الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاختيار3 ..عصام الحداد عراب الجماعة الإرهابية|5 معلومات خطيرة عن مؤامرته ضد الجيش

مرسي وكلينتون
مرسي وكلينتون

سلطت الحلقة 6 من مسلسل الاختيار 3، الضوء على عددا من الأحداث والشخصيات التي برزت في فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية للبلاد في "2012 - 2013"، ومن بينها القيادي الإخواني عصام الحداد، الذي كان همزة الوصل بين الجماعة والإدارة الأمريكية في ذلك الوقت.

مرسي وأوباما
مرسي وأوباما

عصام الحداد عراب الجماعة

وعرف عن الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما، الرئيس الأمريكي وقتها، وقوفها ضد رغبة الشعب المصري وانحيازها للجماعة الإرهابية ورفضها توجيه اللوم للجماعة وإدانة ما تقترفه بحق المصريين من أعمال إجرامية بل ودعمها للإخوان.

واعتبر عصام الحداد، القيادي في جماعة الإخوان الإرهابية، والذي كان عضوا في مكتب الإرشاد حتى تعيينه مساعدا للمعزول محمد مرسي، للشئون الخارجية "منذ 27 أغسطس 2012، وحتى إلقاء القبض عليه بعد ثورة 20 يونيو 2013" همزة الوصل بين الجماعة والإدارة الأمريكية.

وُلد عصام الحداد في مدينة الإسكندرية، وتخرج من كلية الطب جامعة الإسكندرية قسم التحاليل الطبية، وسافر إلى إنجلترا للحصول على شهادة الدكتوراه في الطب، حصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة أستون بإنجلترا، وهو متزوج وله خمسة من الأولاد وبنت واحدة.

عُرف عصام الحداد بعلاقاته القوية للغاية بقيادات الإخوان خارج مصر، قبل أن يتم تصعيده عضواً بمكتب الإرشاد خلال ثورة 25 يناير وتحديداً في 8 فبراير 2011.

أدار عصام الحداد الحملة الانتخابية للمعزول محمد مرسي، وكان أيضاً مدير الحملة الانتخابية لخيرت الشاطر قبل استبعاده من قبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية 2012.

ومع نجاح مرسي، حينها، أشارت المعلومات إلى حتمية توليه منصبا رفيعا في مؤسسة الرئاسة، وكان مرشحا بالفعل لمنصب رئيس الديوان الجمهوري، لكن المعزول محمد مرسي فضل الاستفادة من خبراته وعلاقاته في مجال الشئون الخارجية.

والحداد كان من أكثر المقربين للشاطر وشريكا له في كل لقاءاته مع السفراء والمسؤولين والمندوبين الأجانب داخل مصر وخارجها، وذلك بحكم خبرة وعلاقات خارجية واسعة وإقامة لسنوات طويلة في بريطانيا كان خلالها أحد قيادات التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية هناك، بعد أن كان مسؤولا عن إخوان البوسنة والهرسك وكذا مستشارا للرئيس الشيشاني السابق علي عزت بيجوفيتش.

صعد عصام الحداد بسرعة الصاروخ داخل الجماعة الإرهابية - بمجرد خروج خيرت الشاطر من السجن عقب ثورة 25 يناير 2011، وقام الشاطر بإدخاله مكتب الإرشاد بالتعيين لا بالانتخاب في الرابع من فبراير 2012، في نفس التوقيت الذي تم فيه تصعيد شقيقه رجل الأعمال الإخواني السكندري أيضا مدحت الحداد، أبرز رجال أعمال الجماعة بعد خيرت الشاطر وحسن مالك، وصاحب عدد كبير من الشركات في مجالات المقاولات، والاستثمار العقاري، والتصدير والاستيراد، إلى جانب تنظيم المعارض.

