الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهلا رمضان

صدى البلد

يهل علينا شهر الخير والكرم، شهر رمضان الكريم الذى ننتظره عاما تلو عام، شهر يرسم لنا في كل عام صورة إيمانية تتجسد فيها المعاني السامية لديننا الحنيف وفى مقدمتها التكافل والتراحم لتحقيق الكفاية في المجتمع والمساهمة في إيجاد واقع أفضل يكفل لغير القادرين تعليماً جيداً ومسكنا لائقاً ورعايةً صحية مناسبة ويعكس المعنى الحقيقي للعدالة الاجتماعية كما أرادها الإسلام الحنيف.

من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زماناً ومكاناً، ففضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل  في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها كالشمس بين الكواكب، واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذى أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى: "شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان"، وهو الشهر الذى فرض الله فيه الصيام، فقال سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".

وهو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، وهو شهر العتق من النار، وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، وهو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى فى شيء من العبادات كما يتجلى فى الصوم، وهو شهر الدعاء، وهو شهر الجود والإحسان؛ وهو شهر فيه ليلة القدر، التى جعل الله العمل فيها خيراً من العمل فى ألف شهر، والمحروم من حُرِم خيرها.

يُعدّ شهر رمضان المبارك أفضل الشهور على الإطلاق، وقد خصّ الله سبحانه وتعالى هذا الشهر بمزايا عديدة، وجعل الأجور فيه مضاعفة، وقذف حبّه فى قلوب العباد، فالمسلمون فى كل بقاع الأرض يبتهجون لقدوم هذا الشهر العظيم، ويتهيّأون لاستقباله بشتّى الوسائل والطرق، ويفرحون بالعيش فى ظلاله، فصيام رمضان ركنٌ من أركان الإسلام، وهو فرض على المسلمين، يسمّى شهر رمضان بشهرِ القرآن؛ ففيه أُنزِل على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يتدارسه مع جبريل عليه السلام فى ليالى رمضان المباركة، ويُطلق عليه أيضًا شهر القيام، لأنّ هذه العبادة تكثُر فيه، فنجد حرصًا كبيرًا من المسلمين على الحفاظ على قيام كلِّ ليلة فى رمضان، رجاءَ كسبِ الأجر العظيم، ونجدهم يتسابقون على الإكثار من الطاعات، والإقبال على الله عزّ وجلّ ، ليُكرمهم الله سبحانه وتعالى بالعتق من النيران، وذلك فى كلِّ ليلة من لياليه.

وتتنوع المظاهر الدينية فى جميع أنحاء العالم فى شهر رمضان، ككثرة الصلاة والاعتكاف بالمساجد وأعمال الخير والبر وكثير من الممارسات الشعبية المبهجة، لكن فى مصر مظاهر احتفالات شهر رمضان مختلفة ولها مذاق خاص، وحضور لافت يبهج النفس ويسرّ العين، وتغلفه أجواء مفعمة بالروحانية؛ تقديرًا لحضور هذا الضيف الذى يرى فيه المصريون ملاذاً وفرصة سانحة للتأمل والتقرب إلى الله بأداء المزيد من الطاعات والعبادات وتوثيق عرى الأرحام، وترسيخ أخلاق التسامح والعفو عما سلف.

ولرمضان فى مصر طابع خاص ابتداءً من تعليق الزينات والأنوار وحمل الأطفال لفانوس رمضان ومدفع الإفطار والمسحراتى وموائد الرحمن، كل هذه المظاهر تجتمع معًا لتشكل لوحة رمضانية جميلة توارثتها الأجيال وبقى أصلها التاريخى لا يعرفه الكثير، والتراث الشعبى يعبر عن الهوية الثقافية التى تميز الشعوب عن بعضها.

خواطر

• تكاد الحرب الروسية الأوكرانية تقترب من أربعين يوما, ولا أحد يعرف بعد وعدا لنهايتها رغم ما كان يبدو من شبه الإجماع حول أنها ستكون حربا خاطفة يمكن أن تنتهى خلال أيام معدودات, ورغم تواصل الجهود والاتصالات بما فيها ما جرى ويجرى على مستوى القمة فليس هناك ما يشير إلى موعد يمكن أن يضع حدا لتصاعد هذه الحرب التى تحار أطرافها المعنية أمام مدى جدوى استمرارها.

• يعرض التليفزيون طوال الأيام الماضية إعلانات عن مسلسل من أعمال شهر رمضان. الإعلان مليء بأبشع مشاهد العنف والإهانة الأخلاقية والجسدية ضد المرأة, وهى مشاهد ينبغي أن تكون مرفوضة من حيث المبدأ,ثم مرفوضة أكثر وهى تذاع فى شهر مارس شهر يوم المرأة العالمي ويوم المرأة المصرية, ويوم عيد الأم, ثم هى مرفوضة أكثر وأكثر أن يرى منتجو المسلسل أن يكون عرضها أنسب دعاية للمسلسل.!

• لا أدرى كيف تترك الحكومة مواطنيها ونحن على أعتاب الشهر الكريم فريسة لتجار كرماء فى الجشع والابتزاز يبيعون ياميش رمضان المخزن من العام الماضى بأضعاف أسعاره دون حسيب أو رقيب؟!