الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ادعاءات|القومي لحقوق الإنسان يرد بقوة على شائعات اختفاء هدهود قسريا قبل وفاته

أيمن هدهود
أيمن هدهود

شائعات وأكاذيب تروجها الجماعة الإرهابية ولجانها الإلكترونية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما يسمى بـ "الاختفاء القسري" لبعض النشطاء والباحثين.

وكانت وفاة الباحث أيمن هدهود، آخر ما تلقفته الجماعة ولجانها الإلكترونية ونسجت حولها الشائعات والأكاذيب، مؤكدة أنه "اختفى قسريا قبل وفاته" وهو ما نفته كافة الجهات المسؤولة ومنها المجلس القومي لحقوق الإنسان.

شائعة اختفاء أيمن هدهود قسريا

وأكد الدكتور ولاء جاد الكريم، رئيس لجنة الشكاوى والرصد بالمجلس القومي لحقوق الإنسان والمشرف على منظومة الشكاوى، بأن المنظومة لم تتلقى أي شكاوى متعلقة بـ أيمن هدهود، قبل إعلان وفاته منذ أيام، ولم يتقدم أحد من ذويه بشكوى لمكتب شكاوى المجلس تفيد بتعرضه للاختفاء القسري.

ودعا جاد الكريم، المنظمات التي أصدرت بيانا مشتركا بشأن أيمن هدهود مؤخرا، بتحري الدقة ومراجعة وتصحيح ما ورد من إدعاء في هذه النقطة، موضحا أن "المجلس الحالي ومنذ صدور قرار تشكيله في 27 ديسمبر 2021، أدخل إصلاحات جوهرية على منظومة الشكاوى بهدف حوكمتها وضمان اتساقها مع المعايير والممارسات المثلى للتعامل مع شكاوى انتهاكات حقوق الإنسان".

ولفت أن أهم هذه الإصلاحات التحديد الدقيق لقنوات تلقي الشكاوي والتي تضمنت استقبال أصحاب الشكاوى بمقر مكتب الشكاوى بالجيزة، أو التسجيل عن بعد عبر البرنامج الإلكتروني للشكاوى، أو من خلال المراسلات البريدية التي تستوفي الحد الأدنى المطلوب من المعلومات، ويتم تسجيل الشكاوى في قاعدة بيانات موحدة والتواصل مع الجهات المعنية وأصحاب الشكاوى بشكل رسمي ومؤسسي وشفاف.

وذكر الدكتور ولاء جاد الكريم، رئيس لجنة الشكاوى والرصد، بأن المجلس القومي لحقوق الإنسان كان سباقا بالدعوة للتحقيق الشامل في واقعة وفاة أيمن هدهود، ومطالبة النيابة العامة بشمول التحقيقات لما تردد بشأن اختفائه قسريا قبل وفاته، وقد تم مراجعة كافة الشكاوى الواردة للمجلس عبر القنوات المشار اليها، بما فيها شكاوى إدعاءات الاختفاء القسري التي يتواصل المجلس بشأنها مع الجهات المعنية، والتأكد من أنه "لم يتم تلقي أي شكاوى من أسرة أيمن هدهود".

واختتم رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس القومي لحقوق الإنسان تصريحاته: بالتأكيد على موقف المجلس الذي أعلنته السفيرة مشيرة خطاب في البيان الصادر بتاريخ 12 أبريل الجاري، والمتمثل في أن "أجندة المجلس تولي اهتماما خاصا بقضايا الحقوق المدنية والسياسية والحريات العامة وإصلاح النظم العقابية"، مطالبا ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان او ذويهم وممثليهم الراغبين في التواصل مع المجلس إلى استخدام القنوات المؤسسية التي تضمن تسجيل شكاواهم وتحفظ حقوقهم وتضمن حمايتهم كمبلغين.

كما أن المجلس سينشر خلال أيام "وثيقة معلومات Fact sheet" تتضمن كافة المعلومات التي تيسر على الجمهور العام  الوصول لمنظومة الشكاوى بالمجلس القومي لحقوق الإنسان.

القومي لحقوق الإنسان يتابع القضية

وأعلنت السفيرة مشيرة خطاب، الاثنين، أن المجلس القومي لحقوق الإنسان، قد اطلع على بيان وزارة الداخلية، وفي انتظار نتائج تحقيقات النيابة العامة في ضوء قرار تشريح الجثمان لاستبيان حقيقة الأسباب التي أدت للوفاة والتحقق مما إذا كان شبهة جنائية.

وصرحت "خطاب" - بأن المجلس القومي لحقوق الإنسان، يتابع عن كثب كل ما يتعلق بقضايا الحبس الاحتياطي والشكاوى الواردة بشأن دعاوي الاختفاء القسري، و يفتح أبوابه لتلقي أي شكاوى متعلقة بأي انتهاكات ويتواصل على الفور بشأنها مع الجهات المعنية وأصحاب الشكاوى.

وفي سياق مواز أكدت السفيرة مشيرة خطاب، أن المجلس القومي لحقوق الإنسان، يقوم بالتنسيق والتواصل مع النيابة العامة ووزارة الداخلية بشأن كافة دعاوي الاختفاء القسري التي تلقتها منظومة الشكاوى منذ تشكيل المجلس الجديد والبالغ عددها 19، فضلا عن كافة الشكاوى المتعلقة بادعاءات تجاوز مدد الحبس الاحتياطي أو إساءة المعاملة سواء في فترات الحبس الاحتياطي أو قضاء العقوبة.

واختتمت "خطاب" تصريحاتها بالتأكيد أن المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي جاء وفقا لألية ديمقراطية ويتمتع بالاستقلالية الكافية، لديه أجندة عمل واضحة بما يضمن الارتقاء بمنظومة حقوق الإنسان، ويولي المجلس القضايا المتعلقة بالحقوق المدنية السياسية والحريات العامة وإصلاح النظم العقابية أهمية كبيرة، معربة عن "ثقتها في تعاون كافة الأجهزة المعنية في هذا الشأن".

أعلنت النيابة العامة، الثلاثاء، تفاصيل التحقيقات في وفاة أيمن هدهود.

وذكرت النيابة العامة في بيان لها، أنها تلقت بلاغا في السادس من شهر فبراير الماضي من حارس عقار بحي الزمالك بدخول أيمن هدهود إلى العقار الذي يحرسه، ومحاولته فتح إحدى الشقق به، وهذيانه - آنذاك - بكلمات غير مفهومة، فأمسك به وحضرت الشرطة وألقت القبض عليه.

النيابة تكشف تفاصيل وفاة هدهود

وباشرت النيابة العامة التحقيقات حينما قُبض على "هدهود" وحاولت استجوابه فيما نُسب إليه من اتهام الشروع في السرقة، ولكن تعذَّر استجوابه لترديده كلمات غير مفهومة، وتشككت في سلامة قواه العقلية، فاستصدرت أمرًا من المحكمة المختصة بإيداعه أحد المستشفيات الحكومية لإعداد تقرير عن حالته النفسية، وأودعته النيابة العامة بإدارة الطب النفسي الشرعي بالمجلس القومي للصحة النفسية بالقاهرة بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية؛ لإعداد تقرير طبي عقلي عن حالته، ومدى مسئوليته عن أفعاله وقت ارتكاب الواقعة.

واستمعت النيابة العامة لشهادة حارس العقار مقدم البلاغ فشهد بضبطه المتهم عقب توجهه للعقار مُسرِعًا، ولما حاول استيقافه سبَّه المتهمُ وقصد إحدى الشقق بالعقار وشرع في فتحها عَنوةً مناديًا على اسم سيدة، فلمَّا حاول ردعه بمعاونة حارس عقار آخر تعدى المتهمُ عليهما بالضرب، وانتابته حالة هياج شديد، وألقى بنفسه أرضًا وأخذ يصيح بكلمات غير مفهومة، فأبلغ الشرطة التي حضرت على الفور وألقت القبض عليه.

وأيد حارسُ العقار المُجاور رواية حارس العقار الذي قصده "هدهود" في التحقيقات، وشهدَ مُجري التحريات بأن تحرياته لم تتبين إذا ما كان قصد المتهم من فعله السرقة من عدمه.

وفي الخامس من شهر مارس الماضي أُخطرَت النيابة العامة بوفاة المتهم بالمستشفى المُودَع بها جرَّاء هبوط حادٍّ في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب، فناظرت النيابة العامة جثمانه وتبين لها خلوه من أي إصابات، كما انتدبت مفتش الصحة لتوقيع الكشف الظاهري على جثمانه فتأكد عدم وجود شبهة جنائية في وفاته، وأكدت تحريات الشرطة كذلك أنه لا يوجد شبهة جنائية في وفاته.

