عاهل الأردن يجدد موقف بلاده الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية

جدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التأكيد على موقف بلاده الداعم لإيجاد حل سياسي انتقالي شامل للأزمة يوقف نزف الدماء ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا ويحد من الانعكاسات الخطيرة للأزمة على المنطقة برمتها.
وأشار الملك عبدالله الثاني في هذا الصدد إلى أن الأردن لا يزال يتحمل أعباء كبيرة تفوق إمكاناته جراء استضافته للأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين، مثمناً دعم دول الاتحاد الأوروبي للمملكة في هذا المجال والذي يجب أن يتناسب مع حجم هذه الأعباء.
جاء ذلك خلال استقبال الملك عبدالله الثاني اليوم "الأحد" الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون، التي تزور المملكة حاليا ، في اجتماع تناول علاقات التعاون مع الاتحاد الأوروبي ومجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا الأزمة السورية وتداعياتها.
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي أن الملك عبد الله الثاني وأشتون بحثا خلال اللقاء الجهود الرامية لكسر الجمود في عملية السلام، بهدف حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام1967 وفق حل الدولتين، لافتا إلى الدور الأوروبي المهم في مساندة هذه الجهود واستغلال الفرص المتاحةلتحقيق السلام الشامل والعادل.
واعتبر العاهل الأردني ،الذي أكد على مركزية القضية الفلسطينية، أن مواصلة إسرائيل لسياستها الاستيطانية والاعتداءات المتكررة على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس تقوض مساعي التوصل إلى السلام.
وأكد الملك عبد الله الثاني على متانة علاقات الشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي والحرص على تعميقها في المجالات كافة، مثمناً الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للأردن في مختلف الميادين وبما يمكنه من تنفيذ برامجه الإصلاحية والتنموية.
واستعرض عملية الاصلاح الشامل التي ينتهجها الأردن على مختلف المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والمراحل التي تم إنجازها نحو ترسيخ الديمقراطية وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار.
من جهتها، أشادت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون بجهود الإصلاح التي يقودها العاهل الأردني ومساعيه الموصولة لتحقيق السلام في المنطقة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في التنسيق مع الأردن لجهة تقوية علاقات الشراكة والتعاون، ومعالجة مختلف التحديات التي تشهدها المنطقة بما يرسخ أمنها واستقرارها.
وثمنت أشتون خدمات الإغاثة التي يقدمها الأردن للاجئين السوريين، مؤكدةً التزام الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم والمساعدات للمملكة لتمكينها من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية لهم.
من ناحية أخرى، التقى الملك عبدالله الثاني اليوم "الأحد" رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني الذي يزور المملكة حاليا.
وجرى خلال اللقاء، الذي حضره الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم نائب رئيس الاتحاد الدولي "فيفا"، استعراض علاقات التعاون الثنائي، خصوصاً في المجالات الرياضية والشبابية منها.
وأشار الأمير علي إلى فرص تمتين التعاون المتاحة بين الأردن والاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم في مختلف المجالات الرياضية.
ومن جهته، أثنى بلاتيني على دعم جلالة الملك للحركة الشبابية وتطوير كرة القدم الأردنية والنهوض بها، وأشاد في الوقت ذاته بجهود الأردن الإغاثية المقدمة للاجئين السوريين، ومن ضمنها مشروع تطوير كرة القدم الآسيوية، الذي يترأسه الأمير علي بن الحسين، لدعم اللاجئين عبر الانخراط في دورات تعليمية تهدف لزرع القيم الإيجابية في المجتمع.
وكان الأمير علي بن الحسين قد اصطحب ميشيل بلاتيني في جولة داخل مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بمحافظة المفرق(75 كم شمال شرقي عمان ).
وأطلع الأمير علي بن الحسين وميشيل بلاتيني على أوضاع المخيم واستمع إلى شرح موجز عن النشاطات الاجتماعية الإنسانية والرياضية من القائمين على المخيم وتفقد الملاعب التي تم إنشاؤها داخل المخيم بهدف رعاية الأطفال والشباب.
يشار إلى أن مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين يضم قرابة 150 ألف لاجئ ولاجئة سورية من بين نحو 545 ألفا تستضيفهم الأردن منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011.