خيرت الشاطر
خيرت الشاطر

العلاقات الإخوانية - الأمريكية

عصام الحداد هو والد جهاد الحداد "كان مسؤولا عن ملف العلاقات الخارجية وكبير مستشاري مشروع النهضة الذي روج له الشاطر"، تواجد منذ اللحظة الأولى إلى جوار المعزول محمد مرسى أيضا في قصر الرئاسة، في الوقت الذي لم يكن يعلم فيه أحد أي صفة رسمية تبرر وجوده في هذا المكان.

تمتع الحداد الابن بنفوذ عائلي كبير داخل الجماعة الإرهابية بحكم مصاهرته لعضو مكتب إرشاد آخر هو محمود أبو زيد، إذ تزوج جهاد الحداد ابنته، بينما كانت ابنته الثانية فاطمة أبو زيد عضوا في لجنة وضع الدستور الأولى، هذا ناهيك بصلة نسب أخرى بين جهاد الحداد وعضو مكتب إرشاد ثالث هو محمد إبراهيم زوج خالته، الأمر الذي وضع جهاد الحداد بشكل مباشر في بؤرة الدائرة المقربة من خيرت الشاطر.

كان عصام الحداد يتمتع بأهمية كبيرة داخل التنظيم الإخواني، ودوره يشوبه الغموض، وكشف عن ذلك ما قاله السفير المصري السابق في واشنطن نبيل فهمي - خلال حوار تليفزيوني في مارس 2013، عندما تحدث عن طبيعة العلاقات المصرية - الأمريكية.

قال نبيل فهمي، إنه "منذ 38 عاماً لم يدخل أي وزير خارجية مصري منفرداً إلى البيت الأبيض لمقابلة رئيس أميركي، وكان آخر من فعل ذلك هو الوزير إسماعيل فهمي في زمن السادات"، مضيفا: "كنا نحاول أن نرتب زيارات لوزراء خارجية مصريين على التوالي لمقابلة الرؤساء الأميركيين، لكننا لم نتمكن من ذلك".

وصف نبيل فهمي، زيارة قام بها القيادي الإخواني مساعد المعزول للشؤون الخارجية عصام الحداد، حينها، إلى الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، في شهر ديسمبر 2012، بأنها "حدث لافت، له بالتأكيد دلالات معينة".

كلام فهمي، كان له دلالات واضحة وقتها، أهمها أن علاقة قوية للغاية نشأت في فترة وجيزة بين الأميركيين وجماعة الإخوان الإرهابية.

فالعلاقات المصرية - الأميركية، بالرغم من قوتها في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لم تمكن أي وزير خارجية من دخول البيت الأبيض إلا في حضرة رئيس الجمهورية بنفسه، إلا أن العلاقات المميزة بين جماعة الإخوان الإرهابية، والإدارة الأميركية، مكنت عصام الحداد من النجاح في ما فشل فيه وزراء خارجية مصر على مدار الأعوام الـ38 الماضية.

في العام 2006، بدأت الروابط تتبلور وتتشكل بين الطرفين، وبلغ مجموع اللقاءات المعروفة 83 لقاء موثقا ومعلنا من قبل الجماعة والإدارة الأميركية، لكن الشيء المقلق والمحير هو حالة الغموض التي أحاطت تلك العلاقة وهذه اللقاءات.

مرسي وكلينتون
مرسي وكلينتون

مؤامرة الجماعة على الجيش 

كانت الاتصالات بين الجماعة الإرهابية والإدارة الأميركية، قبل ثورة 25 يناير 2011، تتم تحت رعاية جمعية أميركية تسمى "ماس"، وهي منظمة تعمل كغطاء لتنظيم الإخوان الدولي في الولايات المتحدة.

بعد الثورة مباشرة، أدرك الإخوان مبكرا أن كلمة الحسم ستكون من واشنطن، فعملت الجماعة الإرهابية بسرعة، وتحديداً قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2012، على تكوين "لوبي" قوي داخل العاصمة واشنطن هدفه الأساسي الدفاع عن مصالح الإخوان.

كان المسئول عن تكوين هذا "اللوبي" هو عصام الحداد، وساعده في ذلك الدور الذي لعبه في حل أزمة المنظمات الأمريكية العاملة في مجال حقوق الإنسان في مصر، والتي تفجرت عقب الثورة مباشرة.

