الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل استلمت هديتك من رمضان؟

د/علاء الشال
د/علاء الشال

رمضان الضيف الخفيف الذي يهم بالانصراف مسرعاً ، خير ضيف قدم علينا ولكن للأسف وقته محدود جدا، كنا نستقبله بالأمس وها هو يوشك على الرحيل، جاء محملاً لنا بالهدايا منذ خمسة عشر يوما، ومن هداياه التي جاء بها ما يلي
الهدية الأولى : كثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة
من الكفارات المنجيات التي يكفر الله تعالى بهن السيئات ويمحو بهن الخطايا، كثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة. وهي أفضل عمل على وجه الأرض وهي خير موضوع. ومن دخل في الصلاة دخل في أنوار الله تعالى، ومن ابتعد عن الصلاة ابتعد عن الأضواء. 


يكفي في الوضوء شرفا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال : أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه . اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، يدخل من أيّها شاءَ) أخرجه مسلم (234)، وأبو داود (169)، والترمذي (55)
فما الحال مع أهل الصلاة الذي لا يصلي محروم ومحجوب وخارج إطار الخدمة، وكل عمل صالح تفعله تغسل به جميع أوزارك.


الهدية الثانية: روح التعاون والحب 
كم من شخص خاصم جاره وأهله وولده ووالده طوال العام فلما جاء هذا الضيف الكريم ألح علينا في التسامح والصفح وإذا التقى المسلمان وتصافحا تساقطت عنهما أوزارهما.


ولاتنس هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (إِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فى إناء أخيك صَدَقَةٌ وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وتَبَسُّمُك فى وجه أخيك صَدَقَةٌ وَإِمَاطَة الْحَجَر وَالشَّوْك وَالْعَظْم عن طريق الناس صَدَقَةٌ وهدايتك الرجل فى أرض الضالة صدقة)  


الهدية الثالثة: حبس شياطين الجن عنك فأنت في مأمن منهم  
الشياطين تحاول أن تعطّلنا عن طريق الله تعالى، وعن الصلاة وعن كل أبواب الخير. ففي الحديث(إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ : صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَردَةُ الجنِّ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النيرانِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، وينادي مُنادٍ يا باغِيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللهِ عُتَقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ)
فإذا كنت في المعصية ولم تتغير حتى في رمضان فليس هذا من شياطين الجن بل إما من شياطين الإنس أو من نفسك الأمارة بالسوء
إضافة لما سبق لا زال مع هذا الضيف الكريم هدايا منها إتاحة حصولك على عمر يعدل ألف سنة لمن يشتكي ضيق الوقت في ليلة واحدة 
ومنها العتق من النار في نهاية الشهر الكريم ومنها دخول الجنة من باب الريان يوم القيامة 
ترى من يقبل من هذا الضيف تلك الهدايا ولا يبخل باستضافته 
انتهزوا بقاء هذا الضيف في بيوتكم وافرحوا به يفرح بكم 
في أمان الله