الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برئاسة خيرت الشاطر

جهاز استخبارات الجماعة الإرهابية.. كيف كان "أمن الدعوة" يتجسس على القوى السياسية؟

الإرهابي خيرت الشاطر
الإرهابي خيرت الشاطر

كانت ولازالت جماعة الإخوان الإرهابية تعمل على الإيقاع بمؤسسات الدولة والقوى السياسية والحزبية في البلاد، حيث كانت تتظاهر في فترة ثورة 25 يناير بأنها منفتحة على كل الطوائف والقوى السياسية المتواجدة على الساحة ومستعدة للتعاون معها للوصول إلى مقاصدها للاستيلاء على الحكم.

وفي ظل تقارب الجماعة الإرهابية من القوى السياسية الذي في بعض الأحيان أخذ شكل التحالف خاصة مع الجماعة السلفية، كانت جماعة الإخوان تقوم بزرع جواسيس لها في الأحزاب والقوي السياسية المختلفة للتجسس عليهم ومعرفة أخبارهم وأفكارهم المستقبلية وخططهم السياسية، وفي بعض الأحيان كانت تقوم بنقل أسمائهم إلى الجهات الأمنية للقبض عليهم.

وهذه الطريقة ليست بجديدة علي الإخوان فـ للجماعة تاريخ طويل في التجسس على الأنظمة والأحزاب والجماعات، فمنذ تأسيس الجماعة سعي حسن البنا المرشد الأول إلى عمل جهاز سري استخباراتي للجماعة مهمته التجسس على القوى السياسية والمعارضة وحتى الأنظمة الحاكمة لجلب المعلومات والأخبار والخطط للجماعة.

ومع رحيل حسن البنا ظل الجهاز الاستخباراتي للجماعة متواجد عبر الأجيال والقيادات المتوالية حتى الوصول إلى الإرهابى خيرت الشاطر الذي سيطر على الجهاز بشكل كامل وقام بتطويره وتجديد العديد من الشباب والقيادات به وزرع كثير منهم في القوي السياسية والأحزاب والجماعات المختلفة لمعرفة المعلومات والخطط الخاصة بهم.

وفي مسلسل الإختيار 3 "القرار" ركزت الحلقة الثانية على قدرة الجماعة الاستخباراتي على السلفيين بعد قول الإرهابي خيرت الشاطر بأنهم كانوا مخترقين الجماعة السلفية ويعرفون أخبارهم، وأن هناك جهازا سري تابع للإخوان يعمل على هذه الأنشطة الاستخباراتية.

الجهاز الاستخباراتي للإخوان

وفي هذا الصدد، يكشف الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، عمل هذا الجهاز السري الاستخباراتي لـ جماعة الإخوان، وكيف يعمل على اختراق القوى والأحزاب والكيانات السياسية في البلاد، قائلا إن كان هناك تنظيم سري مخابراتي خاص بتجنيد الأعضاء الإخوانية في السلفيين وغيرهم من القوى والجماعات والكيانات السياسية، ويدعي بقسم "الاستطلاع" أو "أمن الدعوة" وأنشأ في أيام حسن البنا وظل قائما عبر أجيال الجماعة وصولا إلى خيرت الشاطر الذي كان مسيطرا عليه سيطرة كاملة، وكان معه الإرهابي محمد كمال الذي قتل في مواجهة مع الشرطة منذ سنوات.

وأضاف أن الخرباوي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن قسم الاستطلاع لم يكن يزرع أعضائه في الجماعة السلفية فقط، بل كان مهمته أكثر اتساعا فكان يتم زرع الجواسيس في الحزب الوطني، وكانوا أيضا يزرعون رجال أعمال تابعين لهم في كيان رجال الأعمال المقربين من النظام في أيام الرئيس السابق محمد حسني مبارك.

وتابع: "كان أيضا هناك أعضاء مزروعين من جماعة الإخوان في الحزب الناصري، وحزب العمل حتي أن ظهروا وأصبحوا واضحين به".

وأشار الخرباوي إلى أن الجماعة الإرهابية زرعت أعضاء لها قبل الثورة وبعدها في كيانات سياسية مثل حركة 6 إبريل وغيرها من الكيانات الثورية الشبابية.

التدريب الاستخباراتي للشباب

وعن كيفية تدريب عناصر الجهاز الاستخباراتي التابع للإخوان، قال إن خيرت الشاطر كان معجب بـ الحركة "التروتيسكية" أو الشيوعية، وهي عبارة عن تنظيم سري اسمه مأخوذ من "تروتيسك" الذي كان من قيادات الثورة البلشفية في روسيا والذي أنشق عنهم بعد ذلك.

وأضاف أن التروتيسكية كان لها أفكار وخبرات كبيرة في التجسس ومعرفة الأخبار والمعلومات ولهم منهجهم الخاص، وتعلم خيرت الشاطر هذا المنهج الاستخباراتي عندما كان منضم للحزب التروتيسكي في مصر في فترة الستينات حتي أوائل السبعينات عندما كان في الجامعة، وتدرب معهم.

وتابع: "ولم يكن منهج هذه الحركة الاستخباراتي فقط ما اعتمد عليه خيرات الشاطر في تكوين الجهاز الاستخباراتي للجماعة، بل أخذ أيضا المنج الاستخباراتي الإيراني بعد الثورة الإسلامية وقام بعمل العديد من الدراسات النفسية والحركية على كيفية التدريب وإخفاء الهوية وقام بنقلها إلى عدد كبير من شباب الإخوان"، لافتا إلى أن بعض هؤلاء الشباب مازال موجودا الآن في داخل كيانات سياسية حالية.