أدى عصام الحداد، وقتها، وفق مصادر أميركية، دورا مهما في الإفراج عن الموظفين الأميركيين العاملين في تلك المنظمات، الذين قبض عليهم، وهو ما جعل منه صديقا مقربا لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان مايكل بوسنر، حينها.

ولمع نجم عصام الحداد، حينها، كمسؤول للاتصال بين "النظام الإخواني" الوليد وواشنطن، وأحد محركي "اللوبي" الجديد، وكان لا بد من إيجاد شكل رسمي لذلك المنصب، وبسبب استحالة تعيينه في منصب وزير الخارجية، لأنه من خارج السلك الديبلوماسي، تم تعيينه بقرار جمهوري مساعدا للرئيس في الشؤون الخارجية.

اللوبي الجديد، المعروف في الصحافة الأميركية وداخل أروقة وزارة الخارجية الأميركية باسم "اللوبي الإسلامي"، وضع على عاتقه منذ اللحظة الأولى الدفاع عن الإخوان، والتسويق لهم على أنهم الإسلاميون المعتدلون القادرون على الدفاع عن المصالح الأميركية في المنطقة.

ولم تكن وظيفة ذلك "اللوبي" الدفاع عن النظام الجديد فقط، وإنما أيضاً الدفاع عن نظام الإخوان في بلدان "الربيع العربي" التي وصلوا فيها إلى الحكم (تونس وليبيا)، وقتها.

وجاءت الانتخابات الأميركية لتكون الفرصة الأكبر لتوافد مبعوثي الجماعة إلى واشنطن، وبدعم من اللوبي الجديد كانت زيارتهم تحظى بتغطية إعلامية واسعة، وأثر كبير، وكانت أكبر تلك الزيارات التي قام بها القيادي الإخواني الراحل عصام العريان، في شهر ديسمبر 2012.

عصام العريان
عصام العريان

اللوبي الإسلامي في واشنطن

واستطاع "اللوبي الإسلامي" - في زمن قياسي للغاية، أن يصبح إحدى أهم جماعات الضغط داخل الولايات المتحدة، حيث استطاع انتزاع تأييد أميركي لنظام الإخوان في مصر وقتها، وهذا الأمر لم يكن ليتم لولا استعانة الإرهابية - بـ شركات علاقات عامة أمريكية عملاقة متخصصة في هذا المجال مثل معهد المؤسسة الأمريكية، وزينيث للاستشارات.

بعض مستشاري الرئيس أوباما المعروفين بميولهم إلى جماعة الإخوان الإرهابية، كان لهم عظيم الأثر في التأثير على السياسات الأميركية في الفترة الأخيرة، حيث قامت مستشارة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، وصديقتها المقربة، هوما عابدين - بدورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين الإدارة الأميركية والإخوان.

وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الأسبوع الأول من ديسمبر 2012، اجتمع عصام الحداد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليطلب منه نصائحه للتحكم في جيش مصر.

وعاد الحداد إلى القاهرة لينتظر الخطة الأمريكية التي تضمن لجماعة الإخوان الإرهابية، حينها السيطرة التامة على القوات المسلحة، والتي كانت تعني في نفس الوقت ترحيبا من الإدارة الأمريكية بالهيمنة الإخوانية علي قوة عسكرية كبرى في الشرق الأوسط.

وعاد عصام الحداد إلي مصر حينها، حاملا البشرى لمكتب الإرشاد الإخواني، لكنه وجد مفاجأة أخرى في انتظاره، واستقبله أحد أعضاء المجلس العسكري ليخبره بأن الفريق أول عبد الفتاح السيسي على علم تام بما تم في اجتماعه مع أوباما.

وظلت هذه الفضيحة طي الكتمان إلى أن اعترف بها عصام الحداد في حوار تم بينه وبين محمد فهمي الصحفي بقناة "الجزيرة" الإنجليزية داخل سجن العقرب.

عصام الحداد
عصام الحداد