الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهداف الربط النهري بين البلدين.. خطة مصرية سودانية لرفع كفاءة منظومة النقل

الرئيس السيسي يتابع
الرئيس السيسي يتابع خطط مشروع الربط النهري بين مصر والسودان

تحظى العلاقات المصرية السودانية بارتباط وثيق وتتميز بالتاريخ المشترك الذي جمع البلدين الشقيقين إلى جانب التمازج العرقي، ومشترك اللغة العربية والثقافة ومن ثم المصالح المشتركة بينهما في كل المجالات والأنشطة المختلفة.

لذلك، استعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي الموقف التنفيذي للمشروعات الخاصة بوزارة النقل، خاصة ما يتعلق بمشروعات الملاحة النهرية.

مصر والسودان علاقة أزلية راسخة 

توجيهات رئاسية في مشروع الربط النهري

ووجه الرئيس السيسي، خلال اجتماع أمس الأربعاء مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير، وزير النقل، بالاستمرار في التنسيق مع الجانب السوداني، لتطوير حركة النقل النهري بين البلدين، لما لذلك من أهمية في تعزيز التقارب والترابط البشرى بين الشعبين الشقيقين، إلى جانب تعظيم التبادل التجاري، وذلك من خلال تطوير هيئة وادى النيل للملاحة النهرية، فضلا عن رفع الحالة الفنية لأرصفة الشحن والتفريغ على امتداد الخط الملاحي.

وعرض وزير النقل خطة الربط النهري بين مصر والسودان من خلال تحقيق الاستغلال الأمثل للخط الملاحي بين مينائي السد العالي ووادي حلفا، والذي يبلغ طوله نحو 500 كيلو، ويصلح للملاحة النهرية على مدار العام.

وأشار إلى جهود رفع كفاءة الموانئ البحرية المختلفة على ساحلي البحر المتوسط والأحمر، خاصة مينائي الإسكندرية والدخيلة، بما يضمانه من قطاعات مختلفة ومناطق لوجستية، وكذا أعمال ربطهما بالطرق والمحاور الرئيسية وكلف الرئيس بالبدء في الخط الثاني من المشروع، والذي يمتد من العين السخنة إلى أبو سمبل، بما يساهم في تعزيز حركة السياحة.

الرئيس السيسي يتابع تطوير خطط الربط النهري بين مصر والسودان 

أهمية زيارة البرهان إلى القاهرة

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عبد الكريم، الباحث في الشأن الإفريقي، إن مجلس السيادة السوداني بقيادة المكون العسكري نجح، كما اتضح عقب زيارة البرهان المهمة للقاهرة ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، في التأكيد على حلحلة الكثير من الملفات الإشكالية المزمنة مثل الأزمات في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وتهدئة شرق السودان، واستقرار نسبي مهم في إقليم دارفور.

وأوضح عبد الكريم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن لهذه الجهود مردودات إيجابية في تفعيل مبدأ "المشاركة في السلطة" بشكل أقرب لـ "المؤسساتية" مع أبرز القوى السياسية والمعارضة المسلحة قبل سقوط عمر البشير، وتهميش متزايد "للقوى الثورية" التي خسرت سجالات سياسية كثيرة وفقدت قدرا لا يستهان به من الدعم الشعبي (حتى في قطاعات داخل ما يعرف بالهامش نفسه) بسبب غموض اجنداتها وتناقضها أو عدم واقعيتها.

دعم مشروعات النقل السودانية

وأشار إلى أنه في سياق الدعم المصري الواضح للقيادة السودانية لتعزيز هذه المكاسب تظهر القاهرة اهتماما كبيرا بأحد أبرز مشروعات التعاون المصري السوداني وهو استكمال الربط النهري بين البلدين، مؤكدا على الاهتمام يأتي من الرئيس السيسي شخصيا بالمشروع بعد نحو عام من اتفاق وزيرا النقل في البلدين في أبريل 2021 على تلبية مطالب الخرطوم لتطوير قطاع النقل السوداني وخاصة ميناء حلفا ضمن مشروعات التعاون الاقتصادي المشترك، والارتفاع الحالي الملحوظ في الصادرات المصرية للسودان والتي بلغت في العام 2021 نحو 830 مليون دولار، وارتفاع واردات مصر من السودان إلى حوالي 300 مليون دولار، ويتوقع أن ترتفع الأرقام بشكل ملحوظ في العام الجاري من الجانبين مع تعزيز التعاون في قطاع النقل (وتطوير القطاع النهري)". 

وأكد أن "مشروع التطوير له أهمية فائقة في المقام الأول في تعزيز مقدرات السودان الاقتصادية وتمكينه من استغلال موارده الاقتصادية على نحو أفضل، سواء عبر تيسير الصادرات السودانية لمصر (التي تسعى في نفس الملف لاستكمال مشروع قناة جونقلي في جنوب السودان الشقيق) وإقامة خطوط ملاحة دائمة في مجرى النهر بدعم وخبرات مصرية مشهود لها إقليميا في هذا القطاع تحديدا".

مشروع الربط النهري بين مصر والسودان 

وتابع: أما من الناحية السياسية فإن المشروع يأتي في واقع الأمر تعبيرًا عن وثاقة الصلة بين القاهرة والخرطوم، ودعم القيادة المصرية لمؤسسات الدولة السودانية وفي مقدمتها الجيش السوداني كضمانة وحيدة لاستقرار السودان وأمنه وقدرته على مواجهة التحديات الإقليمية خلال الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية المقرر اكتمالها منتصف العام 2023. 

واختتم:  يتوقع أن يقود هذا الدعم للعلاقات الثنائية بين البلدين في مجال الاقتصاد وقطاع النقل إلى تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة وتداعيات كوفيد-19 الأزمة الروسية الأوكرانية على الاقتصاد السوداني بشكل كبير وتحرره من واحدة من أهم العقبات اللوجيستية في دعم حركة الصادرات السودانية إلى مصر أو غيرها من الدول بدعم مصري تعهدت به القاهرة فعلا.