الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تي.. السيدة العظيمة

هند عصام
هند عصام

ملكة هذا الأسبوع ليست هي القوية مثل حتشبسوت ولا الجميلة مثل نفرتيتي ولا الفاتنة والذكية مثل كليوباترا، ولكنها كانت جذور لبعض قصص الملكات السابقة، وكما ذكرت فى أولى مقالاتى أنني سوف أستعرض قصص ملكتنا العظيمات  بدون ترتيب ويجب معرفة أصل الحكاية ملكة لم يسمع الكثير عنها إلا من خلال  الرحلة الذهبية التى أذهلت العالم من المتحف المصرى إلى متحف الحضارة بالفسطاط (موكب المومياوات الملكية ٣ إبريل ٢٠٢١  ) هى الملكة "تي او تيا " ملكة مصرية قديمة غير حاكمة . لقبت بألقاب  عديدة منها الأميرة الوراثية وعظيمة الثناء وربة الأرضين وزوجة الملك العظيمة وحبيبته.

ولدت تي عام ١٣٩٨ ابنة المستشار "يويا" من بلدة إخميم بسوهاج فى صعيد مصر.  كان والد الملكة "تي "  يسمى "يويا "  وكان غنيا مالكاً للأراضي ومن أصل غير ملكي، حيث عمل كاهنا ومشرفاً على الثيران المقدسة وقائداً للعجلات الحربية ويعد" يويا"  من أشهر مستشارى زوج الملكة تي . أما والدتها "تويا"، فقد كانت تشغل عدة مناصب دينية وحملت ألقاباً مختلفة كمغنية الإلهة حتحور ، ورئيسة فناني آمون و مما يشير إلى أنها كانت عضوا في العائلة المالكة أو من أصل ملكي.

حظيت "تي" بقدر من الأهمية، فهى "زوجة ملك وأم الملك وجدة لملك"، وكانت تي زوجة الملك أمنحتب الثالث، تاسع ملوك الأسرة الـ18. وهي أم الملك "أمنحتب" الرابع، عاشر ملوك الأسرة الـ18 (أخناتون) كما أنها جدة الملك الصغير "توت عنخ أمون" .

تزوجت الملكة " تى " فى سن مبكرة من الملك أمنحتب الثالث، أقوى ملوك الدولة الحديثة، الذى اشتهر عهده بعصر الدبلوماسية السياسية وأنجبت تى من أمنحتب الثالث أمنحتب الرابع الملقب بإخناتون الذى حول الديانة الرسمية للدولة لتصبح عبادة آتون هى الديانة الرسمية عكس فراعنة مصر القدماء الذين كانوا ينتمون إلى آمون . كما أثمر هذا الزواج عن ملكات أيضا وهما "سات آمون" الابنة الكبرى، التي ترقت إلى منصب الزوجة الملكية العظمى في العام 30 من عهد والدها، و"إست" رفعت أيضا إلى مرتبة زوجة الملك العظمى.

"حنوت تا نب " ليس من المعروف أن كان قد تم رفعها لمرتبة الملكة كذلك، على الرغم من أن اسمها قد ظهر بداخل خرطوش وهو المميز لأسماء الملوك والملكات لمرة واحدة على الأقل. و"نبت آح " في بعض الأحيان يعتقد أنه تم تغيير اسمها إلى "باكت آتون"  خلال عهد شقيقها (أخناتون).

كانت الملكة تى شخصية بارزة فى الحياة الملكية التى عاشتها رغم أنها من خارج الأصول الملكية كما ذكرنا فيما سبق،  وكان للملكة تي دوراً هاماً فى حياة الملكة نفرتيتى ومن أبرز أدوارها عندما قدمتها( نفرتيتى ) للملك أخناتون خلال إحدى الحفلات التى تنظمها فى القصر ليختارها شريكة حياته.

وقامت الملكة تي بمساندة زوجها وابنها فى أمور المملكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدليل أنها كانت نائبة عن زوجها الملك فى الاحتفالات لدرجة أنه كان يكتب أسمها على المرسلات الدولية .

كما أنها أيضا ساندت أبنها وكان لها الدور فى تنصيب إخناتون على عرش مصر الذى  اختار  عاصمة جديدة هى تل العمارنة المنيا حاليًا، وغير أيضا مسار الديانة الرسمية من عبادة آمون إلى عبادة آتون على عكس والدته تى التى كانت موالية للإله آمون و كانت تقدم لهم العطايا والقرابين للتقرب من الإله آمون .

واستمرت تيي في تقديم المشورة لابنها، أخناتون، عندما تولي العرش. وتشير مراسلات ابنها مع "توشراتا" ملك "ميتاني" مدى التأثير السياسي الذي مارسته هذه الملكة في البلاط الملكي .

وظهرت  الملكة تيي بشكل منتظم إلى جانب أمنحتب الثالث في التماثيل والمقبرة والمعبد والجداريات، بينما يقترن اسمها على لوحات العديدة معه ، وأيضاً  ظهرت معه على النقوش العديد من الأشياء الصغيرة، مثل السفن والمجوهرات .  
كما يوجد للملكة تمثال من أروع القطع المصرية من خشب الأبنوس فى متحف برلين، والذى يبرز ملامحها بدقة عالية كما تم العثور على العديد من الأثاث الجنائزي .

وقد توفي الملك أمنحتب الثالث في السنة 38 أو السنة 39 من حكمه ودفن في وادي الملوك في المقبرة WV22. ومن المعروف أن الملكة تيي قد عاشت بعده لمدة تصل إلى اثني عشر عاما، تواصل فيهم ذكر تي في رسائل العمارنة وفي النقوش كملكة وحبيبة للملك . فرسالة العمارنة رقم 26، والموجهة إلى الملكة" تي "، تعود إلى عهد أخناتون . ومن المعروف أنها كانت تملك منزلاً في أخت آتون (تل العمارنة)، عاصمة أخناتون الجديدة، وتظهر على جدران قبر هويا " كبير الخدم في منزل والدة الملك، زوجة الملك العظمى "تي" مصورة على طاولة العشاء مع أخناتون، ونفرتيتي، وأسرتهم ومن ثم يرافقها الملك إلى مظلة خاصة بها .

وتوفيت الملكة تي  بعد عهد أخناتون وينص  على أنها قد توفيت فى عهد  حفيدها الملك الفرعونى الصغير توت عنخ أمون .
وعثر على مومياء الملكة تي عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35)، بوادي الملوك بالأقصر.

ونجح الدكتور زاهي حواس، في عام 2010، بإجراء تحليل الحمض النووي، وتعرف رسميًا على الملكة تي، حيث كانت خصلات الشعر الموجودة داخل مقبرة توت عنخ آمون مطابقة للحمض النووي لمومياء الملكة "تي" .

فقد اشتهرت تي بأنها صاحبة أجمل وأطول شعر فى الحضارة الفرعونية وأذهلت عقول سيدات العالم  مؤخراً بكيفية أعتنئها واحتفظها بجمال شعرها  منذ آلاف السنوات وحتى إلى وقتنا هذا .

وقال الدكتور زاهى حواس أن  الملكة "تى" صاحبة أفضل شعر فى الحضارة الفرعونية القديمة،  كانت دائمة الاعتناء بشعرها قديماً، وعند موتها قاموا بوضع خلطات من الحنة وتقنيات التحنيط لحفظ شعرها تمهيدًا لحياة البعث والخلود بعد الموت .