الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبتا الجمعة في الحرمين : ليلة القدر تاج رمضان وإدراكها من علامة إرادة الله لعبده الخير.. تأسوا بالنبي في العشر الأواخر ..العمر قصير مهما طال ومضاعفة الأجر بمواسم الخير تعدل الفسحة في الأجل

خطبتا المسجدين الحرام
خطبتا المسجدين الحرام والنبوي

خطيب المسجد الحرام:

  • علينا أن نتأسى بالنبي في العشر الأواخر ونتعرض لنفحات رحمة الله وكريم فضله
  • احذروا إضاعة الأوقات تجنبوا السيئات فقد يحول بيننا وبين إدراكها مرة أخرى هازم اللذات
  • من فضل الله على الناس تركه معاجلتهم بالعقوبة على معصيتهم إياه وكفرهم به

خطيب المسجد النبوي: 

  • شهود الأزمنة التي يضاعف فيها ثواب العمل الصالح من علامة إرادة الله لعبده الخير
  • عمر العبد قصير مهما طال ومضاعفة الأجر وكثرة الثواب بمواسم الخير تعدل الفسحة في الأجل
  • ليلة القدر تاج شهر رمضان تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربنا
  • من أدرك رمضان وأمكنه الله من صيامه وقيامه فقد وهب فرصة فاتت كثيرا من الخلق

تناولت خطبتا المسجدين الحرام والنبوي، فضل العشر الأواخر من شهر رمضان ، وكيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، ومن ذلك أنه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر، وكان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد مئزره، حاثاً على الإكثار من الطاعات والابتعاد عن إضاعة الأوقات وعمل السيئات.

ومن مكة المكرمة ، قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، من المعلوم لدى كل مسلم أن الله جل في علاه، هو المتفضل على خلقه كافة بما لا كفء له من الفضل ولا حد لمنتهاه.

متفضل على خلقه كافة

وأضاف «غزاوي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة : فكم لله من أفضال على البريات، وكم أسبغ على العباد من عظيم النعم وجزيل الهبات، ورأس ذلك الفضل وأعظمه التوحيد، وهو الإقرار بأنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له وإخلاص الدين والعبادةِ له كما قال الله عن يوسف عليه السلام «وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَٰلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاس وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُون».

وأفاد بأن من فضل الله وكرمه بِعثة الرسل -عليهم السلام- وخاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي امتن الله على الأمة ببِعثته فقال عز من قائل «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ».

وأشار إلى أن من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة المحمدية الاصطفاءُ وإيراث الكتاب العزيز ، مستشهدًا بما قال الله عز وجل: « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ».

مظاهر فضل الله على المؤمنين

وأوضح أن من مظاهر فضل الله على المؤمنين أن حبب إليهم الإِيمان وزينه في قلوبهم، وبغض إليهم الكفر والكبائر والصغائر وتوبته عليهم وتجاوزه عن خطاياهم وتوفيقهم لتزكية أنفسهم وتوفيقهم وتأديبهم وتعليمهم ما لم يكونوا يعلمون وإرشادهم إلى أنواع المصالح، والتحذير من حبائل الشيطان والعصمة من متابعته.

وتابع: كذلك من فضل الله ومنته ما ينعم به عليهم من الفتح والغنيمة والنصر والظفر والتمكين، ومن فضله عليهم أن يغنيهم من الفقر والفاقة وضيق العيش، كما أنهم يبتغون من فضل الله في المكاسب والمتاجر، ومن فضل الله على العباد أن جعل لهم الليل؛ ليسكنوا فيه، ويحققوا راحتهم، والنهارَ مضيئًا؛ ليُصَرِّفوا فيه أمور معاشهم، ومن فضل الله على الناس تركه معاجلتهم بالعقوبة على معصيتهم إياه وكفرهم به.

نسائم العشر المباركات

ونبه إلى أن نسائم العشر المباركات من شهر رمضان قد فاحت، حاملة الخير العميم والفضل العظيم، فاغتنموا نفحات رحمة الله وكريم فضله في هذه العشر المباركات، منوهًا بأنه قد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، ومن ذلك أنه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر، وكان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد مئزره، حاثاً على الإكثار من الطاعات والابتعاد عن إضاعة الأوقات وعمل السيئات.