واتخذت النيابة العامة حينها إجراءات النشر والتصوير المتبعة مع المتوفين للوصول إلى ذويهم لتسليهم الجثمان لدفنه، فحضر اثنان من أشقائه -عادل وأبو بكر- وشهدا في التحقيقات بأنهما لا يشتبهان في وفاة شقيقهما جنائيًّا، وأبانا بأن ذات تصرفات المتوفى المضطربة قد تكرر حدوثها منه سلفًا مرتين؛ الأولى منذ شهرين حين عُثِرَ عليه بالطريق العام بمنطقة السلام يقوم بأفعال مضطربة ويتحدث إلى نفسه، فانتقلا إليه وتسلماه من الأهالي الذين تحفّظوا عليه وقتَئذٍ، والثانية حين افترش الأرض أمام غرفِ نُزلاءِ أحد الفنادق فانتقلا إليه واصطحباه، وأوضحا بأنهما لم يتمكنا من إيداع شقيقهما المستشفى سابقًا لتلقي العلاج اللازم؛ لتكرار هروبه.

وفي سبيل سعي النيابة العامة للتيقن من سبب وفاة المتهم استمعت لأقوال مدير وحدة الطب الشرعي النفسي، وطبيبة، وممرض بالمستشفى الحكومي الذي كان المتهم مُودَعًا به، فشهدوا بأنه كان يعاني من اضطراب بدرجة الوعي، ودُوار، وعدم اتزان، وارتفاع في درجة حراراته، واشتُبِه في إصابته بفيروس كورونا، فاتخذت معه الإجراءات الطبية المقررة في مثل تلك الحالة، ثم تُوفي خلال نقله لأحد المستشفيات الحكومية لتلقي العلاج.

تشريح جثمان هدهود بعد الوفاة

وعلى ذلك انتدبت النيابة العامة مصلحة الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المتهم وقوفًا على سبب وكيفية حدوث وفاته، وعما إذا كان بالوفاة شبهة جنائية من عدمه، وفحص عينات حشوية منه لبيان مدى احتوائها آثار مواد مُخدّرة أو سامَّة قد تكون سببًا في وفاته.

وفي أعقاب القرار الأخير استمعت النيابة العامة لأقوال عضوَيْن باللجنة الثلاثية المشكلة وفقًا لقرار النيابة العامة بإعداد تقرير بفحص حالته النفسية والعقلية، فشهدا بأن المتهم كان يعاني من اضطراب الفصام، وغير مُهتَدٍ للزمان والمكان والأشخاص، وضعيف التركيز والانتباه، ويعاني من ضلالات اضطهادية، وضلالات عظمة، وكان يتحدث بكلام غير مفهوم تخلله إنكارُه ارتكابَه واقعة الشروع في السرقة محل التحقيق معه، وأنه دلف العقار الذي ألقي القبض عليه فيه بحثًا عن السيدة التي كان ينادي باسمها على حسَبِ أقوال حارس العقار

وأضافت اللجنة أن تدهور حالته النفسية توثر في درجة الوعي، ومن الممكن أن تنتهي بالوفاة، وقدَّما تقريرًا مفصلًا بحالته بالأوراق.

وتستكمل النيابة العامة إجراءات التحقيق في الواقعة، واستدعت شقيق المتهم عمر هدهود؛ لسماع شهادته، والذي رصدت وحدة الرصد بإدارة البيان تصريحات متعددة منسوبة إليه بمواقع التواصل الاجتماعي يدعي خلالها وجودَ شبهةٍ جنائية، ولكنه لم يمتثل لقرارها بالحضور.

وبمناسبة التحقيقات في تلك الواقعة فإن النيابة العامة تؤكد مجددًا بأنها تباشر تحقيقاتها بكل شفافية ومصداقية وتعلن -متى كان ذلك مناسبًا- ما تُسفرُ عنه تلك التحقيقات بما لا يؤثر على سلامتها، وهي لذلك تهيب بالكافة إلى عدم الانسياق وراءَ مُروجي الإشاعات، وذوي التوجهات المغرضة، ونوايا أهل الشر الخفية التي تستغلّ بسوءِ قصدٍ حدوثَ بعض الوقائع بمجتمعنا لإحداث الفرقة ونشر الفتن في ربوع وطننا الحبيب المحفوظ دومًا من كل شر وسوء.

مصدر ينفي الأكاذيب بشأن الوفاة

ونفى مصدر أمني، صحة ما تداولته بعض الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى، بشأن الزعم باختفاء المواطن أيمن هدهود قسرياً.

وأكد المصدر، أنه بتاريخ 6 فبراير 2022، تبلغ من حارس أحد العقارات بمنطقة الزمالك بالقاهرة بتواجد المذكور داخل العقار ومحاولته كسر باب إحدى الشقق وإتيانه بتصرفات غير مسئولة.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية في حينها، وإيداعه بإحدى مستشفيات الأمراض النفسية بناءً على قرار النيابة العامة.

وتسعى دائما الجماعة الإرهابية إلى نشر الأكاذيب والادعاءات بهدف إثارة الرأي العام مستغلة في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي.