الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاختيار 3.. كيف كانت ترى جماعة الإخوان السلفيين وتتجسس عليهم؟|ثروت الخرباوي يجيب

خيرت الشاطر وحازم
خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو إسماعيل وياسر البرهامي

ظلت جماعة الإخوان الإرهابية طوال مسيرتها الحافلة وتاريخها تقنع المواطنين بأنها الجماعة الدعوية التي تعرف دين الله والتقرب منه وهي من تجمع الفرقاء تحت رايح الإسلام لعمل جماعة دعوية واحدة تؤمن بالاختلاف والتسامح فيما بينهم ، ولكن في واقع الأمر فإن الجماعة لا تعني معنى تجميع الفرقاء ولا ترى سوى قياداتها التي يستقون منهم التعليمات والتحركات والأوامر وهم فقط من لهم السمع والطاعة، إما باقي الحركات والأحزاب والجماعات فهم لا شئ سوي تفاهمات مؤقته تأخذ وقتها ثم تنتهي.

هذه الاستراتيجية للجماعة الإرهابية تم تطبيقها بالفعل مع جماعة السلفيين وحزب النور السلفي، حيث كانت جماعة الإخوان والسلفيين في بادئ الأمر وأثناء ثورة 25 يناير يقفون تحت راية واحدة ويعملون في نطاق واحد، ولكن عند تولي الجماعة الإرهابية مقاليد الحكم في البلاد ظهرت على حقيقتها وإنكشف زيفها وخداعها وأنها أخذت السلفيين كـ سلم مساعد للتسلق إلى الحكم فقط لا غير وهم في الحقيقة لا يعترفون بهم.

علاقة جماعة الإخوان بالسلفيين

وفي مسلسل الإختيار 3 "القرار" تم إذاعة مقطع فيديو يعرض لأول مرة للإرهابي خيرت الشاطر وهو يقول أن جماعة الإخوان كانت مخترقة السلفيين وتم زرع أفراد للتجسس عليهم ومعرفة خططهم وأفكارهم وأعمالهم ونقلها للأجهزة الأمنية، بينما يصف مرشد الجماعة الإرهابية الإرهابي محمد بديع عن السلفيين بـ "الشرازم" ولا يتفقون على قرار واحد ولا يمكن الوثوق بهم.

ولمعرفة تفاصيل العلاقة بين جماعة الإخوان الإرهابية الجماعة السلفية، يقول الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن علاقة جماعة الإخوان الجماعة السلفية منذ البدء هي علاقة تقوم على التنافس، بإعتبار أن الجماعتين المصادر الفقهية لديهم واحدة إلا أن المنهج الحركى مختلف.

وأضاف الخرباوي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المنهج الحركى لـ جماعة الإخوان يقوم على إقامة تنظيم له بنيان وله قواعد تحكمه، بينما المنهج السلفي الحركى يقوم على حلقات علم تدين بالولاء للأستاذ أو المعلم أو الشيخ أو الأمير.

وتابع: "كما أن جماعة الإخوان لديها القدرة على إدارة العقلية الجمعية لأفراد التنظيم، وأيضا قادة السلفيين يمتلكون القدرة على أتباعهم، لذلك كنا نرى بعد ثورة 25 يناير وفي أيام المجلس العسكري إقامة جمع مليونية للسلفيين وكأنها كانت استعراض قوي".

وأكمل: "لكن كان هناك مقولة قديمة لمصطفي مشهور، مرشد الإخوان السابق، عن العلاقة بين الجماعة والسلفيين، فكان يقول "كلنا صفحات في كتاب واحد إلا أن صفحة الإخوان هي الصفحة الأكثر مصداقية والأكثر قوة والأكثر تأثيرا، بالتالي ينبغي أن تعمل باقي الصفحات على خدمة الصفحة الرئيسية"، لذلك كان يري الإخوان أن الجماعات السلفية يجب أن يكونوا عنصر معاون لهم وليس عنصر منافس".

وأشار الخرباوي إلى أن السلفيين أشدت عودهم في فترات حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك خاصة الأخيرة منها وظهر شخصيات سلفية كبيرة، وكأن نظام الحكم في هذه الفترة كان يضعهم كبديل مناسب للإخوان، ومن هؤلاء الأشخاص الشيخ أبو إسحاق الحويني والشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ ياسر البرهامي وغيرهم من الشيوخ الذين كانوا تفتح لهم المنابر والمساجد.

خداع الإخوان للسلفيين

ولفت إلى أن خيرت الشاطر كان له تأثير على الجماعة السلفية، فتم عمل كيان في أيام المجلس العسكري يجمع ما بين قيادات من السلفيين والإخوان، وكانت القيادة لهذا الكيان لجماعة الإخوان، وكانت الجماعة تري أن السلفيين في هذا التوقيت معاون مؤقت ويجب الإطاحة بهم في أقرب وقت.

وتابع: "خيرت الشاطر وغيره من قيادات الإخوان عندما جلسوا مع القيادات السلفية كانوا يقولوا لهم أن حسن البنا قال "فلنعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه، فإذا كان هناك خلاف بيننا فيجب أن ننحي هذا الخلاف مؤقتا إلى أن نتمكن"، وكانت خطة الإخوان أن السلفيين هم سلم من السلالم التي يستطيعون من خلالها الارتقاء والوصول إلى الحكم وبعد ذلك يجب الإطاحة بهم، حيث لا يأمنون إلا لأعضاء التنظيم".

وأشار الخرباوي أنه كانت هناك مقولات تطرح في جماعة الإخوان عن السلفيين تقول "بأنهم الصديق الحالي والعدو المستقبلي"، والكلام الذي جاء على مسلسل الإختيار كان تأكيد على تلك الأفكار التي كان يعيش عليها الإخوان، مشيرا أن نظرة الجماعة الإرهابية هي نظرة براجماتية نفعية تبحث عن مصالحهم، أما أي تحالف سواء كان قوي سياسية لبرالية أو علمانية أو سلفية أو قبطية هي مصالح وقتية وينبغي ألا يستمر هذا التحالف.

وأوضح أن الجماعة كانت تبرر تحالفهم مع السلفيين بمقولة "الضرورات تبيح المحظورات"، وأن الجماعة السلفية هي منافسة لجماعة الإخوان ولكن الضرورة الحالية تبيح التحالف مهم.

تجسس الإخوان على السلفيين

وعن إختراق جماعة الإخوان الإرهابية للجماعة السلفية والتجسس عليهم، قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن جماعة الإخوان كانت تتجسس على السلفيين ويتم نقل أسرارهم وخططهم وأساء بعض أفرادهم إلى الأجهزة الأمنية أو إلى الجماعة نفسها.

وأضاف أنه من ضمن الأشخاص الذين كانوا يتجسسوا على السلفيين وهم منضمين إلى جماعة الإخوان كان حازم صلاح أبو إسماعيل الذي كان إخواني من الناحية التنظيمية وله قياداته داخل الجماعة إلا أنه كان مزروع في وسط الجماعة السلفية للحصول على كل الأخبار الخاصة بتحركاتهم وطموحاتهم المستقبلية وخططهم المستقبلية.

وتابع: "كان هناك أيضا الدكتور جمال عبد الهادي أستاذ التاريخ الإسلامي وهو قيادي إخواني معروف وله تاريخ كبير داخل الجماعة إلا أنه كان مزروع في وسط السلفيين ويلقي قبول شديد منهم". 

وأكمل: "أيضا كان هناك قيادات أزهرية تنتمي إلي جماعة الإخوان ولكن كانوا يلقون بأنفسهم في أحضان السلفيين حتي تحصل منهم على كثير من الأخبار، مثل الدكتور عبد الحي الفرماوي الأستاذ في الأزهر وقيادي إخواني، إلا أنه في ذات الوقت كان مندس في وسط السلفيين".

وأشار الخرباوي أن هناك أسماء أخري غير معروفة من الشباب مندسة بداخل الجماعة السلفية من الإخوان، ولم يكتفوا فقط بالأسماء المعروفة والمشهورة، وهناك أيضا أسماء غير معروفة لدى الرأي العام وغير معروفة إعلاميا وأمنيا كانت من الأخوان ومتواجدة بداخل السلفيين، وهؤلاء كان لديهم قسم خاص بهم في تنظيم سري مخابراتي أنشأه حسن البنا وظل قائما وسيطر عليه خيرت الشاطر سيطرة تامة وسمي بـ "أمن الدعوة".