وأوصى بأنه علينا أن نتأسى به - صلى الله عليه وسلم -ونتعرض فيها لنفحات رحمة الله وكريم فضله، ونسأله مغفرته وعظيم عفوه، ونكثر فيها من الطاعات، ونتقرب بأنواع القربات، ونبتعد عن إضاعة الأوقات ونتجنب السيئات، فقد يحول بيننا وبين إدراكها مرة أخرى هازم اللذات.

وأكد أن الله سبحانه وتعالى، يعطي كل من عمل صالحًا جزاء عمله أجزل الثواب والفضل في الآخرة، فلا تسألوا الفضل إلا من الله وهو عليم بمن هو أهل للفضل، وأنه ما بالعباد من رزق ونعمة وعافية ونصر، فمن فضل الله عليهم، وإحسانه إليهم.

ومن المدينة المنورة، قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن إدراك مواسم الخير من نعم الله العظيمة، وشهود الأزمنة التي يضاعف فيها ثواب العمل الصالح من علامة إرادة الله لعبده الخير.

إدراك مواسم الخير

وأوضح «القاسم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أنه مهما طال عمر العبد فهو قصير، ومن مواسم الخير من مضاعفة الأجر وكثرة الثواب ما يعدل للزيادة في العمر والفسحة في الأجل، مشددًا على ضرورة اغتنام فضل ومكانة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والمنزلة العظيمة لليلة القدر وهي تاج الشهر الفضيل، تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربنا عز وجلّ.

وأكد أن من أدرك رمضان وأمكنه الله من صيامه وقيامه، فقد وهب فرصة فاتت كثيراً من الخلق، فإذا فسح له في أجله حتى بلغ العشر الأواخر منه فقد خُصّ بما يُتحسّر على فقده، ويُحزن على فواته، لإعطائه مهلة يزداد فيها من الخير، ويستغفر فيها من ذنوبه ويسترك ما فاته ويصلح ما فرط فيه ويعمل من الصالحات ما ترتفع به مرتبته في الجنة".

ليلة مباركة خيرها كثير

وأضاف أن ليلة القدر ذات الشأن العظيم والمنزل الرفيعة، ليلة مباركة خيرها كثير، ليلة العمل والثواب فيها خير من عبادة ألف شهر، ليلة يقضي الله فيها بين خلقه، ويحكم بينهم، ويكتب أقدار عام كامل من أعمارهم، فيفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق وما يكون فيها إلى آخرها.

وتابع: هي ليلة يكثر فيها تنزّل الملائكة من السماء لكثرة بركتها، والملا كة يتنزّلون مع تنزّل البركة والحمد عند تلاوة القرآن العظيم ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم تعظيماً له، ورضا بما يصنع، مشيرًا إلى أن قيام ليلة القدر مع التصديق بثوابه مع احتساب أجرها جزاؤه مغفرة الذنوب كلها.

قيامها يكون بـ4 عبادات

وأشار إلى أن قيامها يكون بالصلاة فيها والدعاء والذكر وكثرة الاستغفار ونحو ذلك، ومن حُرم بركتها وخيرها فهو محروم، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرّاها ويحثّ أصحابه على تحرّيها في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الأوتار من العشر آكد.

ونبه إلى أنه كان – صلى الله عليه وسلم - يكثر العبادة في هذه العشر ويجتهد فيها اجتهاداً، يحيي عامة الليل مجتهداً بالصلاة والذكر والدعاء والاستغفار، وكان صلى - الله عليه وسلم - في هذه العشر يتقلّل من أمر الدنيا ويعتزل الناس، ويوقظ أهل بيته لينالوا من بركة هذه الليالي ويصيبوا من خيرها، فكان يعتكف في مسجده في هذه العشر يتحرّى ليلة القدر، حتى يدركها وهو في عبادة متّصلة بحضور القلب.

وأفاد بأنه يشرع في هذه العشر الأواخر من رمضان كثرة الذكر والدعاء والمداومة على تلاوة القرآن، والإحسان إلى الخلق بأنواع الصدقات، وتفطير الصائمين، وسدّ حاجات المعوزين، وصلة الأرحام، وبرّ الوالدين، والإحسان إلى الجيران، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم.