من عنصر دعم لإداراتها في ضبط سلوكيات الطلاب والتزامهم الأخلاقي والتعليمي إلى عامل لتكريس الاحتقان، وتشجيع أولادهم على الإساءة لمعلميهم.

وقالت الخبيرة التربوية، إن انتشار ظاهرة العنف بين أولياء الأمور في تعاملهم مع المدرسة، جعل الطالب نفسه يتمرد على المدرسة، وقد يهين المعلم بذريعة أن والده سبقه في نفس الفعل، وهذا ما يثير تخوفات كثيرة من استمرار الوضع الحالي وغياب دور الأسرة التي من المفترض أن تربي أبناءها على احترام الآخر.

وأضافت الدكتورة سامية خضر، أن وزارة التعليم تحاول بشتى الطرق وضع آليات وإجراءات لإعادة هيبة المدرسة من جديد، لكنها غالبا ما تصطدم بوجود عدد من أولياء الأمور الذين يرتكبون أفعالا مؤسفة أمام التلاميذ الصغار، وهو ما يضعف من هيبة المدرسة لديهم والقائمين على إدارتها وخاصة المعلمين، فكيف يتعامل الطالب مع معلم تعدى عليه والده بالسب أمام عينيه؟.

وأشارت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن غياب التعاون بين ولي الأمر والمدرسة في تربية النشء، وحث الأبناء أنفسهم على ارتكاب أفعال عنف، يسهمان في زيادة تدهور التعليم، خاصة أن بعض أولياء الأمور أصبحوا رعاة لهذا العنف، الذي سيؤدي لتخريج جيل من الشباب يرى أنه الوسيلة الوحيدة لاكتساب الحقوق وفرض السيطرة على الآخرين وهو ما يقودة إلى كارثة حقيقية.

وتعتقد "خضر" أن الحل يتمثل في تشكيل مجلس آباء في كل مدرسة تكون مهمته مناقشة المشكلات المتعلقة بالطالب والأسرة مع إدارة المدرسة بعيدا عن العنف، وتوضع عقوبات تصل حد الإبعاد النهائي عن المدرسة في حال ارتكاب أفعال عنف، حتى إذا كان رب الأسرة هو المعتدي.

وأضافت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن تعظيم دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالمدارس، وتواصلهم مع الآباء والأبناء باستمرار وتخصيص درجات كبيرة لـ ”حسن سلوك الطالب” كفيل بضبط إيقاع التربية في المؤسسات التعليمية.

ومن جانبه علق الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، مهما كانت مبررات أولياء الأمور، للقيام بهذه الأعمال سواء تشجيع الأبناء على التأخير أو اختلاق أعذار لهم أو وضعهم فى حضانة بعيدة عن الأفكار المختلفة، فإنهم يفسدون حياة أولادهم فى المستقبل، ويجب يرفع الآباء والأمهات أياديهم عن العملية التعليمية، فمهما كانت ملاحظاتنا على أداء المدرسين والوزارة، لكن لديهم حد أدنى من المعرفة والتخصص والحزم، قد لا تتوافر لكثير من أولياء الأمور.

وشدد أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" على أهمية دور أولياء الأمور خلال مختلف المراحل لاسيما خلال المرحلة الجارية ودور الأسرة في التوعية وتعريف الطلاب بالأوضاع المستجدة ومدى التغيير الحاصل في العالم أجمع.

وتابع الخبير التربوي: أن مسؤولية الأسرة باتت مضاعفة، لأنها تمثل جهة الإشراف المباشرة على الطالب أثناء تلقيه الدروس والمواد العلمية.

ولفت إلى أهمية الاجتماع مع أولياء الأمور بصفة دورية وأن يكون جدول الاجتماعات ثرى بالموضوعات الهامة التى تمس العملية التعليمية، ورفع ثقافتهم ومعرفتهم بالقواعد والالتزام التي تفرضها الوزارة حرصا على الارتفاع بمستوى التعليم بمصر.

وشدد علي أهمية التعاون المثمر بين أولياء الامور والوزارة وذلك لتحقيق الهدف الأول وهو خدمة الوطن والتعليم معاً، مشيرا إلى أن المنتج النهائى للتعليم هو المواطن المصري المتميز في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة.

أولاً؛ تفعيل صفحة المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين على موقع التواصل الاجتماعي لتكون هناك قنوات شرعية للمعلومات.

ثانياً؛ الاجتماع الشهرى بصفة دورية مع الوزارة بهدف الاضطلاع على كل ما هو جديد و توصيل المعلومات الصحيحة لما يستجد بالفعل كل شهر فى المنظومة التعليمية.